كتب : خالد سلمان
تخوض الرئاسة معركتها الضارية ليس ضد الانقلاب، ولا في ساحة الحرب لاستعادة سلطتها المصادرة، بل في وجهة أُخرى بعيدة عن شعاراتها، التي جلبت التدخل ومزقت لُحمة الشعب وجغرافية الوطن.
الرئاسة تخوض أشرس الحروب ضد الانتقالي لا الحوثي، وهتاف لا بد من صنعاء تراجع إلى خلف خطاب لا بد من عدن.
فجل معاركها السياسية، ومحور لقاءاتها مع الدبلوماسية الدولية، تنصب الحوارات فيها على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض، خارج تسلسل بنوده، وكما تفهمه هي لا كما هو موضوع توافقياً على الورق.
الرئاسة تبحث عن معركتها البديلة، عن أوراق تخفف من وطأة هزائمها في كل محافظات الشمال، عن حرب تخوضها في عدن، تمنحها قطعة جاتو صغيرة الحجم من كعكة التسوية.
نعم.. اتفاق الرياض هو المتاح الوحيد، في ظل انعدام الخيارات المتعددة، ومع ذلك ينبغي ان لا تنجح الرئاسة المسيطر عليها إخوانياً، في تحويله إلى مفرمة لمصداقية خصمها الانتقالي، وتقديمه لجماهيره في صورة العاجز الذي يخوض مكتوف اليدين في بحر التحديات، حيث لا إمكانيات مادية لتفكيك عُقد الأزمات، تاركين له الخطابة ولهم السيطرة على الإيرادات والميزانيات ومفاتيح المال، وأنها هي وحدها من تملك الحل.
الرئاسة بكتلتها الصلبة الإخوانية تسعى لخوض حرب جيدة قليلة الكُلفة:
إسقاط الانتقالي عبر شراء الوقت، وإطالة امد معاناة الواقعين في محيط سلطته، وعبر مضاعفة العقاب الجماعي وشل الخدمات.
على الطرف الآخر أن يغادر مربع الاتكاء على تبرئة ساحته بالندب واللطم وتحميل الحكومة كامل المسؤولية، حتى وإن كان الناس يعرفون من هو سبب جحيمهم اليومي.
عليه ان يبدع طرقا بديلة، تجعله سلطة امر واقع يمتلك بين يديه كل الإمكانيات.
ما دون ذلك فإن الانتقالي يكون قد استنفد طاقات احتمال حواضنه، وتكون الرئاسة قد نجحت او اوشكت، على دفعه مكتوف اليدين نحو حائط الإعدام.
الخيار الوحيد المتاح امامه:
سلطة امر واقع مع كل الإمكانيات، او لا سلطة من الأساس.
عليه ان يخوض معركة الأرض المحروقة كل شيء او لا شيء، أو التلويح بها للوصول إلى نقطة المنتصف.