كتب – محمد الثريا
تساؤل منطقي نوجهه هنا رغم ثقتنا الكاملة بأن لا جرأة كافية تمتلكها الأطراف المتصارعة للإجابة عليه !!
– ما قيمة الإنتصار السياسي إذا جاء نتاجا لسقوط أخلاقي مريع؟
في الحقيقة أنه وأثناء الحديث عن فرص السلام ومستقبل التوافق السياسي باليمن لازالت الاطراف السياسية هناك تؤكد وأمام كل مناسبة ان مصالحها الخاصة تظل مقدسة وثوابت غير قابلة للنقاش، كما أن مسألة نجاح أي عقد سياسي في مفاهيم تلك الأطراف تظل مقترنة بمدى تحقق الإشتراطات المسبقة التي يضعها كل طرف منها .
لذلك في رأيي يتكرر مشهد الأنا والفشل، وهو ما قد يفسر أيضا رؤيتنا لجميع الجهود الدبلوماسية المتعلقة بحل الصراع وهي تتعرض دائما للإنهيار معلنة بذلك دخول الأزمة اليمنية مرحلة أكثر تعقيدا ومأساوية ..!
وسيبدو الأمر هذا أكثر سوء حينما يتبين ان المعارك السياسية تلك قد تحولت الى حرب مفتوحة لا طائل منها سوى إستمرار المعاناة الانسانية وقباحة إستثمارها سياسيا، ما يعني أننا نتحدث هنا فعلا عن تكلفة غير إخلاقية يتحمل المواطن البسيط وزرها ظلما فقط لتأكيد مواقف متصلبة وإشتراطات مطاطية لازالت تمتهنها قوى الداخل السياسية وسعيا وراء غايات ضيقة لا أكثر، المؤسف أن كل هذا يتم تبريره اليوم تحت يافطة الوطنية ومقتضيات الإنتصار السياسي ..
إلى ذلك يتجدد السؤال، ما جدوى أي منجز سياسي قائم حينها على واقع اللاواقع ونشوة إنتصار قائمة على أنقاض شعب مشتت ووطن ممزق؟