كريتر نت – متابعات
بعد مرور أكثر من أسبوع على سقوط جبهة الزاهر بالكامل بيد مليشيات الحوثي وتبخر كل ما حققته قوات العمالقة ومقاومة آل حميقان من انتصار كبير ، تفجر الجدل مؤخراً حول الأسباب الحقيقة لما حصل.
واشتد الجدل بعد اتهامات أصدرتها شخصيات محسوبة على قوات الساحل الغربي من العمالقة وقوات طارق صالح، بتحميل مسئولية سقوط جبهة الزاهر الى قيام القوات التابعة للمجلس الانتقالي بقطع الإمدادات عن الجبهة واحتجاز تعزيزات تشمل ذخيرة ومقاتلين.
وظهرت هذه الاتهامات ضد الانتقالي بعد ان كانت مصوبة خلال الأسبوع الماضي نحو الشرعية بخذلان جبهة الزاهر من خلال تجميد باقي الجبهات ما ساعد الحوثي بتركيز الهجوم عليها ، مع عدم تقديم أي اسناد لها.
تسلط هذه الاتهامات الضوء على ما نشره “الرصيف برس” من معلومات مع انطلاق المعارك في البيضاء ، ووجود رفض من جانب قوى في الانتقالي لفتح جبهة الزاهر بشكل عبثي وغير مدروس.
كانت المخاوف من ان حدوث أي انتكاسة لجبهة الزاهر يعني تهديداً لمديريات يافع التي تشكل العمق البشري لقوته العسكرية، حيث يشكل أبناء يافع الرقم الأكبر لقوام قواته وبخاصة المنتشرة على جبهة أبين ، وهو ما دفع بنشطاء موالين للمجلس الى اعتبار معارك البيضاء مجرد فخ لإشغال الانتقالي بجبهة على حدود يافع ما يفتح الطريق امام مليشيات الاخوان نحو عدن.
وعلى ما يبدو فان الضغوط التي مارستها السعودية على الانتقالي أجبرت قياداته في لحج ويافع على السماح وعلى مضض بنقل القوات والمقاتلين من الساحل الغربي الى جبهة آل حميقان ، مع تطمينات بان المعركة لن تقتصر على الزاهر بل ستكون ضمن عملية شاملة في عدد من جبهات البيضاء ، وهو ما يفسر الاحتفاء الواسع لانصار الانتقالي مع بدء المعارك وتحقيق قوات العمالقة لانتصارات سريعة.
دفعت السعودية نحو فتح جبهة البيضاء كورقة ضغط سياسية ضد مليشيات الحوثي لإجبارها على القبول بوقف الحرب ، بعد وصولها الى مرحلة يأس من تحقيق أي تقدم على جبهة مأرب جراء التلاعب الاخواني بالمعركة ، لتلجأ الى ورقة السلفيين من قيادات العمالقة لفتح هذه الجبهة.
الا أن سير المعارك في جبهة الزاهر كشف سوء التخطيط والاعداد لها ، والركون على عامل “المال” لتحقيق نصر سريع ضد مليشيات الحوثي ، وظهرت أولى عوامل الإخفاق بالخلاف على الغنائم من المعدات الثقيلة ، كما اغرى الانهيار المتسارع لمواقع الحوثي قوات العمالقة وال حميقان بالتقدم وإهمال تأمين المواقع.
تغير المشهد بعد ان استوعبت المليشيات الحوثية الصدمة وبدأت بالإعداد لهجوم معاكس واستعادة ما خسرته ، مع تصاعد للخلافات داخلية للمقاتلين وانسحاب بعض قيادات العمالقة من المعركة احتجاجاً على عدم الالتزام بالاتفاق مع مقاومة آل حميقان بان تتولى هي قيادة المعارك لمنع العشوائية.
وما ضاعف من الكارثة هو وجود اتفاق ضمني مع قيادة الانتقالي في يافع بان لا تكون مناطقهم خط امداد لعبور التعزيزات في حالة اقتراب المعارك من حدود يافع، وهو ما اقر به الشيخ حسن الصلاحي أحد القيادات السلفية للمعركة في الزاهر في تسجيل صوتي له تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
الصلاحي ورغم انه اتهم في التسجيل قيادات عسكرية تابعة للانتقالي باحتجاز تعزيزات لجبهة الزاهر وبانهم قبلوا بذلك في البداية، الا أنه اقر باشتراطهم بان لا تفتح جبهة للحرب في يافع ، وقال بان المقاتلين في بداية المعركة كانوا يضطرون للسير 4 ساعات على الأقدام للالتفاف الحوثي تجنباً للمرور بمناطق يافع.
يكشف الصلاحي وهو أحد القيادات الرئيسية لمعركة الزاهر ، في التسجيل قصة المعارك وأنها جاءت بطلب من مقاومة آل حميقان بتحويل الجبهة من الدفاع الى الهجوم اذا تمكن من توفير الإمكانيات لهم ، وإمكانية تحرير البيضاء بمعركة تنطلق من عدة جبهات ، ليشير الى انه “استخار الله 5 مرات” وقبل بذلك.
وبعيداً عن صحة حديث القائد السلفي من عدمه ، الا انه يكشف سوء التخطيط لفتح جبهة البيضاء وعدم وجود خطة حقيقة للمعارك مع توفير الإمكانيات اللازمة لها وعلى رأسها خط امداد لإسناد الجبهة ، والاكتفاء بالدعم المالي الذي قدمته السعودية للمعارك.
كما ان السبب الاخر للانتكاسة كان خذلان شرعية الإخوان لمعارك الزاهر بعدم فتح جبهاتها في البيضاء في ناطع ونعمان ، وتجميد بقية الجبهات، ما مكان الحوثي من سحب مقاتليه نحو الزاهر واستعادتها بشكل سريع.