علي ناصر محمد
لا شيء اصعب على القلب من الموت المفاجئ. عندما يداهمك فجأة موت صديق أو عزيز دون توقع أو انتظار وكان يملأ الدنيا جمالا وابتساما ويحاول اسعاد كل من حوله بقدر ما يستطيع .
هكذا نزل علي موت الصديق الاعلامي جميل محسن في حادث سير في عمان وهو في طريقة الى محبوبته عدن، وإلى أسرته وأصدقائه في رحلته الأخيرة التي لم يبلغها، دون أن يعرف انها رحلته الأخيرة، فأوقع الحزن في قلوب كل من عرفوه .
كل من يتعرف الى المرحوم المغفور له بإذن الله جميل محسن لا يمكن الا أن يحبه، انه اسم على مسمى، وهب حياته للقلم والصحافة منذ شبابه، وخاصة الصحافة الفنية، وامتدت به رحلة العمر وعشقه لصاحبة الجلالة بين عدن والسعودية والامارات حيث عمل في صحف ومجلات فيها وأوجد لنفسه وقلمه مكانة، وكان من القلائل الذين آمنوا بالتخصص في الصحافة فاختار لنفسه الكتابة الفنية مثله مثل شكيب عوض وعبد القادر خضر ( رحمة الله عليهم جميعا)
تعرفت الى جميل محسن رحمه الله في الامارات، وكان يحرص على زيارتي عندما يعلم بوجودي فيها . وقبل ذلك تابعت بعض معاركه ومساجلاته الفنية في الصحافة العدنية خاصة مع فناننا الكبير الراحل محمد مرشد ناجي، وقرأت كتابه عن حياة الفنان الكبير سالم بامدهف أطال الله في عمره، وكتابه الأخير عن معشوقته عدن، وبعض وقفاته ومقالاته عن العديد من الفنانين، وتميزت كتاباته بالصدق والبساطة كما كانت حياته .
ربما أراد الراحل أن يقتسم بعض ما تبقي له من وقت وعمر مع اسرته واصدقائه عندما قرر الرحيل الى عدن .. فهل كان يعلم انه الرحيل الأخير.. خاصة اني عرفت من بعض أصدقائه إلحاحه الشديد في السفر إلى عدن الى درجة شديدة ،،حتى انه أجل رحلة كان ينوي القيام بها الى القاهرة الى وقت آخر لن يأتي أبدا، لكنه لم يصل الى وجهته الأخيرة كما كان يريد فقد أختطفه الموت من أهله ومحبيه ولن نراه بعد اليوم .
لقد حط الطائر المهاجر بعيدا عن وطنه…
عزائي لنجله جهاد ولكافة أسرته ومحبيه…
انا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله .