كريتر نت – منوعات
لم يقف البشر مكتوفي الأيدي أمام القيود التي فرضتها الجائحة، وقرروا اللجوء للعديد من الحيل من أجل قضاء عطلاتهم.
“المنازل المتنقلة” كانت واحدة من الملاذات التي لجأ إليها الإنسان في زمن أصبح فيه السفر والتنقل وسط الآخرين أمرا صعب المنال، حيث أنها تشبه إلى حد كبير “الفقاعة الصحية”.
هذه النوعية من المنازل، أو كما تعرف بمقطورات التخييم شهدت إقبالا كبيرا في المبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا خلال الأشهر التي تلت الجائحة.
مشاهد غريبة لم يشهدها العالم من قبل، حيث تنتشر “العربات المتنقلة” في الطرق إلى وجهات العطلات.
الإقبال الكبير على “المنازل المتنقلة” يكمن في رغبةً الملايين الخارجين من تدابير الحجر في تمضية إجازاتهم بأمان في المناطق المفتوحة.
وبلغة الأرقام، ووفقاً لبيانات اتحاد البيوت المتنقلة الأوروبي، فقد سجلت مبيعات “المنازل المتنقلة” رقماً قياسياً تاريخيا عام 2020 وبلغت 234 ألف وحدة، بزيادة 12%.
وفي القارة العجوز التي تأثرت بشكل كبير بالجائحة، يفضل هواة السفر الشاحنات المعدّلة للإقامة أو سيارات “الفان” التي تشكل 44,8% من السوق.
الصورة لم تختلف في الولايات المتحدة، التي سجلت فيها مبيعات البيوت المتنقلة أرقاما قياسية في مارس/آذار الماضي، وخير مثال على ذلك لوائح طلبات مقطورات التخييم الفاخرة المصنوعة من الألومنيوم لدى شركة “إيرستريم” والمحجوزة حتى حتى سنة 2022.
لكن الأرقام الأعلى سجلت في أستراليا، حيث ينتشر التخييم على نطاق واسع، من خلال 750 ألف سيارة متنقلة.
بالإضافة للخصوصية التي توفرها “العربات المتنقلة” وحالة الأمان بسبب الجائحة، فهي تعد أيضا نوعا من الاستثمار، مقارنة بسعر تذاكر السفر، والإيجارات، وكلفة الإقامة في الفنادق، فثمنها يصل إلى 50 ألف يورو.
وبعيدا عن مخاوف كورونا، فالعديد من السياح يفضلون هذه النوعية من السيارات كونها تتيح لهم الانتقال من موقع تخييم إلى آخر، والإقامة وسط الطبيعة.
وتعد شركة “نوماديسم” واحدة من أبرز الشركات التي تقوم بتأجير “المنازل المتنقلة”، وتقول، جولي فينيو مالكة الشركة: “لاحظنا أن المنزل المتنقل يشبه إلى حد ما الفقاعة الصحية.. السفر بواسطة هذه المركبات يوفر انطباعاً للمرء عن نمط الحياة في الماضي، ولكن في سيارته”.
وفي فرنسا وتحديدا في منطقة “أنجيه” يوجد مصنع “بيلوت”، حيث يقوم العمال إدخال تعديلات على عربات “الفان” من طرازي “فيات” و”رينو” وإضافة الأسرّة والكهرباء والمطبخ والمراحيض إليها.
وأكد أنطوان غيريه الناطق باسم المجموعة “نحن في حال استنفار، ولدينا طلب كبير، والكثير من الزبائن يريدون سيارات قبل الصيف”. واضاف “لقد كان سوق المنازل المتنقلة يتطور بشكل مطرد لسنوات عدة، لكن فيروس كورونا أدى إلى تسريع هذا النمو”.
والطلب يشمل كل الأنواع، من الشاحنات المعدّلة إلى الغرف الفندقية المتنقلة التي يبلغ سعرها نحو 200 ألف يورو.
بينما، توقعت الشركة “تور إنداستريز” الأولى عالمياً في القطاع، أن يكون ضغط الطلب على السوق كبيراً جداً على الأقل “حتى نهاية سنة 2021”. وحققت المجموعة الأميركية نتائج تاريخية إذا بلغت قيمة مبيعاتها 2,73 مليار دولار بين يناير/ كانون الثاني، ومارس/آذار.
وقالت شركة الاستشارات الأمريكية “أريزتون” أن “عددا متزايدا من الناس يخططون لرحلات برية بينما لا تزال المكاتب مغلقة بسبب الوباء”. وتوقع خبراؤها نمو السوق العالمية بنسبة 7% سنوياً من الآن إلى سنة 2025، بعدما بلغ حجمها 42 مليار دولار عام 2020