كريتر نت – زنجبار – أحمد مهدي سالم
أقامت إدارة حقوق الإنسان في انتقالي م/أبين صباح اليوم الخميس ندوة بعنوان ” دور المؤسسات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان في ظل الحرب ” في قاعة نور بزنجبار،وحضرها الأخ خالد عمر الشعوي نائب رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي م/أبين ،وقد ألقى كلمة رحب فيها بالحاضرين،وأكد على أهمية الجانب الحقوقي أهمية متزايدة انطلاقاً من رفض المظالم ،وكذا ضرورة غرس وعي حقوقي ينور المواطنين ويجعلهم عارفين بحقوقهم..وكيف يرفضون الظلم والضيم ويتواصلون مع المؤسسات الحقوقية لنقل شكاواهم إلى مستوى أعلى..وأن الجنوبيون قد اُنتهكت لهم حقوق لفترة غير قصيرة في ظل حكم الزيود الذين لديهم فكر استعماري بغيض،وسكفي ما عانته تهامة من ويلات مظالمهم وجرائمهم على أن ظاهرة أفواج النازحين الذين تكاثروا بهدف الاستيطان في الجنوب لهو أمر مزعج..نعم عندما يأتي هذا النازح ويتحصل على حقوق لا ينالها ابن البلد..شيء مرفوض ونشم أن وراء الأكمه ما وراؤها.
وكان الجنوبيون وما يزالون يقدمون دماءهم دفاعاً عن المشروع العربي..المشاركة في لبنان في مطلع الثمانينات بقوات جنوبية وحتى الوقوف مع عاصفة العزم لإفشال المخطط المجوسي الاحتلالي التوسعي.
وجاءت كلمة الأخ علاء صالح محمد مدير إدارة حقوق الإنسان في انتقالي أبين ومشرف العالية أشبه بمداخلة ركزت على في أن أوضاع الحرب تحدث انتهاكات كثيرة،ويحصل بخس لحقوق كثيرة في ظل ضعف أو غياب الدولة الأمر الذي ينشئ فراغاً تتضرر فيه ضمن ما تتضرر حقوق الإنسان..فتُكبت الحريات،ويحصل قمع أو مظالم لذا تأتي أهمية وجود المؤسسات الحقوقية التي ترصد كل الانتهاكات،وفي ظل الحروب والنزاعات لا يُقبل،ولا يُسمع إلا صوتها،وجميل أن تتمتع هذه المؤسسات بالشفافية والحيادية والاستقلالية فتحظى تقاريرها من واقع الرصد اليومي للانتهاكات باهتمام المنظمات الدولية التي تعتمد على النشاطات الحقوقية التي تدور على الأرض وسط المعارك وتبني عليها تقاريرها وتوجيهاتها ضد هذي الدولة أو تلك منتصرة في الغالب الأعم للشعوب وكل الشرائح المظلومة المسحوقة.
مداخلة الأخت وجدان ماسك مديرة إدارة المرأة والطفل في انتقالي م/أبين كانت أكثر تركيزاً على موضوع المرأة التي حملتها الحروب مكابدات أليمة من حيث دورها الفاعل في الأسرة والمجتمع ،وكثيرات من النساء بسبب الحرب الظالمة فقدن أزواجهن،وأصبحن أرامل،وأطفالهن أيتاماً..ومع سوء الأوضاع المعيشية وحروب الخدمات وحرمانهن من التعليم وأشياء أخرى عانين الاضطرابات النفسية..في ظل استشراس الأزمات والحروب،ولكنهن مع ذلك استطعن التجاوز بعزيمة قوية.كما أشارت إلى تعرض الأطفال بأعمال عنف وانتهاكات خلال الحروب والصراعات مما ألقى بظلال سلبية على تماسك الأسرة.
