كتب – مطهر علي ناجي
لطالما مثلت منظمات المجتمع المدني قنطرة ممتدة بين المجتمع وصانعي السياسات، وفي عدن بالتحديد ظل المجتمع المدني ولا يزال الشريحة الأكثر حيوية ونشاطًا في أداء واجباته حتى في أحلك الظروف التي عاشتها عاصمتنا الحبيبة خلال الأعوام الماضية.
واليوم، وتزامنًا مع تدشين حملة أمنية كبيرة نحو إعادة عدن إلى مكانها الطبيعي كمدينة آمنة ومنارة معرفية ثقافية وكرائدة في صناعة السلام والتعايش، تقتضي الضرورة أن تكون منظمات المجتمع المدني وناشطوها في مقدمة الصفوف الرامية لاستعادة المجد التليد الذي يحلم به كل أبناء هذه العاصمة الباسلة.
وإذا نوجه دعوة صادقة لمنظمات المجتمع المدني دون استثناء أو حصر، فإننا نأمل أن نشاهد كل المنظمات التي تنشد السلام والاستقرار في مقدمة الجهات الفاعلة والعاملة في سبيل تحقيق كل أهداف الحملة الأمنية التي تسعى جاهدة إلى إعادة ترتيب وتنظيم حمل السلاح كخطوة أولى، قبيل الانتقال إلى إنهاء وحظر السلاح والتجول به بشكل كامل خلال الفترة القريبة القادمة.
يا أبناء مدينة عدن وشبابها، إننا اليوم أمام تحدٍ لافت ومسؤولية كبرى تقتضي مننا ومنكم بالضرورة العمل سويًا كجسد واحد، في سبيل إنهاء المظاهر والعادات الدخلية على مدينتنا وعاصمتنا الغالية التي لم تعرف العنف، وفي ناموسها لم ولن تتعايش مع كل مظاهر التخلف منذ أن أوجدها الله على هذه المعمورة.
وعليه، لا يمكن لإدارة الأمن أن تمضي وحيدة في طريق تثبيت الأمن والاستقرار دون أن يكون خلفها مجتمع حي يساندها ويدعم كل توجهاتها الهادفة إلى تحقيق سبل السلام الدائم، وهو ما سينعكس أساسًا وبشكل مباشر وإيجابي على حياة المواطنين والمدينة بشكل عام.
ولهذا نوجه دعوتنا الصادقة كسلطات محلية وأمنية وبدافع مسؤوليتنا الوطنية التي تحتم علينا محاربة كل أشكال العنف والتخلف والفوضى، التي ازدهرت مؤخرًا بفعل الحرب وما خلفته من عادات وممارسات لا تمت لهذه المدينة المسالمة بصلة، ندعو كل منظمات المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة والجادة جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن في حملتها الموجهة إلى التخلص من ظاهرة حمل السلاح بشكل نهائي وإلى غير رجعة.
ونحن على ثقة تامة وكما عهدنا أبناءنا وشبابنا في منظمات المجتمع المدني الذين كان لهم سبق القيام بشكل مبكر بحملات توعية وتثقيف بمختلف الطرق والوسائل للحد من ظاهرة حمل السلاح في مدينتنا المسالمة، وهو نهجٌ نكمله اليوم معًا بحملة أمنية ومجتمعية واسعة ومنظمة جرى التخطيط والترتيب لها بشكل جيد.
نتطلع أخيرًا أن تؤدي كافة المنظمات والمؤسسات المجتمعية ومعها كافة شباب عدن دورهم المعهود بالمساهمة المباشرة إلى جوار قوات الأمن وباقي الوحدات العسكرية للتخلص من هذه الظاهرة وتثقيف المجتمع بهذا الخصوص بحسب ما تتيحه الظروف والإمكانيات.
صادر عن
_اللواء مطهر علي ناجي_
_مدير شرطة عدن_
14 يونيو/حزيران 2021