كريتر نت – القاهرة
يخوض المنتخب المصري امتحانا في غاية الصعوبة عندما يواجه نظيره البرازيلي حامل ذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو، في الدور ربع النهائي من دورة ألعاب طوكيو. وأسدل الستار على مرحلة المجموعات، حيث بات منتخب الفراعنة هو الممثل الوحيد للكرة العربية في الأدوار الإقصائية للمنافسات، بعد خروج المنتخب السعودي من الدور الأول.
وستكون الكرة المصرية على موعد مع صناعة التاريخ، عندما يلتقي منتخب مصر الأولمبي تحت 23 عاما مع نظيره البرازيلي في دور الثمانية لمنافسات كرة القدم للرجال بدورة طوكيو الأولمبية السبت.
وحل منتخب مصر في المركز الثاني في ترتيب المجموعة الثالثة في الدور الأول برصيد 4 نقاط، بفارق ثلاث نقاط خلف المنتخب الإسباني المتصدر، الذي صعد برفقته لدور الثمانية، بينما تفوق الفراعنة على منتخب الأرجنتين، صاحب المركز الثالث الذي يمتلك 4 نقاط أيضا، بفارق الأهداف التي يتم الاحتكام إليها في حال تساوي النقاط.
وضربت مصر، التي مازالت تبحث عن نيل أول ميدالية أولمبية في تاريخها بالألعاب الجماعية، موعدا مع البرازيل، التي تصدرت ترتيب المجموعة الرابعة بسبع نقاط، في إعادة للقائهما الذي جرى قبل 57 عاما، عندما تواجها في مرحلة المجموعات بأولمبياد طوكيو 1964، وتعادلا 1 – 1.
وستكون الفرصة مواتية أمام الفراعنة للثأر من خسارتهم 2 – 3 أمام راقصي السامبا في دور المجموعات بأولمبياد لندن 2012، لاسيما بعد قوة الدفع التي حصلوا عليها بعدما تغلبوا 2 – 1 على البرازيل ضمن دورة ودية في نوفمبر الماضي بالقاهرة.
وبعد الفشل في اجتياز عقبة دور الثمانية في دورتي لوس أنجلس ولندن الأولمبيتين عامي 1984 و2012 على الترتيب، يطمح منتخب مصر في الظهور مجددا بالمربع الذهبي للأولمبياد، بعدما تواجد في قبل النهائي بدورتي أمستردام وطوكيو عامي 1928 و1964 على الترتيب، مكتفيا بالحصول على المركز الرابع خلالهما.
ورغم إخفاق منتخب مصر في الاستعانة بمحمد صلاح هداف فريق ليفربول الإنجليزي، كأحد اللاعبين الثلاثة الذين يمكن ضمهم فوق السن القانوني، وكذلك مصطفى محمد هداف الفريق ببطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما، التي توج بها الفريق في نوفمبر 2019، وصعد من خلالها لمنافسات الكرة بالأولمبياد للمرة الثانية عشرة في تاريخه، لكنه قدم مردودا طيبا خلال مشواره بمرحلة المجموعات.
وتعادل المنتخب المصري دون أهداف مع نظيره الإسباني بطل أوروبا للشباب في مستهل مبارياته بالمجموعة الثالثة، قبل أن يخسر 0 – 1 أمام الأرجنتين، بطل قارة أميركا الجنوبية، ثم حقق فوزا مقنعا 2 – 0 على منتخب أستراليا في ختام مبارياته بالدور الأول. ولعب الثلاثي أحمد حجازي المحترف باتحاد جدة السعودي، ومحمود حمدي الونش مدافع الزمالك، ومحمد الشناوي حارس مرمى الأهلي، الذين استعان بهم منتخب مصر الأولمبي فوق السن القانوني، دورا بارزا في تحقيق ذلك الإنجاز.
إنجاز تاريخي
بات حجازي على موعد مع إنجاز تاريخي أمام البرازيل، ففي حال مشاركته في لقاء السبت سوف يتقاسم صدارة قائمة أكثر لاعبي كرة القدم المصريين مشاركة في الدورات الأولمبية مع اللاعبين الراحلين علي الحسني ومحمد بدوي برصيد 8 مباريات لكل منهما. وقال شوقي غريب مدرب منتخب مصر الأولمبي، في مؤتمر صحافي عقب الفوز على أستراليا الأربعاء، إن محمد الشناوي كان بمثابة صمام أمان للفريق مع الثنائي الدفاعي حجازي والونش.
