كريتر نت – وكالات
بدأت آلاف المواقع الإلكترونية الحكومية والإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في مختلف أرجاء العالم في الظهور مجدداً الثلاثاء، 8 يونيو (حزيران)، بعد أن تضررت من عطل استمر ساعة له علاقة بشركة “فاستلي” الأميركية الموفرة لخدمات الحوسبة السحابية، والتي قالت إنها تعالج المشكلة.
وقالت “فاستلي”، إحدى أكثر الشركات المستخدمة لتوزيع المحتوى في العالم، إن المستخدمين سيشهدون زيادة في التحميل مع عودة الخدمات العالمية تدريجاً.
وشملت المواقع التي تعرضت لأعطال صباح الثلاثاء، مواقع البيت الأبيض والحكومة البريطانية ووسائل إعلام كبرى، كما ظهرت رسائل تشير إلى عطل على صفحات “سي إن إن” و”فاينانشال تايمز” و”الغارديان” وصحيفة “لو موند” الفرنسية.
ولم تحدد الشركة طبيعة الصعوبات المطروحة، وما إذا كانت مشكلة تقنية داخلية أو هجوم إلكتروني خارجي. إلا أن الفرضية الثانية غير مرجحة، بحسب ما أوضح عدد من العاملين في المجال لوكالة الصحافة الفرنسية.
واكتفت الشركة بالإشارة عبر “تويتر” إلى أنها “حدّدت” المشكلة، مع التأكيد أن شبكتها العالمية “بصدد العودة إلى خدمة الإنترنت”، نحو الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش.
وأظهر الموقع الإلكتروني للشركة أن معظم مناطق تغطيتها واجهت “تدهوراً في الأداء” في وقت سابق. وعادت الغالبية الكبرى من المواقع إلى الخدمة بعد توقف تراوح بين بضع دقائق ونحو الساعة.
المواقع المعطلة
وظهرت رسالة على صفحة البيت الأبيض تشير إلى عطل قبل أن يعود الموقع إلى الخدمة. وكانت المواقع الرسمية للحكومة البريطانية لا تزال معطلة حوالى الساعة (10:30 بتوقيت غرينتش)، كما تعذر الدخول مؤقتاً لموقعي “بي بي سي” و”نيويورك تايمز” قبل عودتهما للعمل.
وأدرج موقع “داونديتكتور دوت كوم” الذي يرصد أعطال الإنترنت، مواقع ذات معدلات زيارة عالية، منها “ريديت” و”أمازون” و”سي إن إن” و”باي بال” و”سبوتيفاي” و”نيويورك تايمز”، ضمن المواقع التي واجهت مشكلات.
وكتب النائب العام بالمملكة المتحدة على “تويتر”، أن الموقع الرئيس للحكومة البريطانية تعطل، وأرفق مع تغريدته عنوان بريد إلكتروني للاستفسارات.
وذكر قرابة 21 ألفاً من مستخدمي منصة “ريديت” للتواصل الاجتماعي أنهم واجهوا مشكلات، بينما أبلغ أكثر من ألفي مستخدم بحدوث مشكلات في موقع “أمازون”، حسبما ذكر موقع “داونديتكتور”. وواجهت المواقع الإلكترونية التي تديرها إصدارات إخبارية منها “فاينانشال تايمز” و”غارديان” و”نيويورك تايمز” و”بلومبيرغ” أعطالاً.
وأعلن موقع القناة الثانية بالتلفزيون الدنمركي أنه يواجه مشكلات في الاتصال الثلاثاء.
هشاشة وقوة
وقال بن وود، كبير المحللين في شركة “سي سي إس إنسايت” للاستشارات، “أحداث مثل هذه تسلط الضوء على هشاشة الإنترنت واعتمادها على مزيج من التكنولوجيا المتشرذمة. ومن المفارقات أن هذا أيضاً يلقي الضوء على قوتها وسرعة علاج مشكلتها”.
وأضاف، “تصدر عطل مثل هذا عناوين الأخبار على مستوى العالم يظهر أنه حدث نادر من نوعه”.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن العطل ربما يكون قد أثر على مواطنين يسجلون أسماءهم للحصول على لقاح مضاد لكوفيد-19 أو يتلقون نتائج فحوصات.
خدمات “فاستلي”
و”فاستلي” شركة غير معروفة كثيراً إلا أنها استراتيجية، تقدم لرؤساء المواقع الإلكترونية مساعدة في نشر محتوياتهم على الصعيد العالمي، عبر استضافة مواقع مشابهة للموقع الأصلي في كل أنحاء العالم.
وتسمح خدمتها، على غرار خدمات منافسيها مثل “أكاماي” و”كلاودفلير”، بتجنّب أن تصبّ الطلبات كافة الموجهة إلى موقع إلكتروني معيّن في المكان نفسه، عبر خلق سدادات تحوّل زائري الموقع بعد أن يتجاوز عددهم حداً معيناً، إلى خادم آخر. وبالتالي تتيح هذه الخدمة للمواقع اكتساب سرعة في الأداء.
وتُعدّ المواقع التي تنشر محتويات مسموعة ومرئية إضافةً إلى مواقع وسائل الإعلام، من أكبر زبائن هذه الشركات، إذ ينبغي أن تكون مستعدة على الدوام ليتصفّحها عدد هائل من المستخدمين.
وتدير شركات على غرار “فاستلي” مئات مليارات الطلبات في اليوم، وبالتالي تلعب دوراً بالغ الأهمية في إحالة عدد من المستخدمين على خوادم أخرى.
وسجّلت “فاستلي” التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً، عام 2020 حجم أعمال بلغ 291 مليون دولار.