كريتر نت – متابعات
يبلغ حسام جمال الزيدي من العمر ثمانية وعشرين عاما ويملك ورشة للنجارة في ميت غمر بمحافظة المنصورة. وفي سن 19 وقع له حادث أدى لقطع عقلتين من أصابع يده اليسرى بواسطة المنشار، ثم تكرر الحادث بعد ذلك بأعوام في يده اليمنى، ليصبح واحدا من الفنانين القلائل القادرين على الإبداع وتصميم التحف الخشبية رغم إصابته البالغة.
يقول حسام الزيدي لـ”سكاي نيوز عريبة”: “كنت أعمل في ورشة للنجارة مع والدي منذ الصغر وتعرضت لحادث وأنا في سن 19 عاما فقررت الذهاب للعمل في الصيانة بمحافظة الغردقة الساحلية على أمل أن يكون العمل بالفنادق أسهل من العمل بالورشة، إلا أنني تفاجأت بأن العمل هناك كبيرة وشاق للغاية، وكانت الشكوك تدور حول قدرتي على الاستمرار فيه”.
تصميمات خشبية مبهرة
وأضاف الزيدي: “صاحب الفندق كان إيطالي الجنسية، وكان يؤمن بقدراتي وإمكاناتي، ويتابع العمل بدقة، وقد رأى أني أستطيع إنتاج الأفضل فطلب مني تصميم طائرة كبيرة طولها 3 أمتار لتعليقها في سقف المطعم الرئيسي كنوع من الزينة، فقمت بتصميم نموذج صغير لهذه الطائرة فأعجب بها وطلب تصميمها بحجم أكبر وكان يطلب مني تصميمها بمفردي دون مساعدة من أحد وبعد تركيبها حازت على إعجاب الجميع، بعدها بمدة طلب مني تصميم مركب كبير بتفاصيل معينة لوضع أسماك زينة بها للمطعم وبعد الانتهاء منه بدأ يحثني على التفكير وتطوير العمل”.
وتابع الزيدي: “خلال عملي تعرضت لحادث آخر أدى إلى قطع إصبع في يدي اليمنى لتصبح مشاكل الأطراف عندي كبيرة بعد قطع إصبعين في اليد اليسرى وآخر في اليد اليمنى، ما أعاقني عن العمل إلا أن صاحب الفندق تحدث معي وحثني على زيادة الهمة وتحسين عملي وعدم إعاقة قدرتي على العمل بسبب ما حدث لأصابع يديّ”.
الترقية في الفندق
ويوضح حسام: “قررت استعمال يدي رغم الإصابات التي ألمت بها في عمل نماذج وتحف فنية لا يستطيع الأشخاص العاديين في هذا المجال تصميمها، حتى أنني تفوقت على نفسي وتأكدت أن مثل هذه التصميمات لم أكن أستطيع تنفيذها عندما كانت يداي سليمتين، ولم يكن العاملون في هذا المجال قادرين على مجاراتي فيما أصممه من تحف فنية حتى ترقيت من فني إلى مشرف ومن مشرف إلى رتبة فنان وهو منصب كبير داخل الفندق، كما تم عمل قسم خاص في الفندق لبيع منتجاتي وتحفي الخشبية”.
جائحة كورونا
وأردف حسام بالقول: “بعد جائحة كورونا والتي أثرت بشدة على السياحة عدت إلى ورشتي في المنصورة، وواصلت القيام بعمل التصميمات الفنية وبيعها، حتى أني بعت بعض هذه التحف في الولايات المتحدة وكذلك في الإمارات والسعودية والكويت، فكان يتم التواصل معي عبر وسطاء يأخذون تصميماتي لبيعها في هذه الدول، كما أبيع منتجاتي في المناطق الراقية بالتجمع الخامس والشيخ زايد عبر صناعة يدوية لا مثيل لها”.
وأضاف: “أنا قادر على تصميم تحف فنية خشبية بأشكال مختلفة وبدقة متناهية، وكذلك أقوم بتصميم الخزائن الحديدية، فقد وهبني الله هذه الموهبة، حتى أصبحت مثل الأعمى الذي يقوم بتصليح الساعات، لكني برعت في مهنتي بفضل الله”.