مهمة منتخب مصر لن تكون سهلة في عبور المنتخب البرازيلي العنيد الذي يحلم بالاحتفاظ بالميدالية الذهبية
وشدّد غريب على أن طموح فريقه هو الوصول إلى أبعد مدى ممكن في الأولمبياد، مشيرا إلى ثقته اللامحدودة في اللاعبين وإمكانياتهم. وبعدما قاد منتخب مصر تحت 19 عاما للحصول على المركز الثالث بكأس العالم للشباب، التي أقيمت بالأرجنتين عام 2001، محققا الميدالية الوحيدة التي حصلت عليها الكرة المصرية على مستوى المنتخبات في بطولات العالم بمختلف الفئات السنية، يأمل غريب في تكرار الأمر ذاته وقيادة المنتخب الأولمبي المصري لخطف إحدى الميداليات بطوكيو.
ولن تكون مهمة منتخب مصر بالسهلة في عبور المنتخب البرازيلي، الذي يحلم بالاحتفاظ بالميدالية الذهبية، التي حصل عليها للمرة الأولى في تاريخه بأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، لاسيما في ظل امتلاكه لكتيبة من النجوم في مختلف الخطوط.
مفاجآت عديدة
أسفرت مرحلة المجموعات في منافسات الأولمبياد عن العديد من المفاجآت، كان أبرزها خروج منتخبات فرنسا وألمانيا والأرجنتين مبكرا. وشهد الدور الأول تسجيل 68 هدفا في 24 مباراة، بمعدل 2.83 هدف في المباراة الواحدة، بواقع 23 هدفا في المجموعة الأولى، و17 هدفا في الثانية، و8 أهداف فقط في الثالثة، و20 هدفا في المجموعة الرابعة.
وجاء منتخب كوريا الجنوبية في صدارة قائمة أكثر المنتخبات تسجيلا، بعدما أحرز لاعبوه 10 أهداف، ويليه منتخب المكسيك بثمانية أهداف، بينما تصدرت منتخبات اليابان وكوريا ومصر وإسبانيا قائمة أقوى خطوط الدفاع، بعدما تلقى كل منها هدفا واحدا.
ويضم دور الثمانية منتخبين من آسيا هما اليابان وكوريا الجنوبية، اللذين تصدرا المجموعتين الأولى والثانية على الترتيب، بالإضافة إلى منتخبين أفريقيين، هما مصر وكوت ديفوار، وممثل وحيد لقارة أوروبا هو إسبانيا، وآخر عن أميركا الشمالية هو المكسيك، فضلا عن نيوزيلندا ممثلة عن أوقيانوسيا والبرازيل ممثلة عن أميركا اللاتينية.
منتخبات إسبانيا والمكسيك والبرازيل المشاركة في دور الثمانية سبق لها الفوز بالميدالية الذهبية في منافسات الكرة بالأولمبياد
وسبق لثلاثة منتخبات فقط من المشاركين في دور الثمانية الفوز بالميدالية الذهبية في منافسات الكرة بالأولمبياد، حيث يتعلق الأمر بمنتخبات إسبانيا، حامل ذهبية برشلونة 1992، والمكسيك بطل أولمبياد لندن، بخلاف المنتخب البرازيلي المتوج بأولمبياد ريو.
وفي حال الفوز على البرازيل، ربما ستكون الفرصة أسهل نسبيا أمام المصريين لبلوغ النهائي، ومن ثم انتزاع ميدالية أولمبية للمرة الأولى في تاريخ الكرة العربية، بعدما اكتفى العراق، البلد العربي الآخر الذي سجل حضوره في الدور قبل النهائي، بنيل المركز الرابع أيضا في ظهوره الوحيد بالمربع الذهبي في أولمبياد أثينا 2004. ويلعب الفائز من لقاء مصر والبرازيل في الدور قبل النهائي مع الفائز من مواجهة كوريا الجنوبية والمكسيك، في حين يلتقي الفائز من مباراة اليابان ونيوزيلندا مع الفائز من لقاء إسبانيا وكوت ديفوار، في المسار الآخر نحو النهائي.
المصدر : العرب اللندنية