كتب : خالد سلمان
مذبحة العند هي جريمة بشعة وهي إسقاط للتقديرات الخاطئة، من ان هناك عدو رئيس وهناك خصم ثانوي، وهي توكيد ان الأثنين على درجة واحدة من الخطر.
مائة قتيل وجريح ذهبوا بضربة بالستية واحدة، استهدفت صباح اليوم طابوراً صباحياً للجنود، مصدرها الحوثي حسب التقديرات حتى الآن، وان لا دفاع آمن يضمن سلامة الجنوب كما هو حال الشمال ، دون تشكيل جبهة سياسية موحدة ، تغربل المفاهيم وتعيد صياغة التحالفات، على اساس إنهاء الحرب وهزيمة مشاريع حملتها، اي كانوا من الحوثي وحتى مليشيات الإصلاح.
من المهم إدراك ان الإنكفاء على الذات جنوباً ، لا يوفر ضمانات تجنب تداعيات الحرب شمالاً ، وان الطرفين الدينيين ، يمكن لهما في نقطة ما ان يتفقا على اهداف محددة، على رأسها إجهاض القضية الجنوبية ،وإزاحتها من ساحة المواجهة وطاولات التفاوض.
مثل هكذا ضربة إجرامية كتلك التي حدثت اليوم في العند ، ماكان لها ان تتم بمثل هذه الخسائر البشرية الكارثية ، لولا إختراقات عميقة حدثت ، ولولا تعاوناً إستخبارياً جرى بين الجماعتين المذهبيتين ، وربما نذهب بعيداً بإتجاه تساهلاً إقليمياً يتخطى الحدود، والهدف ان الإنتقالي بمشروع إستعادة دولة ماقبل ٩٠، غير مرضي عليه وخصم للجميع، بما فيهم قوى الإقليم.
هناك حالة غضب في مناطق الشمال ، يقابله قراءة لا مبالية من الجنوب -وكأن نصف الخارطة محمية بتوازن رعب نووي- ، وما يضاعف المخاطر هو عدم مد جسور العمل المشترك، في عمق المليشيات المسلحة ، مما يعطي تلك المليشيات مساحة للحركة، والتخطيط بأريحية وبلا ضغوط لتدمير سلام الآخرين.
ستتكرر ذات المذابح وسيتسع التعاون المعلوماتي بين الحوثي والإصلاح ، طالما ان هناك من يضع كل الشمال بملايينه في سلة عدائية واحدة ، ولا يعمل مع الناس المضارين الواقعين تحت الإحتلال ، على قاعدة تنمية المشتركات ، وخوض مواجهة ضد عدو وإن كان برأسين، يظل واحداً ، موحد الأهداف وخصم مشترك.
من صفحة الكاتب في “فيسبوك”