كتب : محمد علي محسن
قده إلَّا بنصف عقل فزاد ” كورونا ” أخذ النصف الآخر .. فكلما قرأ منشورا في ” الواتس ‘ أو ” الفيس ” ذهب وعمل خلطة وجرع .
ايش تشرب يا ” زَرِع ” ؟ قال : وصفة بُرتقال وخَل وليمُون وحُمَر .. ما في كيسك يا ” زَرِع ” ؟. قال : ثُوم وبصل ونعناع وعسل ..
قُل لنا أيش تطبخ ؟ فقال : وصفة أعشاب ترد الشيبة أعزب ..
وهكذا بقى صاحبنا يطبخ ، ويخلط ، ويشرب إلى أن شاهدنا الدخان يتصاعد من مسكنه القريب وبكثافة ، فهرعنا وكل واحد منِّا يحمل سطلًا به ماء أو تراب ظنًا بحريق .
وعند وصولنا خرج زَرِع من وسط الدُخَّان ، متسخًا مطليًا بسخام كثيف يغطي وجهه وملابسه وهيئته وحتى كمامة أنفه ..
يا زَرِع افزعتنا ، وامرضتنا ، واتعبتنا ، أكثر من ” كورونا ” ، قد قُلنا لك ألبس كمامة والتزم بالوقاية فأبيت إلَّا أن تكون البطل ” شاروخان ” .
يئسنا من نصحك ، وافزعتنا أفعالك المجنونة ، بينما أنت يا زَرِع ولا تُبالي لذاتك أو لأهلك وجيرانك، وكأنَّك لست من هذه البلاد ، فعلى العكس من ذلك تمامًا ، فما من يوم نراك إلَّا وتكون نذير كارثة أو مأساة .
والآن يا زَرِع ما بقي لك غير أمرين ، فإمَّا أن تقلع عن هوسك وتجاربك الفاشلة التي أودت بنا جميعًا لطيز الحمار ، وإمَّا أننا نعزلك وحدك في مسكنك ، بحيث نضعك انت ودارك في دائرة حمراء خطرة .
وإذا ما سألت عنك الهيئات الإنسانية أو تعجبت أو ادانت طريقتنا القاسية نحوك سنقول لهم : زَرِعنَا ونحن أعلم به ، فلا نفع أهله أو أن جيرانه سلموا أذاه ” .