كريتر نت – الشروق
في 23 يوليو 1952 أطاح تنظيم الضباط الأحرار بالنظام الملكي ودفعوا بمصر إلى مسار سياسي جديد، أسس الجمهورية على أنقاض الملكية المدعومة من بريطانيا، لتظل ذكرى هذا اليوم محفورة في أذهان المصريين شعباً وقيادة.
وفي الذكرى الـ 69 لثورة 23 يوليو، تستعرض “الشروق” حكايات من دفتر الثورة، تروى على لسان أبطالها عن طريق مذكراتهم التي أرخت لهذا الحدث الفريد.
“الآن أتكلم”.. واحدة من أهم المذكرات التي تحدثت عن ثورة يوليو وملابساتها لصاحبها خالد محيي الدين عضو تنظيم الضباط الأحرار والمعروف باسم “الصاغ الأحمر” في إشارة إلى توجهاته اليسارية.
كان مجلس قيادة الثورة قد حدد ساعة الصفر لانطلاق عملية التحرك نحو قيادة الجيش، في الساعة الواحدة صباحاً، لكن ثمة خطأ حدث، تسبب في إنقاذ الثورة كما يروي الرئيس جمال عبد الناصر في إحدى خطاباته.
وكما هو معروف فإن الأخطاء في هذا النوع من العمليات الحاسمة، يتسبب في فشلها، إلا أن هذا الخطأ تسبب في نجاح الثورة، ويعود الفضل في ذلك إلى الضابط يوسف صديق الذي تحرك بقواته نحو قيادة الجيش الثانية عشر منتصف الليل، وليس الساعة الواحدة كما كان متفق عليه، حيث أعلن صديق الطوارئ مبكراً، وقبل ساعة الصفر وقف في قواته خطيباً، وأكد لهم أنهم وأولادهم سوف يفخرون بما ينجزون هذه الليلة.
ووصلت قوات يوسف صديق إلى مقر القيادة قبل الموعد المحدد بساعة، ظناً منه أن الساعة الثانية عشر هي الموعد المحدد، وقد استبق بذلك يوسف صديق ضباط الجيش المجتمعين في مقر القيادة والذين كانوا يخططون للتخلص من تنظيم الضباط الأحرار.
إلا أن تحرك يوسف صديق قطع عليهم كل ذلك، واقتحم مبنى القيادة بالعباسية وألقى القبض على المجتمعين هناك.
ويقول خالد محيى الدين عن ذلك في مذكراته “إن يوسف صديق حقق عملا تاريخيا هاما أسهم بشكل كبير ومباشر في إنجاح حركتنا، وقد كانت شجاعته الحاسمة والآسرة في آن واحد عاملاً من عوامل نجاحنا”.