كريتر نت – الحرة
تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل سيكون له انعكاسات على مستقبل علاقة هذا البلد مع حلفائه وجيرانه، خاصة أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتانياهو، بقي في الحكم 12 سنة متواصلة ساهمت في تبلور الموقف الإسرائيلي في كثير من القضايا خاصة ملف إيران النووي.
ويقول تحليل لمجلة “ناشيونال إنترست” إن شبه الائتلاف الذي بصدد تكوين حكومة إسرائيلية جديدة للإطاحة بنتانياهو، قد يؤثر في منحى العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال التقرير إن العلاقات مع واشطن شهدت تذبذبات لافتة، بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وكانت إسرائيل، قد حققت “اختراقات” لافتة في عهد نتنياهو، حيث تمكن بوساطة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من توقيع معاهدات سلام مع عدة دول عربية.
ائتلاف هدفه التغيير
وقالت المجلة إن زعيم حزب “يش عتيد” يائير لابيد، يسعى لتشكيل ائتلاف حاكم جديد للإطاحة بنتانياهو، وأن هذا التحالف المؤقت يضم أحزابا يسارية ويمينية، بالإضافة إلى حزب إسلامي صغير.
وقال التحليل إن هذه المجموعات المتباينة “لا توحدها رؤية سياسية مشتركة بقدر ما توحدها معارضتها لنتانياهو”، وأن الإطاحة به “أصبحت ممكنة إلى حد كبير”.
باستثناء أي متغيرات جديدة قد تظهر في الأيام المقبلة، من المقرر أن ينتهي حكم نتانياهو الذي استمر 12 عاما بانتخاب ائتلاف آخر بقيادة زعيم حزب “يمينا” نفتالي بينيت.
العلاقات مع واشنطن
المجلة قالت في السياق، إن رحيل نتانياهو قد يخدم العلاقات الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية الجديدة “التي كافحت للحفاظ على علاقات ودية مع السياسي الإسرائيلي المخضرم” وفق تعبير التقرير.
ووفق ذات التقرير، تسعى حكومة “ما بعد نتانياهو” من جانبها، إلى إصلاح العلاقات مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة من دون التخلي عن “الاختراقات” التي حققها نتانياهو مع الحزب الجمهوري على مدار رئاسة ترامب.
وقد تزيل الإطاحة بنتانياهو “السحابة” بين إسرائيل والبيت الأبيض، وفق المجلة، لكن القضايا السياسية الرئيسية التي تلوح في الأفق على العلاقات الإسرائيلية الأميركية، عموما “ستستمر في التفاقم مع عدم وجود حل في الأفق”.
كما أن “الخلافات” حول مواضيع مفصلية بخصوص الوضع في الأراضي الفلسطينية (الإستيطان)، وإيران (الاتفاق النووي)، ستؤدي وفق التقرير إلى ركود أكبر في الأفق.
ولفتت المجلة في السياق، أن إدراة الرئيس بايدن تواجه ضغوطا متزايدة لمراجعة جذرية للعلاقة الأميركية الإسرائيلية الخاصة التي حظيت بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
غضب
وأثارت موافقة إدارة بايدن الأخيرة على صفقة أسلحة بقيمة 735 مليون دولار مع إسرائيل غضبا بين العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي، حيث أعرب النائب، خواكين كاسترو، عن قلقه بشأن “توقيت بيع الأسلحة”، و “الرسالة التي سترسلها إلى إسرائيل والعالم بشأن إلحاح وقف إطلاق النار والأسئلة المفتوحة حول شرعية الضربات العسكرية الإسرائيلية التي قتلت مدنيين في غزة”.
ومن المتوقع أن يتم التصويت في الكنيست على تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة بينيت، الأربعاء.
من جانبه، لا يبدو نتنياهو “مستسلما” للمشهد الذي ترسمه المجلة لمستقبله على رأس الجهاز التنفيذي في إسرائيل.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن طاقم نتانياهو ما زالوا غير مستعدين للانتقال المحتمل للعمل مع زعيم “يمينا”، نفتالي بينيت، لرئاسة الوزراء.
ونقلت عن مصدر لم تفصح عن هويته، أن نتانياهو ” سيقاتل حتى النهاية” وفق ما صرح به، الأحد، خلال اجتماع حزب الليكود.
ودعا نتانياهو المشرعين إلى “التصويت ضد هذه الحكومة التي تعرض دولة إسرائيل للخطر، وقال إنه “لم يفت الأوان بعد، افعل الشيء الصحيح وصوّت ضد الحكومة اليسارية”.