كريتر نت – عدن
حرص فريق من مبدعين أبناء مدينة عدن، على توثيق الدمار الذي خلفه الحوثيون في مدينتهم، عقب تحريرها بشهور قليلة.
كان الدمار ما زال جاثما على كل شبر من المدينة، وهو الدمار الذي جاء نتيجة اجتياح مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا تحت مبرر محاربة “دواعش عدن”، من أبناء وأهالي المدينة.
وهذا الاسم “دواعش عدن” أطلق على الفيلم الوثائقي الذي انتجته هذه الثلة الشابة من أبناء عدن، للإشارة إلى أن الدواعش والإرهابيين هم من اجتاحوا عدن، وليس أبناء وأهالي المدينة المسالمين.
ووثق الفيلم في ساعة وعشرين دقيقة تقريبا، الدمار الحاصل في عدن، منذ أن وطأت أقدام المليشيات المدينة، دمار طال الإنسان في عدن قبل أن يطال مبانيها وشوارعها.
دعاوى الإرهاب
خلال شهر مارس/آذار 2015، تقدمت جحافل الحوثيين وآلة إرهابهم صوب المحافظات الجنوبية من اليمن، وكانت عدن هي هدفهم الرئيسي، مع تواجد رئيس الدولة فيها، بعد خلاصه من قبضة المليشيات بصنعاء.
يقول أحد فريق العمل في إنتاج فيلم “دواعش عدن” فضل الإشارة لاسمه بالرمز “ن. ك.”؛ لأسباب أمنية: إن المليشيات لم تجد مبررا لاجتياح عدن سوى وصف أبناءها بالإرهاب، وبأنهم ينتمون للتنظيم الإرهابي “داعش”، زورا وبهتانا.
وأكد “ن. ك.” أن أهالي عدن أبرياء من هذه التهم الحوثية الملفقة، إلا أن المليشيات أرادت تبرير اجتياحهم الوحشي أمام العالم، في ظل موجة دولية لمحاربة الإرهاب، وظفتها المليشيات واستغلتها.
وأشار إلى أن المليشيات الحوثية هي من مارست كل أصناف الإرهاب والدمار بحق أهالي عدن، وأحالت مدينتهم إلى كومة كبيرة من الأنقاض والدمار، لترهيب وإرعاب أبناءها.
يتحدث “ن. ك.” عن تفاصيل ما جاء في الفيلم الذي عرض على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، منتصف العام 2016، واحتوائه على انتهاكات الحوثيين بحق أبناء عدن.
ووثق الفيلم حجم الضرر الذي لحق بمدينة عدن، وتدمير بعض مديرياتها بنسبة 70 %، بحسب تقرير مكتب وزارة الأشغال العامة بمحافظة عدن، الذي أكد تضرر ثلاثة أرباع مباني ومنازل مديرية خورمكسر.
كما تفاوتت الأضرار التي تسببت بها مليشيات الحوثي خلال اجتياحهم لمديريات عدن، بنسبة 50 % في مختلف المديريات والمناطق التي تواجد فيها الإنقلابيون.
قتل وانتهاك
الفيلم لم يغفل جرائم الحوثيين بحق الإنسان في عدن، وقتل الأطفال والمواطنين الأبرياء من المدنيين العزل، وبشكل جماعي.
وذلك ما حصل تماما مع حالة المواطن أبو علاء، الذي فقد كامل أفراد أسرته التسعة بسبب قصف الحوثيين لمنزلهم في ضاحية كريتر بعدن.
بالإضافة إلى الاعتقالات والانتهاكات التي طالت الناشطين والحقوقيين، خاصة العاملين في المجال الإغاثي، ممن كان يغيثون أبناء عدن من الجوع والعطش، ويقدمون لهم المعونات؛ بعد تضييق وحصار الحوثيين.
وبعد خروج الحوثي من الجنوب رتب العدنيون صفوفهم وأعادوا بناء مدينتهم من جديد، لتتحول إلى أيقونة سلام ووئام، وما زال أبناؤها يجتهدون لتثبيت دعائم الاستقرار والأمان بين ربوعها، حتى تنسى المدينة ما اقترفته المليشيات الحوثية بحقها.