جمال شنيتر
تقدّمت ميليشيات الحوثي، صباح الثلاثاء، في مديرتي بيحان وعين غرب محافظة شبوة اليمنية.
وذكرت مصادر محلية لـ”اندبندنت عربية”، أن الميليشيات تجاوزت، صباح الثلاثاء، مركز موقس في مديرية العليا، واتجهت إلى مثلث مفرق خر، حتى وصلت إلى مركز مديرية بيحان، بينما انسحبت قوات الجيش اليمني إلى مديرية عسيلان المجاورة.
وفي الأثناء، تعيش مدينة العليا عاصمة مديرية بيحان (التي تعد أكثر مديريات المحافظة سكاناً بعد عاصمة المحافظة)، فراغاً إدارياً وأمنياً وتسود حالة من القلق والخوف بين المواطنين، فيما تستعد بعض الأسر للنزوح من المدينة بعد أن أحكمت جماعة الحوثي السيطرة عليها.
كما تقدمت المليشيات الحوثية في مديرية عين المجاورة، وسيطرت على عدد من مناطق المديرية، واشتبكت مع قبائلها، غير أنها تغلبت بفارق الإمكانات البشرية، والسلاح الثقيل، فيما تستمر بعض المواجهات بين الطرفين في مناطق أخرى من المديرية، ما أدى إلى إغلاق مدارس التعليم الأساسي والثانوي حتى إشعار آخر.
وقالت قوات الجيش اليمني، الثلاثاء، إنها تخوض معارك عنيفة ضد الميليشيات المدعومة من إيران، مشيرة إلى أن العشرات سقطوا بين قتلى وجرحى.
وأكد المركز الإعلامي للجيش اليمني، أن الميليشيات تكبدت خسائر في المعدات، حيث تم تدمير 3 مدرعات و6 أطقم بما عليها من أسلحة وذخائر، في منطقتي عين وبيحان.
وأشار المركز إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى المنطقة لإسناد قوات الجيش في خطوط المواجهة، فيما استنفرت قبائل شبوة لإسناد الجيش في معركة التحرير والدفاع عن المحافظة ضد الميليشيات الحوثية.
واتجه الحوثيون غرباً باتجاه مديرية حريب التابعة إدارياً لمحافظة مأرب، في محاولة للسيطرة عليها. وراجت أنباء أكدتها المصادر عن تعرض مدير عام مديرية حريب ناصر القحاطي المرادي لإصابات بليغة أثناء المواجهات مع الحوثيين.
نسخة جديدة
هذه ليست المرة الأولى التي تسيطر فيها جماعة الحوثي على محافظة شبوة، فقد سبق أن سيطرت عليها في أبريل (نيسان) 2015، واحتلت معظم مديريات المحافظة، ومن ضمنها مدينة عتق مركز المحافظة، لكنها انسحبت من المدينة بعد أربعة أشهر بعد ضغط من “المقاومة الشعبية القبلية”، وأبقت قواتها في مديريات بيحان حتى نهاية عام 2017.
هجوم حساس
وصف المحلل والمتابع للشأن العسكري، منصور القروة، الهجوم الحوثي على شبوة، بالكبير والحساس، قائلاً إن الحوثيين شنوا هجوماً كبيراً عبر وادي خر، الواقع أسفل عقبة القندع التي تربط بين محافظتي شبوة والبيضاء.
وفيما استطاع الحوثي اجتياز عدد من القرى الواقعة بين وادي خر وعاصمة مديرية بيحان العليا، وهي غنية وموقس وريدان ومفرق الدهولي، واجه “مقاومة شعبية” من قبيلة آل عياش، لكن بتفوقه العسكري من قدرات قتالية وبشرية استطاع الوصول إلى مركز مديرية بيحان العليا قبل ظهر الثلاثاء.
وأضاف القروة أن قوات الجيش الحكومي انسحبت من جبهة بيحان بعد ضغط من الحوثي، مشيراً إلى وجود كتائب من ألوية الجيش، وهي اللواء 163، واللواء 19 مشاة، واللواء 21 ميكا، بالإضافة إلى القوات الخاصة، إلا أنها اضطرت إلى الانسحاب.
وتطرق إلى “المقاومة الشعبية” التي أبدتها قبيلة آل عياش في منطقة جبل نصيب ضد الميليشيات، مشيراً إلى أن القبيلة واجهت الجماعة على الرغم من إمكاناتها التسليحية والبشرية المتواضعة، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.
دوافع وأهداف
ويرى مراقبون أن من بين الأهداف الرئيسة لإعادة سيطرة الحوثي على محافظة شبوة، استخدامها كقاعدة لوجستية في حربها على محافظات الجنوب، باعتبار أن شبوة منطقة تتوسط المحافظات الجنوبية، بالتالي سيتخذها الحوثي مقراً لإعداد وتجهيز قواته بكل الأسلحة والإمكانات المادية والبشرية للسيطرة على محافظات أبين وعدن غرباً، وحضرموت والمهرة شرقاً.
ويستعرض القروة الدوافع والأهداف التي جعلت الحوثي يتجه إلى شبوة قائلاً، “هناك أهداف عدة تدفع الحوثي لإعادة السيطرة على شبوة، فالمحافظة تعد واحدة من ثلاث محافظات يمنية منتجة للنفط، حيث توجد حقول النفط (جنّة) في وادي بلحارث في مديرية عسيلان، وتنتج عشرات الآلاف من النفط يومياً، بالإضافة إلى حقول العقلة وعياذ، شرق مدينة عتق مركز محافظة شبوة، كما يوجد بالمحافظة مشروع ميناء بالحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال على ساحل البحر العربي جنوباً، وهناك أسباب أخرى غير النفط تشجع الحوثي على السيطرة على شبوة، ومنها زيادة الضغط على قوات الحكومة في محافظة مأرب من الجهة الشرقية، بعد أن حاصرها منذ عدة أشهر من الجهات الغربية والشمالية والجنوبية، كما أن موقع شبوة الاستراتيجي، وسط اليمن، يجعلها تربط شرق اليمن بغربه وشماله وجنوبه، وللمحافظة حدود واسعة مع عدد من المحافظات اليمنية، وتشرف على ساحل بحري يمتد لأكثر من 250 كلم، ناهيك بمساحتها الجغرافية الكبيرة، إذ تعد ثالث محافظات الجمهورية اليمنية مساحةً”.
أندبندنت عربية