كتب : د/ عبدالعليم محمد باعباد
احتفلنا ونحتفل بالعيد، كل حسب طريقته ومقدرته، ووفق عاداته وتقاليده، المهم أنه عيدنا كلنا..فهل اتخذنا من العيد فرصة لتوثيق علاقاتنا مع بعضنا كأفراد وتيارات، وهل تناسينا خلافاتنا الجانبية سياسية كانت أو غيرها، وتخففنا من ثقل أوزارها .
هل بحثنا عن الثابت والمشترك بيننا فعمقناه في قلوبنا، وثبتناه في نفوسنا بحيث لا يغيره عارض طارئ، وحتى لا يطغى المتغير على الثابت، والمختلف فيه – رغم قلته – على المشتركات على كثرتها.
هل تفهمنا أننا نعيش تحت سماء واحدة، وتقلنا أرض واحدة، وأننا شركاء في خيرها متأثرين بأنوائها وتقلباتها سواسية، وأن من نختلف بسببهم، ولصالحهم بعيدون عنا، خيرهم لهم وشرهم علينا !
هل أدركنا أننا إنْ تفرقنا على ظهر هذه الأرض باختيارنا فسنجتمع في بطنها بغير إرادتنا، أفلا نبعث الحياة بالتقارب والاجتماع !
هل فكرنا أن أولادنا وأحفادنا سيعيشون على إرثنا؛ فإن كان خيرا وسلاما فسيسعدون وينهضون، ويعتبرونه تاريخا ناصعا يفاخرون به أمام الشعوب، وإن كان قتلا واختلافا وتمزقا فسيشقون به لا محالة، وينكسون رؤوسهم أمام الشعوب وسيظلون في ذيل القائمة .
هل كان العيد إدخالا للسرور في نفوس أهلنا، أم إكثارا للبكاء و للباكين حولنا؛ بزيادة الأطفال اليتامى والنساء الأرامل.
هل كان العيد وقفة لتصافح القلوب، و وقف السير باتجاه القطيعة و التباعد بيننا .
إن السياسة إن كانت من صنعنا، ولأجل الشعب فسيكون العيد مناسبة لمحاسبة أنفسنا، وتقييم أدائنا وعاملا من عوامل التقارب وإزالة الحواجز؛ هذا ما يرشد إليه الضمير الحي و المنطق السليم .
فهلا قرّب العيد بين المتباعدين، وأصلح بين المتخاصمين، أو على الأقل خفف الشحناء والبغضاء فيما بينهم !
ربما سيقول البعض: السياسة لا تعرف المثل والقيم، ولكن نقول إن السياسة المتحررة من المبادئ والقيم، البعيدة عن الأخلاق لا تنتمي إلى الإنسانية؛ ولا خير فيها ولا نتيجة إيجابية لها.
اليوم عيد !
وغدا عيد لكل من زرع الخير والسعادة والسلام في شعبه ومجتمعه من الساسة والحكام وأهل الرأي.لكنه وعيد لكل من سار على عكس هذه الطريق.
نتمنى للجميع عيد خير وبركة وسعادة، ونسأل الله أن يعيده علينا وقد تحقق الأمن والأمان والسلام في ربوع وطننا الحبيب.