كتب : صالح عبدالله مثنى
رحماك يارب ، اوقف لنا هذاالموت العاصف ، الذي زاد بلادنا موتاً فوق موتها وهلاكاً فوق هلاكها ومأساةً فوق مأساتها الاسواء في العالم كله . في ضرف برهةٍ من الزمن قصيرة ، تفصلها عن بعض ايام اوساعات اختطف بلا توقف ثلة من قادة الضالع ورجالها البارزين- ابوالشهداء القائد الاشتراكي يحي الشوبجي ، والمناضل محمد راشد ناصر ، والعقيد علي حيمد قائد الواء 82 ، و القائد السياسي المقاوم امين صالح ، القائد التربوي الوطني محمد الفقيه مثنى،والقائد العسكري الشجاع نصر محمد صالح الجعبي وسبقهم المناضل محمد ناشر الشعيب والمناصل محمد علي مثنى لكم لشعوب واثناء هذه الايام وبين لحظه واخرى ينتزع اباً او أٌماً اواخاً اوطفلاً من بين اسرهم ، ليتركها مكلومة ترجو الله الشفقًة والرحمه .
محمد الفقيه مربي الاجيال بروح العلم والوطنية للتحرر من الجهل ومن الاستعمار البريطاني ، الذي كان مصباحاً وهاجاً بين كوكبة الرواد الاوائل الذين ارسوا دعائم التعليم الحديث بمنطقة الضالع ، واحتفظ لهم جميعاً بالعرفان والتقدير ان كانوا يأخذوا بيدي الى المراتب الاولى في الامتحانات الفصلية والسنوية ، وحين كانوا يدعوني لاجلس معهم على طاولة الاستراحات بين الحصص الدراسية ، لم اذكر انني عوقبت على يد احد منهم ، والاستاذ السيد محمد بن محمد الذي لم يكن ينزل العصامن يده ، كان يكتفي ان يزأر بصوته المجلجل ياصالح عبد الله يافيلسوف.
اكثرهم قرباًالى القلب كان الاستاذ محمد الفقيه الذي كان يثق بي ويدعوني الى منزله مع زميلي الشهيد قاسم حريز لتوعيتنا بضرورة الثورة ضد الاستعمار لتحقيق الاستقلال الوطني ، ويطلعنا على مراسلاته مع مكتب الرئيس عبد الناصر وعلى ادبيات كتٌاب حركة التحرر الوطني العربية .
واب الشهداء يحي الشوبجي الذي جسد باستشهاده وابنائه الثلاثة وفائه لمسيرة النضال الباسلة لشعب الجنوب وحزبه الاشتراكي ، بان بقي على درب الكفاح المجيد لاستعادة حرية الوطن واستقلاله والدفاع عن كرامته الوطنية ، حتى غدو ايقونة الشهداء الخالدة.
وامين صالح القائد المناضل والمؤسس لحركة اللجان الشعبية الذي عبر عن السير على طريق الاباء والاجداد في مقاومة كل اشكال الاستبداد والاستعمار الجديد ، واضطلع بدور بارز في تاسيس الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية واستحق بجدارة عضوية قيادة المجلس الانتقالي الذي يحمل اليوم راية النضال من اجل تحقيق تطلعات الجنوب وحقه في الحرية وتقرير المصير وبناء دولته المدنية الديمقراطية .
والقائد العسكري والوطني ابن خالي العزيز نصر محمد صالح الجعبي ، الذي تربى في مرابض الاسود والنماره . في شعاب الصحصح وجبال حجاب والحٓديدة ، حين انظم والده الى مقاتلي القادة الاوائل للمقاومة الشعبية شرق الضالع من ال الباقري ، ليتزوج منهم ويشكل رابطه كفاحية بين منطقة حالمين التي جاء منها وبلاد الشاعري التي كانوا مشائخها ، ويسكن في مرابعهم على ربوة الغانميه التاريخية ، التي كانت مسرحاً لحرب ضروس قادها جده الى زوجته الشيخ سالم عبد الله الشاعري ضد الغزو الامامي التركي للضالع في العام ١٨٧٠م ، والذي استهدف مركز قيادة المقاومة هناك في قريتهم الملحة ، ويلحق به هزيمة نكراء ، حتى ان قائد تلك الحملة قال “والله لوكان هناك سالم بجانب سالم ماخرج احداً منا سالم ” .
وعلى تلك الربوة ولد القائد نصر الجعبي ، وفي مسيرته الدراسية استمريحرز المراكز التعليميةالاولى حتى نيل شهادة الباكالاريوس الاحمر من اكاديمية فرونزا السوفياتية ، ليعود ضابطاً باسلاًفي جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وفي صفوفه الاولى شارك في كل معارك الشرف والبطولة ،للدفاع عن حرية وكرامة الوطن ، واكثر من ذلك تولى قيادة اركان قاعدة العند التدريبية وخرج منها الاف ان لم يكن عشرات الالاف من جنود الجيش النظاميين ومجندي الاحتياط من منتسبي الخدمة الوطنية.
على ارواح اولئك القادة السلام ، ولهم المجد والخلود بما قدموه لشعبهم ووطنهم ، واحر التعازي لجميع افراد اسرهم ورفاقهم ، ولكل اهلي من ابناء خالي ال الجعبي ، ارجوالله ان يلهمهم الصبر ، وان يتغمد من فقدناهم بالرحمة ويغشاهم بجنته الواسعة ، وانا لله وانا اليه راجعون .