كتب : فضل مبارك
يشهد الله كم أكره التخندق المناطقي .. لادراكي أن الاستناد عليه يقود إلى التناحر ومزيد من تشظي المجتمع . ويفرق بين الناس ولا يسد أو يجمع مهما كانت المبررات .. لكن مايلحظ هذه الايام هي عمليات مفزعة مرعبة يجري تعميقها في هذا الجانب وتتخلق منها اصطفافات مناطقية غير موضوعية ولاتستند لأي منطق أو عقلانية أو حتى هدف .. وتسعى لاستجرار صراعات ماض دموي قد عفا عليه الزمن وينبغي أن نهيل عليه اكوام الرمال .. لأن التمادي معه سيحرق الأرض من تحت اقدام الجميع ولن يسلم منها من يعتقد أنه قويا أو مسيطرا .. حيث لن يبقى فيها منتصر ولا مهزوم .. أقول هذا الكلام وأنا أتابع منذ أمس الأول مجريات اعتقال الأخ سليمان الزامكي قائد مقاومة خورمكسر وقائد القوات الخاصة لمحافظات عدن ولحج وابين والضالع .وتداعيات هذا الأمر وما وصل إليه .
وهو الرجل المعروف بمواقفه وادواره واخلاقه .. التي يتحدث عنها خصومه قبل مريدوه ومؤيدوه .. علما أنه لاتوجد بيني وبينه علاقة أو معرفة وهي مرة وحيدة التقيته فيها ضمن اخرون في جلسة مقيل بمنزل الأخ العزيز الدكتور منصور البطاني قبل نحو عام .. ولكني سمعت عنه الكثير .
لقد خاض ويخوض كثيرون في هذا الموضوع دون روية أو تعقل .. حيث أن معظم المنشورات والمداولات تعمل على صب الزيت على النار وصنعوا أفلاما ومسرحيات والفوا وقالوا وعادوا وزادوا في الأمر .. في مسعى تشتم منه رائحة اذكاء فتنة نحاول أن تنام .
ياجماعة الخير مهما كان الخطأ ينبغي تحجيمه .. ومهما كانت ردة الفعل يجب تقزيمها .. ولا ينبغي شب نارها .. صحيح أن ماحدث لا احد يوافق عليه .. وان النزغ الذي إصاب ادارة امن مطار عدن وهي تكتب بيانها بنية مبيته واصرار مسبق في محاولة للاثارة واستغلال موقف بسيط ممكن تجاوزه لأهداف أخرى .
حيث أن الوقائع والحقائق قد كذبت واسقطت ماذهب إليه البيان .. ولذلك فالعقل والحكمة مطلوبان دوما قبل الاسرع في اي أمر .. ومسالة اعتقال الزامكي بأي صورة كانت لا أرى أنها تجدي نفعا بقدرما تزيد الشق .. لاسيما وسليمان معروف وقائد له مكانته ..ولا أعتقد أنه حتى لو تم شنق واعدام سليمان سيحقق هدفا لأصحاب هذا الطرف أو ذاك .. لكن الموضوع أكبر من كذا في ظل تعقيدات الوضع الراهن وسوف يخلق تداعيات واثار كم الجميع في غنى عنها .. حيث وان هناك اطراف عدة تعمل على تعميق الهوة والشقاق بين ابناء محافظتي ابين والضالع . باعتبارهما طرفي المعادلة الأساسية ومرتكز أي صراع على الساحة الجنوبية .
ولذلك نقول كفى ويكفي دعونا ننعم بالسلام والامن .. ولانورث لاولادنا واحفادنا اكوام من الاحقاد والتربصات وملفات التناحر .. وعلى العقلاء من الجهتين أن يلتقوا على كلمة سواء ويبراوا ذمتهم أمام الله أولا ثم أمام ضمائرهم وامام مجتمعهم .. ويوقفوا نزغ المتطرفين ، وعلى وجهاء الضالع تقع المسؤولية الأكبر باعتبار من يسيطر على الأرض في عدن ومحافظات أخرى هم ابناؤهم وان يدعوا إلى فرملة كثير من أعمال الاستفزاز والتربص بالطرف الآخر فالكل شركاء في الهم والمعاناة قبل أن يكونوا شركاء في الوطن .. وباعتبار أن اليد الواحدة لاتصفق أن هم أعتقدوا أن السعي للانفراد كفيل بالنجاح .. كما أن على عقلاء ابين أن يعملوا على تهدئة ردة الفعل الغاضبة لدى شبابهم وحالة النزغ عند متطرفيهم .. والامساك بالقواسم المشتركة التي تجمع الناس .. والتاريخ لن يرحم احدا .. واجدها فرصة لدعوة .. أن تكون قضية القائد سليمان الزامكي .. مدخلا لخلق حالة تقارب .. ومكبحا للتشظي .. ولا تكون سببا لتعميق التنافر والتمترس والتخندق .
3/9/21