كريتر نت – صنعاء
تناقلت وسائل إعلام يمنية ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعية حادثة وفاة أحد رجال الأعمال اليمنيين الذين أفلسو جراء الحرب العبثية التي تشنها ميليشيا الحوثي الانقلابية منذ العام 2015.
ونشر النشطاء قصة رجل أعمال في الستين من عمره اعلن افلاسه والدخول في فقر مدقع وتشردت معه عائلته وأصيب بحالة اكتئاب بسبب ما تعرض له من خسائر جراء الحرب الحوثية.
وحكت الدكتورة منيرة النمر، رئيسة الوحدة النفسية في مستشفى الرسالة بالعاصمة صنعاء، قصة أحد رجل الاعمال اوصله اقاربه إلى المستشفى في التاسع من يونيو الجاري، وهو في حالة مزرية ونفسية متدهور حد الاصابة بالاكتئاب.
اغرورقت عينا رجل الاعمال الستيني علي قايد -اسم مستعار- وهو يشرح معاناته للدكتورة منيرة النمر، جراء المعاملة السيئة التي يتلقاها من عائلته، وأخبرها وهو يبكي أن “أبناءه وأحفاده يحبسونه في غرفة صغيرة يقضي فيها معظم وقته بمفرده”.
وقالت: “لقد كان يبكي بحرقة وهو يتحدث عن شتائمهم له وتمنيهم الموت له”. موضحة أن “قايد الذي جلبه أبناؤه بدعوى أنه يعاني من مرض نفسي، أخبرها بأنه كان رجل أعمال يحترمه الجميع وعندما تدهور وضعه الاقتصادي تعرض للوم من الجميع”.
مضيفة ” كان يعاني من ثقل في الكلام ومستاء جدا لأنهم يعاملونه كما لو أنه أصبح يشكل عبئا عليهم وعلى الحياة”. وأشارت إلى أن “الفحص الطبي أظهر أنه بدأ يعاني من تدهور في حاستي السمع والنظر وهذا من أهم الأسباب التي دفعته للدخول في نوبات اكتئاب”.
وتابعت: إن معاناة قايد ودخوله في نوبات اكتئاب “فاقمت من تدهور وضعه الصحي بشكل عام وأصبحت صحته الجسدية متآكلة”. حتى ان الطبيبة النمر توقعت بإصابته بمرض الخرف الذي يمحي من ذاكرته معاناة نفسية وجسدية بسبب سوء معاملته.
الدكتورة النمر، أكدت أن “تعرض بعض الكبار في السن إلى انتكاسة سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي تترك أثرا كبيرا على وضعهم النفسي والصحي بشكل عام وتتفاقم هذه الحالة في حال تغيرت معاملة المجتمع المحيط بهم إلى الأسوأ”.
ونصحت في حديث صحفي المجتمع بـ “أهمية احتواء كبار السن وغمرهم بالاهتمام والعطف والاحترام وأخذ مشورتهم في القضايا الأسرية والاستماع إلى رأيهم في أي قضية باهتمام، لأن ذلك يساعدهم في الحفاظ على معنويات مرتفعة وبالتالي مقاومة أمراض الشيخوخة”.
انعكست اثار الحرب المتواصلة منذ ما يزيد عن ست سنوات، على مختلف مناحي الحياة، و”تسبب توقف الرواتب في افقار 70% من اليمنيين وافتقادهم مصادر الدخل والامن الغذائي واعتمادهم على مساعدات الاغاثة للبقاء احياء”، حسب تأكيد تقارير منظمات الامم المتحدة.