كريتر نت – متابعات
توج تشيلسي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه وحرم سيتي من الفوز. ويدين البلوز بهذا التتويج الثاني بعد لقب 2012 للاعبه الألماني كاي هافيرتز صاحب هدف الفوز، والذي عوض بذلك بدايته الصعبة مع الفريق اللندني الذي انتقل إليه من باير ليفركوزن.
ورد المدرب الألماني توماس توخيل اعتباره من باريس سان جرمان الفرنسي بأفضل طريقة، من خلال قيادة تشيلسي الإنجليزي إلى لقبه الثاني في مسابقة دوري أبطال أوروبا بفوزه على خصمه المحلي بطل الدوري الممتاز مانشستر سيتي 1-0 في المباراة النهائية على ملعب “دراغاو” في بورتو. في المسار الطبيعي للأمور، يجب أن يكافأ المدرب الذي يقود فريقا ما إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، لكن هذا الواقع لم ينطبق على توخيل الذي “كوفىء” بالإقالة من منصبه في سان جرمان رغم إنجاز قيادته إلى مباراة اللقب.
والآن، حصل توخيل على فرصته كي يوجه رسالة ثأرية إلى إدارة نادي العاصمة من خلال منح تشيلسي لقبه الثاني في مسابقة دوري الأبطال بعدما تخطى في نصف النهائي عملاق المسابقة ريال مدريد الإسباني حامل رقمها القياسي بعدد الألقاب (13).
وقال توخيل بعد التتويج الغالي “إنها أهم مباراة في أوروبا، إنها نهائي استثنائي وفزنا. إنه أمر لا يصدق. أنا فخور جدا لكني كنت فخورا مسبقا لأني أثق تماما في هذه المجموعة، إنها مجموعة قوية جدا”. وتابع “كنا نعلم بأننا لسنا الفريق الأوفر حظا لكننا مجموعة قوية جدا، نحن متعاضدون ولذلك كل شيء ممكن. لقد فعلنا ذلك مرتين (تغلبوا على سيتي) في الدوري والكأس (نصف النهائي)، وفعلنا ذلك (السبت) للمرة الثالثة.. كانت معركة قاسية”.
أبراموفيتش مالك تشيلسي اتخذ قرارا حاسما بإقالة لامبارد وتعيين توخيل، وحصد ثمار ذلك وظفر بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية
وعاش تشيلسي هذا الموسم نفس السيناريو الذي اختبره في تتويجه الأول عام 2012 حين تسلم الإيطالي روبرتو دي ماتيو مهمة الإشراف عليه بعد انتصاف الموسم خلفا للبرتغالي أندريه فياش بواش وقاده إلى تحقيق حلم اللقب القاري. وكما حينها، كانت مراهنة مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش على توخيل في مكانها حتى وإن كانت على حساب أيقونة النادي اللندني فرانك لامبارد الذي أقيل من منصبه في يناير نتيجة فشله في الاستفادة من فورة إنفاق 220 مليون جنيه إسترليني (305 ملايين دولار) على لاعبين جدد الصيف الماضي.
كان هذا الاستثمار جيدا تحت قيادة توخيل حيث تفوق تشيلسي على ريال مدريد 2-0 في إياب نصف نهائي المسابقة القارية العريقة، ليستعيد الألماني سمعته كواحد من أفضل المدربين في أوروبا بسرعة وتحديدا بعد أقل من أربعة أشهر في منصبه الجديد في غرب لندن. وخسر تشيلسي خمس مباريات فقط من أصل 30 مباراة خاضها تحت قيادة توخيل، بينها نهائي مسابقة الكأس المحلية الذي خسره أمام ليستر 0-1، كما ضمن عودته الموسم المقبل إلى دوري الأبطال بإنهائه الدوري الممتاز في المركز الرابع.
اللقب الأغلى
فاز المدرب الألماني بتسعة ألقاب في مسيرته مع بوروسيا دورتموند وباريس سان جرمان، ونجح السبت في إحراز أول ألقابه مع الـ”بلوز” وهو بالتأكيد الأغلى. خاض تشيلسي نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في حقبة أبراموفيتش، والمفارقة أن النهائي الأول له في المسابقة عام 2008 كان ضد فريق إنجليزي آخر هو مانشستر يونايتد وقد خرج خاسرا قبل أن يعوض عام 2012 وينضم إلى لائحة المتوجين على حساب بايرن ميونخ.
