معاذ غالب الجحافي
إلى الرحمٰن رب العلمينا
مضى الأبطال منا شامخينا
أبا أبطالنا الشهداء إنّا
لك الأبناء دوماً ما حيينا
أبونا أنت يا يحيى جميعاً
فأنت التام إيماناً ودينا
تجود بفلذة الأكباد حباً
ليعلو الحق خفاقاً متينا
وسرتَ ورائهم حراً شهيداً
أبياً لا يهاب ولا يلينا
لتبقى سنة المختار دينا
به نمضي لرب العلمينا
وبارك أمنا الخنساء تعالى
ليوثاً أنجبت يحموا العرينا
سقتهم في حليب المهد عزًّا
وإقداماً، وإخلاصاً أمينا
أرى شلال مذ عقدٍ ونصفٍ
ينضال رافضاً أن يستكينا
تغذى الرفض للطغيان طفلاً
فشب ليرهق الطاغي سنينا
تحرك في الحراك، فكان برقاً
وإعصاراً، وبركاناً دفينا
يسوم البغي والطغيان ذعراً
وإذلالاً هنا، وهناك حينا
فأمسى كل طاغية وذيلٍ
بقيد الذعر مأسوراً سجينا
أبا شلال في شلال شُلت
عصابة ذلك العفش اللعينا
وحين أتى حوافشهم، أتاهم
كليثٍ لا يكل ولا يلينا
تراه أولاً في كل صفٍ
إلى العلياء يستبق السنينا
ومازن في ذرى الهامات أضحى
أبى للذل يوماً أن يدينا
وأنورهبّ للعلياء يرقى
أبياً شامخاً لا يستكينا
وجاد بنفسه اليحي، ومن ذا
كهذا الجود يا تاريخ فينا
أبا الأقمار يا شمساً تجلت
تضيء دروبنا عزًّا مبينا