كريتر نت – متابعات
تعهدت سلطات تعز الإخوانية تخصيص موارد المحافظة لصالح مليشياتها مقابل قيامها بالانسحاب من مؤسسات الدولة التي اقتحمتها يوم الأحد الماضي.
حيث كشف احد الإعلاميين المقربين من وكيل المحافظة عارف جامل عن انسحاب قوات اللواء ٢٢ الخاضع لسيطرة الإخوان عصر اليوم الثلاثاء من امام المقرات الحكومية التي قامت باقتحامها.
وقال الصحفي عرفات الزمر بأن ذلك تم بحضور الوكيل جامل وقائد المحور اللواء الركن خالد فضل واركان حرب المحور العميد عبدالعزيز المجيدي وقائد اللواء ٢٢ ميكا محمد المحفدي ومدير عام شرطة تعز العميد منصور الاكحلي.
لافتاً بانه سيتم استئناف العمل بتلك المكاتب الأربعاء ، وهو ما يفضح مزاعم قيادة محور تعز بانها “عملت على إحالة المتسببين بهذا العمل الى التحقيق”.
قيادة اللواء 22 ميكا كشفت في توضيح رسمي صادر عنها عن تفاصيل اتفاق تم بينها وبين قيادة السلطة المحلية ممثلة بالوكيل عارف جامل وقيادة محور تعز ، مقابل انسحاب عناصرها من المكاتب الحكومية.
مشيرة الى ان الاتفاق تم خلال الاجتماع الذي تم عصر الثلاثاء في قيادة المحور وضم جامل وقائد المحور وقائد اللواء 22 ، وقالت بأنه ناقش “صعوبات الوضع في جبهات اللواء ودوافع اغلاق بعض مرافق الايراد المالي بالمدينة”.
وبحسب الصفحة الرسمية للواء 22 فقد تم الاتفاق على عدة نقاط منها تشكيل لجنة من قيادة المحور والسلطة المحلية ورؤساء عمليات الالوية للنزول الى الجبهات القتالية ورفع متطلبات الجبهات الأساسية.
مضيفة بان الاتفاق ينص على ان يتم توفير هذه المتطلبات من موارد السلطة المحلية خلال الاسابيع القادمة ، مع ان تبدأ اللجنة عملها من يوم غد الأربعاء.
واضافت قيادة اللواء بان الاتفاق ينص ايضاً على ان يتم توفير “مبلغ اسعافي لجبهات اللواء” ، مختتمة توضيحها بعبارة حملت تهديداً واضحاً بإمكانية عودة عناصرها لاقتحام مؤسسات الدولة.
حيث اكدت “على ضرورة التزام الجميع بتنفيذ ما جاء في الاتفاق بما يخدم استمرار المقاتلين في تنفيذ مهامهم الوطنية العظيمة وعدم اللجوء لأي وسائل اخرى للمطالبة بمستحقاتهم”.
واختتم بلاغ اللواء بالشكر لأفراد وضباط اللواء الذين قامو بالاقتحام واغلاق المكاتب الدولة ، هذا الشكر يكشف حجم الرضى عند القيادة العسكرية في اللواء والمحور لوحداتها بتنفيذها الأوامر بدقة، والسؤال ان لم يكن هذا الفساد بعينة فما هو الفساد إذن؟!
ويتناقض هذا الاتفاق تماماً مع التوجيه الصادر عن قيادة المحور عقب اقتحام مؤسسات الدولة، حيث وجهت قادة الألوية العسكرية بتوقيف القيادات المشاركة في الحادثة ، والتوجيه الى مدير الأمن بضبط من قاموا بإغلاق المكاتب وتوجيه حملة أمنية لحماية المقرات الحكومية.
نائب مدير مكتب حقوق الانسان بتعز أحمد طه المعبقي سخر من دعوة قيادة محور تعز موظفي المكاتب التي تم اقتحامها الى مكاتبهم للممارسة اعمالهم بعد إهانتهم من قبل اللواء 22 ميكا ، دون اتخاذ اي خطوة عقابية ضد المتسببين بأغلاق المكاتب.
المعبقي وهو نائب مدير لاحد المكاتب التي تم اقتحامها قال بأن الأحرى “بموظفي تعز أن يعلنوا الاضراب عن العمل ابتداء من يوم غداً، حتى يتم اعادة اعتبار لكرامتهم اولا ثم اعادة الاعتبار للمؤسسات الدولة”.
مؤكداً على ضرورة أن تكون عودة موظفي تعز مشروطة بإقالة قائد اللواء 22 ميكا وقادة الكتائب التابعة للواء.
مصادر مطلعة اعتبرت ما قامت به السلطة المحلية ممثلة بالوكيل جامل وقيادة المحور جريمة لا تقل فداحة عن جريمة اقتحام مؤسسات الدولة في تعز يوم الأحد الماضي.
وقالت المصادر في حديث لها لـ”الرصيف برس” الى ان القانون يعتبر الاعتداء على الموظف الحكومي اثناء أداء عمله جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن، ناهيك عن اقتحام عدد من مقرات الدولة وطرد الموظفين منها ومن قبل قوات محسوبة على الجيش ، وهي جريمة لا تختلف عن الانقلاب العسكري.
مؤكدة بان قامت به سلطة الاخوان بتعز يعد شرعنة وقحة لجريمة اقتحام مؤسسات الدولة واهانة قياداتها وموظفيها، واعفاء مرتكبي هذا الفعل عن المسائلة، وهي جريمة غير مسبوقة.
لافتة الى ان ما حدث يثبت ان الخلل في تعز يمتثل بالدرجة الأولى في هذه القيادات المشرعنة لجرائم الفوضى والفساد ، وتعمل على حمايته بل وإدارته بشكل فاضح.
واضافت المصادر بان ما حدث اليوم يقوي التمرد الذي ابدته القيادات الاخوان الفاسدة ضد قرارات إقالتها من قبل المحافظ ، ممثلة في مدير مكتب النقل محمد النقيب ومدير فرع مؤسسة الكهرباء تعز عارف عبدالحميد.