وفي حوار لأحد الرعاة الرئيسيين للنادي اللندني، سُئل توخيل كيف سيحتفل إذا كان هو وليس غوارديولا من سيرفع الكأس الغالية السبت في البرتغال، فأجاب ابن الـ47 عاما “لم أتغير كثيرا حقا حين فزت بلقب لأول مرة مع ناد كبير في دورتموند. كنت سعيدا جدا للاعبين”. وكشف “في اليوم التالي، كان لدينا عرض كبير مع اللاعبين عبر مدينتهم وكان من الواضح لي في تلك اللحظة، ما يعنيه ذلك للناس. لقد كنت سعيداً جداً من أجلهم. في الواقع، إنه لأمر مُرض للغاية أن تعرف أنهم أرادوا ذلك (التتويج) بشدة وأعطيتهم إياه. لكن بعد أسبوع عدنا إلى العمل”.
أثبت نهائي دوري الأبطال إلى حد كبير بأن المال يشتري النجاح لكن إن تم ترشيده بالطريقة الصحيحة. فتشيلسي على غرار سيتي الذي انتقل ملكيته عام 2008 للإماراتيين، أنفق أموالا طائلة أيضا وفرض نفسه لاعبا أساسيا محليا وقاريا بفضل سخاء مالكه الروسي رومان أبراموفيتش الذي استولى على النادي عام 2003.
وقد تحول الفريقان من كونهما مجرد لاعبيَّن هامشيين إلى قوة ضاربة يحسب لها الحساب في كرة القدم الإنجليزية في أقل من 20 عاماً، وأكبر دليل على ذلك أن 17 من إجمالي ألقاب تشيلسي الـ23 الكبرى خلال حقبة أبراموفيتش، وأبرزها على الإطلاق دوري أبطال أوروبا الذي توج به النادي اللندني للمرة الأولى في تاريخه عام 2012، فيما أحرز سيتي 13 من الألقاب الـ22 الكبرى خلال الحقبة الإماراتية.
في إنجلترا، كسر سيتي وتشيلسي هيمنة القوة التقليدية المتمثلة بمانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال، وحصد كل منهما خمسة ألقاب في الدوري الممتاز منذ وصول أبراموفيتش ومن بعده بخمسة أعوام الشيخ منصور، ونالا معا سبعة من أصل ألقاب المواسم العشرة الأخيرة.
قرار حاسم
اتخذ رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي قرارا حاسما بإقالة أسطورة النادي فرانك لامبارد وتعيين المدرب توماس توخيل في منتصف الموسم، وحصد ثمار ذلك يوم السبت بعدما فاز فريقه 1- 0 على مانشستر سيتي وحصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية. وعيّن أبراموفيتش (54 عاما)، الذي استحوذ على تشيلسي في 2003 وتوج منذ ذلك الحين بخمسة ألقاب للدوري الإنجليزي ولقبين لدوري الأبطال، 15 مدربا مختلفا على مدار 18 عاما، ولا يشتهر بالصبر.
وعندما لم يكن لامبارد يحقق النتائج المنتظرة في بداية الموسم، تعرض للإقالة سريعا. وبدأ لاعب وسط تشيلسي السابق الموسم بشكل رائع وتصدر الدوري الممتاز ومجموعته في دوري الأبطال، لكنه فاز مرتين فقط في ثماني مباريات ليفقد منصبه في يناير، ويصدر أبراموفيتش آنذاك بيانا نادرا بخصوص موقفه.
أثبت نهائي دوري الأبطال إلى حد كبير بأن المال يشتري النجاح لكن إن تم ترشيده بالطريقة الصحيحة
وقال أبراموفيتش “هذا قرار صعب بالنسبة للنادي وهذا ليس فقط لأنني تربطني علاقة شخصية ممتازة مع فرانك وأحمل له أكبر قدر من الاحترام”.
وأضاف “هو رجل يتمتع بنزاهة هائلة وصاحب أعلى مستوى من أخلاقيات العمل. لكن وفي ظل الظروف الحالية فإننا نعتقد أنه من الأفضل استبدال المدرب”. وبذلك رحل الهداف التاريخي لتشيلسي وجاء توخيل الذي قاد باريس سان جرمان إلى نهائي دوري الأبطال العام الماضي قبل أن يخسر أمام بايرن ميونخ، وكانت النتيجة النهائية هي التتويج باللقب القاري.