الزميل محمد ناصر العولقي المحاضر في كلية زنجبار جاءت محاضرته في خمس أوراق مطبوعة ،ووُزعت على الحاضرين، وجاء في مقدمتها : ” إن النشاط الفردي والمؤسسي في مجال حقوق الإنسان هو نشاط حقوقي وإنساني يهدف إلى صيانة حرية الإنسان وكرامته وحقه في العيش الكريم والمعاملة الحسنة والإنسانية تحت كل الظروف ،وفي كل الاحوال كما يسعى هذا النشاط الإنساني إلى حفظ حقوق الفرد والمجتمع من التعدي عليها ،والدفاع عن حقوق الضحايا،وإزالة الانتهاكات التي يتعرضون لها ،وإصلاح الاختلالات ذات العلاقة بالحريات والحقوق ومعاقبة مرتكبيها وغير ذلك من الأهداف التي تنتصر في النهاية للحق والعدل والإنصاف،ولذلك فإن الحفاظ على نقاء العمل الحقوقي والإنساني من شبهات التسييس..هو من صميم المهام والأهداف الرئيسة التي نشأت الحركة الحقوقية الإنسانية من أجلها”.
وجاءت معظم نقاط المداخلة تفنيداً لتقرير حقوقي لصحفية أمريكية كما أعتقد اسمها ” ” ماجي مايكل” عن السجون السرية في عدن واتهامات لجنود الانتقالي وضباط الإمارات بالقيام بتعذيبات لسجناء الرأي،وإخفائهم في سجون سرية لا يعلم عنها أحد..واستطاع أن يفنّد أكاذيبها وتخرصاتها عبر قراءة دقيقة وفاحصة لتقرير ماجي الذي طبلت له بعض المنظمات العالمية بغرض إحراق أي توجه إيجابي ناهض في الجنوب ،وجعله رهين الصراعات الدامية،الاحترابات المستمرة.ويشير إلى أن اعداء الجنوب من حوثيين وإصلاحيين قد توحدوا ضد الجنوب ،وتسببوا له في انتهاكات كثيرة على صعيد الحقوق والحياة اليومية .
وكانت مسك الختام مداخلة الأخ الحقوقي البارز الخضر الميسري رئيس منظمة ” حق ” للدفاع عن الحقوق والحريات،وكان معظمها سرداً ممتعاً لأبرز ما قامت منظمة حق من تقارير حقوقية عن محافظات عدن وأبين وشبوة وتعز..تعز مرتين،وكذا في عموم الجنوب سيّما أن الكثير من الحاضرين من الناشطين والناشطات يجهل الكثير عن النشاطات الحقوقية الفعالة.وأن هذه المنظمة التي يقع مقرها في أبين،التي غالباً ما تشهر مؤتمراتها الصحفية في أفضل فنادق عدن.. هي أفضل المنظمات الحقوقية حالياً في الجنوب بما تمتلكه من جدية ومصداقية وتكبد المشاق والأهوال في إعداد تقاريرها على الأرض ونشرها بالرواية والصورة وتأكيد الشهود على حالات الضحايا في كتاب توثيقي كبير باللغتين : العربية والإنجليزية ،ويُوزع على الحاضرين تحدث الأخ عن مشوار المكالمة والمخاطرة في الرصد والتسجيل والتصوير للضحايا وأماكن الاغتيالات،السجون،وحتى تحديد نوع العيار الذي أصاب الضحية في مقتل..وقال إنه جلس فترة في منزل الأخ عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في الضالع وأكل فيه وشرب طوال فترة رصد لمجزرة سناح بالضالع ،وكذا ذكرياته مع الأخت الناشطة سعاد علوي رئيسة مركز عدن لمكافحة المخدرات،والمصور الشهيد نبيل القعيطي وغيرهم.وأشار أن تقارير منظمته تصل إلى المنظمات الدولية ومحكمة لاهاي،وتحظى بتقدير واهتمام.
وبعد طرح ملاحظات من المشاركين والرد عليها من قبل رئاسة الندوة تم قراءة التوصيات التي خرجت بها الندوة،ومنها :
– ضرورة تلاحم العاملين في المؤسسات الجنوبية بالمؤسسات الحقوقية.
– العمل على رصد ضحايا قصور الخدمات.
– أهمية التوعية القانونية الحقوقية للأجهزة الأمنية تجنباً لحصول أخطاء يستفيد منها أعداء الجنوب.
– ضرورة وعي العاملين في الأجهزة الإعلامية بمبادئ العمل الحقوقي.