كتب : علي محسن سنان
الاستاذ عبدالله محمد حسن العيشور واحدا من مشاعل الدجى التي انارت سماء العتمة في الضالع
وبعد تخرجه وزميله الاستاذ الفقيد عبدالله علي صباب من زنجبار ابين حيث تلقى تعليمه فيها
وهو من مواليد مدينة الضالع ومن اسرة فقيرة ومكافحة ووالدة صاحب نكتة وقفشات محببة وعبارة تجعلك تضحك بملئ فيك.
الاستاذ عبدالله العيشور نشأ وترعرع في حافة السوق القديم حافة الجوس ويقابل منزله منزلنا المتواضع وكان مرباع الضالع اي سوق الضالع ويؤمه الجميع من مساء الاربعاء والسوق الخميس .
اعود لموضوعي عن الأستاذ عبدالله العيشور الذي ولدت ونشأت والباب بالباب لمنزلينا وتفتحت عيناي ونشات وانا اشهد هذا الشاب الوسيم الذي له حضور فاعل ومؤثر مجتمعيا ويوميا اراه وهو يدرس ويدير مدرسة الجليلة.
ويدرس مادة اللغة الانجليزية ومن سوء طالعي انه لم يدرسني ولم تسنح لي الظروف بأن انهل من معين العيشور المتدفع العيشور اسم ملأ الدنا وذاع صيته عندما ادار اعدادية الضالع ودرس فيها وما قبل ليلة عرسه كان مسجونا لاسباب لا مجال لذكرها وتم اطلاق سراحة ليتم زواجه ويسجن آخي سيف العيشور رحمه الله بدلا عنه.
ولان الظلام والجهل يريد رؤوس نشوى وعقول متفتحة وذات مراس وتتحدى كل الصعاب وبعض اصحاب النزق الثوري لا يروق لهم يروا العيشور وامثاله يقودون دفة التحولات برؤية علمية بعيدة عن الثورية الزائفة واذكر ان حضرت زواجه وانا طفل وسمرت حتى الصباح مع الحافة والضيوف ، وكيف لا والعيشور نجم الحافة وشابها المثقف المتعلم والذي ينحت اسمه بالصخر دون ان تثنيه عوارض الدهر ومخلفات الماضي.
كبرنا شيئا فشيئا ودخلنا عتبة التعليم الابتدائي في عام 69م في مدرسة صالح قاسم الابتدائية ومرت بضع سنوات واذا بالعيشور مدير الاعدادية اجزم واؤكد ان شخصية وهيبة العيشور عالية وقلما تجدها في مديرا آخر .
كان يقف في بوابة المدرسة اثناء الطابور الصباحي وعند القسم يتسمر كل طالب في مكانه حتى وان لم يشاهده العيشور.
العيشور في وجهة نظري اسطورة وقامة وهامة تعلمية وتربوية من الطراز النادر والرفيع.
شخصية رياضية قيادية في نادي الثورة وابرز لاعبي نادي الثورة وهو موهوب جدا في كرة القدم وتعايشنا معا في الحارة ومثل لنا الاخ الاكبر والمتابع والذي دوما يسأل عنا وعن تحصيلنا الدراسي ، ويتلمس احوالنا ويساعدنا لاننا كنا فقراء وايتام ، وفتح القسم الداخلي فطورا وغداء وعشاء للفقراء من ابناء جلدتي من الطلاب وغيرهم ، وطور التعليم ونظم الانشطة والرحلات الى لحج وعدن وصولا الى ابين وحتى شقره.
لكم احبه طلابه والمعلمين والمجتمع المحلي حتى اصبح رئيس لجان الدفاع الشعبي ومقرها غرفة ملاصقة لمنزلنا ويوميا اشاهده يحل القضايا ويتابع احوال الناس وينظم الحراسات الليلية ومعه في الشؤون الاجتماعية اخي الصدوق ، ولم نسمع اي مشكلة ولم تطلق رصاصة واحدة لا بلطجة لا تفجيرات لا فحاط بالاطقم ولا تعالي انا قاتلت انا ناضلت ولا بندقية على فوهتها على المؤخرة ولا تفاخر بالجعب والمرافقين والحراسات .
مدينة تنعم بالاخاء والالفة والمحبة وتعهد الجار لجاره .
العيشور لمن لا يعرفه من الناس الذين تعتز بهم وتقبل رؤوسهم كان بارا بوالديه واخوانه واخواته حتى وفاته واتذكر انه اخذ ابيه الى اديس ابابا حيث يعمل دبلوماسيا بعد 86 م في سفارة اليمن الديمقراطية في اثيوبيا ومن ثم اليمن ؛ ومن نوادر الوالد محمد العيشور عندما قال له العيشور يا والد تذهب تحج رد عليه مازحا هنا الحج وكفى ، وقائل اشهر عبارة برد لاهوه بابور يوصل بعد السفر يبرد وانتخ وصلت استاد وحامي.
العيشور وبعد التحاقه بالخارجية بعد احداث 86م لما يتمتع به من قدرات وامكانيات في اللغة الانجليزية ويحمل دبلوم كلية التربية لغة انجليزية حاول اكثر من مرة ان يلحقني معه ولكني رفضت لجهلي وسني ولان العيشور كان يدرك ما تتوفر لدي من امكانيات .
العيشور انسان بسيط بساطة مواطني واهالي مدينته متواضع خدوم ملتزم منضبط واداري من الطراز الرفيع مثقف ومتابع لما هو جديد في عالم التربية واللغة ، والحزم من صفاته والصدق وعدم المجاملة والتحابي والتمييز بين الناس والطلاب .
العيشور في سنواته الاخيرة تعرض لمرض خبيث انهك جسده ولم تنفع احدث المستشفيات في اوروبا بأن تداوي اسقام حبيبنا والاب الروحي لمعظم الشباب.
استاذ الاجيال عبدالله محمد حسن العيشور ستظل ايها العلم والنبراس تسكن القلوب ولك فيها فسحة من وطن وحب لانك منحتنا كل الحب وكنا نبادلك كل الحب ايها المحلق دوما في الفضاء يرقبنا ويخلق بروحه الطاهرة وتستحثنا الخطى للحاق بركب ثورة المعلومات والحوكمة في كل مفاصل الحياة .
ما احوجنا الى مثالك في هذه الايام العصيبة جاري الطيب واخينا الاكبر ومن سيرتك العطرة ننهل وعلى خطاك نسير نحو ما كنت تصبو وتروم اليه
الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته