كتب : محمد علي محسن
وداعًا استاذنا الجميل حسن صالح الصبحي ، أول مدير لأول مدرسة في جبل جحاف بعد الاستقلال ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م وحتى ندبه للعمل في الأمانة العامة لمجلس الوزراء مطلع السبعينات ،كموظف مجتهد تدرج في سلَّم الوظيفة إلى أن شغل درجة نائب وزير لشؤون مجلس الوزراء ، عقب فترة زمنية من شغله لوظيفة مدير عام في دوائر مجلس الوزراء .
رحيله بسبب فيروس كورونا اللعين ؛ فاجعة هزَّت كياني ، فلقد كان إنسانًا شهمًا وكريمًا معي إبان كفاحي لنقل وظيفتي ومرتبي المختطف والمصادر من مملكة ” علي الشاطر ” ، فما من لحظة خذلني ، فلم يكن من النوع الذي يتردد أو يشعرك بثقل وحساسية وظيفته ، فعلى العكس تمامًا وجدته خدومًا ومنجزًا المهمة وبروح مرحة طيبة ، وبلا كلفة ، أو مشقة أو مقابل .
كان حديثه وتجربته وثقافته تمدني بإكسير أمل وتفاؤل ، فصنعاء كانت مضيئة بوجهه المشرق الذي لا يعرف العبوس ، ومقيل القات بصحبة السلطان حسن من الأشياء التي عشقتها وألفتها ولحد الأدمان والولع .
فلكم كان لكلامه سحر وجاذبية ولكم كان لنكاته نكهة وسريان ولكم كانت تجربته غنية بالمعرفة والانضباط والوسطية والود والتسامح والسلام والتحضر والتعايش والأصالة وسواها من القيم المتجسدة في سلوكه المدني الذي شغفت به كثيرًا ..
الاستاذ حسن كان شاعرًا فذًا ، وإدرايًا محنكًا ، ومثقفًما محبوبًا وقارئًا منفتحًا ، وصوفيًا زاهدًا ، وانسانًا بسيطًا ومتواضعًا لا يهوى البهرجات الزائفة أو العنتريات أو الشعارات ، إنَّه افضل تعبير للمسؤول التكنوقراط ، المحب لشغله ، المخلص لوطنه ، الحالم بغد أجمل وأفضل ..
أمَّا لطفل يتلمس دربه في الحياة فكان المدير الأنيق ذكرى لا تتكرر أو تمحى رغم هول الأحداث الحاصلة خلال السنون الماضية .
أتذكر الآن أنني التحقت بالمدرسة الابتدائية وكان مديرها المهاب ، ومع أنه غادر المدرسة في السنة التالية إلَّا أنَّ أثره ظل عالقًا في ذاكرتي البعيدة .
الرحمة والمغفرة للفقيد ، وليسكنه الله الفردوس ، ويعصم قلوب أبنائه وأخوانه وأهله وذويه وأصدقائه وزملاؤه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .