كريتر نت – BBC
ناقشت صحف عربية معركة مأرب المستمرة منذ ما يقرب ثلاثة أشهر دون حسم، ومواقف الأطراف اليمنية المختلفة وكذلك الأطراف الخارجية من محاولات الحوثيين السيطرة على المدينة.
ويرى كُتاب أن هناك إصراراً حوثيا على السيطرة على المدينة “لاستخدامها كورقة تفاوضية في أي محادثات سلام”.
فيما ينتقد آخرون الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي فيما يخص مجريات معركة مأرب، إذ يرون أن أولويته هي البقاء في منصبه دون القيام بأي إصلاح لمواجهة الحوثيين.
ويشير بعضهم إلى أن المواقف السعودية والإيرانية الأخيرة “أحيت الأمل في إيجاد مخرج سلمي للصراع الدامي في اليمن”.
إصرار حوثي للسيطرة على مأرب
تقول سحر غانم في صحيفة المشهد الدولي اليمنية إن “إصرار الحوثيين حاليًا على السيطرة عسكريًا على محافظة مأرب، صار يمثل حجرة عثرة كبيرة في وجه كل الجهود العربية والدولية لإنهاء حرب أتت على الأخضر واليابس، وأصبحت تهدد أمن الإقليم والعالم”.
ويفصل صالح البيضاني في صحيفة العرب اللندنية أبعاد حرص الحوثيين على دخول مأرب.
يقول: “يبدي الحوثيون إصرارا عنيدا على السيطرة على محافظة مأرب اليمنية قبل الذهاب إلى أيّ تسوية سياسية، على اعتبار أن هذه المحافظة ستكون مكافأة نهاية الانقلاب الذي يسعى الحوثيون لشرعنته عبر حوار شكلي لا ينوون تقديم أيّ تنازلات خلاله، بقدر رغبتهم في تعزيز مكاسبهم العسكرية”.
ويضيف: “يدرك الحوثي أنه بالسيطرة التي لم تتحقق بعد على مأرب سيتمكن من تغيير المعادلة بشكل كامل، ليس معادلة الحرب والسلام، بل المعادلة داخل صفوف الشرعية ذاتها”.
ولا يعتقد الكاتب أن الحوثيين سيتوقّفون في حال السيطرة على مأرب عند حدود ما قبل 1990 بل سيتجهون للسيطرة السريعة على تعز قبل استكمال معركة الحُديدة.
أولويات الصراع
يقول أيمن نبيل في صحيفة العربي الجديد اللندنية إن “كل القوى التي تحارب الحركة الحوثية ترى فيها عدوًا وتهديدًا خطيرًا، ولكن محاربتها ليست الأولوية التي يسخر في سبيلها كل شيء آخر؛ ثمّة لدى كل تلك الأطراف أولويات أخرى”.
ويتحدث الكاتب عن أولويات مختلف الأطراف، فالسعودية مثلا “تريد جيشًا يمنيًا بإمكانه محاربة الحوثيين وهزيمتهم، ولكن بشرط ألا يكون قويًا كفاية، بحيث يشكل تهديدًا مستقبلًا”.
بالنسبة للرئيس عبد ربه منصور هادي “أولويته هي البقاء في منصبه. ولهذا حين يكون الخيار بين الإصلاح المؤسساتي اللازم لهزيمة الحوثيين والتراجع أمامهم يختار الخيار الثاني دائمًا، وذلك لأن أي إصلاحٍ في القوات المسلحة وجهاز الدولة يهدّد “مستقبله”.
ويقول إن أولوية المجلس الانتقالي “فصل الجنوب عن الشمال، وإذا استطاع الحوثيون إسقاط مأرب، ستلفظ الحكومة الشرعية أنفاسها الأخيرة، وهي العقبة الرسمية أمام مشاريع الانفصال”.
يقول يونس عبدالسلام في موقع يمن للأنباء اليمني إن “الحكومة الشرعية فاقدة للحيلة، وكأن لا خيار أمامها سوى الرضوخ للضغوطات الدولية المتزايدة بمبررات الأوضاع الإنسانية”.
يضيف: “لا تعاني الحكومة الشرعية سوى من هوان قياداتها السياسية والعسكرية وتراخيها في الميدان”.
ويقول: “يعوّل الشارع اليمني على استفاقة مفاجئة للشرعية… بدون هذه الاستفاقة المطلوبة لن تحصد الحكومة الشرعية سوى الخيبة على الصعيدين العسكري أو السياسي”.
يرى الكاتب أن “جماعة الحوثي تتجاهل كل دعوات السلام، وتتعامل معها من منطق تحصيل حاصل”.
“انتصارات وهمية”
يرى سند الصيادي في موقع أنصار الله اليمني أن هناك “ضجيجا هائلا في المواقف والتصريحات الإقليمية والدولية القلقة على سقوط آخر معاقل تحالف العدوان شمال اليمن، تارةً بالتباكي حرصاً على وضعٍ إنساني زائف وَمختلق، وَتارةً بإطلاق التحذيرات المبطنة بالتهديدات العسكرية والسياسية على صنعاء”.
ويشير إلى وجود “حديث عن انتصارات وهمية لأدوات العدوان”، ويقول إن الهدف هو “محاولة التشويش على الخيارات الوطنية وَكبح جماح إرادَة الحسم؛ لإطالة أمد العدوان وأدواته وَإبقائها رقماً في المعادلة”.
على الجانب الآخر، يقول حسين العزي في مأرب اليمنية إن الحوثيين يزعمون أنهم على وشك حسم معركة مأرب من خلال “أراجيف وصناعة انتصارات وفبركات إعلامية زائفة” من أجل “التهرب من مطالبات المجتمع الدولي والإنساني للانقلابين بالوقف الفوري للحرب والتصعيد ضد المدنيين ومخيمات النازحين في مأرب وغيره… وفرض أمر واقع على الخارج والداخل لكسب الوقت وإطالة أمد الهجوم العسكري واستمرار خيار الحرب أطول فترة ممكنة”.
وينتقد الكاتب المواقف الدولية تجاه محاولات الحوثيين السيطرة على مأرب، ويرى أن هناك “ضوءا أخضر أمريكيا بإطلاق يد الانقلابين للقتل والدمار أسوأ من قبل”.
ويرى عادل الشجاع في صحيفة المشهد الدولي اليمنية أن “مأرب ستنتصر وعلى اليمنيين أن ينصروا مأرب، كل من موقعه، فانتصار مأرب هو تدمير لجدار الهلال الشيعي”.
ويقول إن “أمريكا اليوم تعادي المليشيات التابعة لإيران ظاهريا ، فيما هي تدعمها في الباطن”، حيث يرى أن أمريكا تسعى إلى “تثبيت خارطة الهلال الشيعي من اليمن انطلاقا نحو القطيف في السعودية”.
ويرى أن ما يخطط له المبعوثان الأمريكي والبريطاني “ستسقطه مأرب…المسألة مسألة وقت والوقت في صالح مأرب لأن أمريكا تسارع الخطى لإنجاز مالم ينجز، فاصمدوا أيها اليمنيون فإن ملامح النصر يلوح من انبطاح السعودية للمشروع الأمريكي الإيراني”.
ويقول: “لا تزال المواقف الأمريكية كلامية مهزوزة لا تخرج عن نطاق الشجب والتنديد والاستنكار”.
وتقول العرب اللندنية إن “بوادر اللّين المسجّلة أخيرا في مواقف كل من السعودية وإيران بشأن العلاقة بينهما وملامح التهدئة الملموسة في الخطاب السياسي للغريمتين الإقليميتين أحيت الأمل في إيجاد مخرج سلمي للصراع الدامي في اليمن”.