عبدالقادر الجنيد
الأسماء المؤثرة في مقالة اليوم، هي سوليڤان، والسعودية، والحوثي في موضوع الطبخات التي تُجهز لدفن اليمن ك “حرب” أولا ثم ك “مشكلة” ثانيا ثم ك “مستقبل” في آخر المطاف
أولا: چيك سوليڤان
چيك سوليڤان، هو مستشار الرئيس الأمريكي بايدن للأمن القومي وهو واضع الأفكار الإستراتيجية العسكرية والسياسية الخارجية وهو الذي يطبقها على الأرض على هيئة خطوات صغيرة متتابعة حتى تكتمل الصورة.
وسوليڤان، هو مهندس تسليم أفغانستان لحركة طالبان.
وتركيبة سوليڤان وطريقة تفكيره وهندسة أفكاره، قد تسلم اليمن للحوثي وإيران.
سوليڤان، وصل أمس إلى منطقة “نيوم” السعودية التي يرعاها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي يفضلها على أي مكان آخر.
الموضوع رقم 1 – وربما الوحيد- في المحادثات التي ستدور بين سمو ولي العهد السعودي وحضرة مستشار الأمن القومي الأمريكي، هو اليمن ولا شيئ غير اليمن.
المبعوث الأمريكي تيم ليدركنج- تسلم قبل 10 ايام في مسقط شروط الحوثي لمجرد الجلوس على الطاولة، وغادر العاصمة العمانية بعد يوم واحد فقط من الوصول، ثم “قفز” إلى الرياض عاصمة السعودية الرياض وقضى يوما واحدا أيضا، وثم “قفز” إلى عاصمة بلاده واشنطن وقضى عدة أيام لدراسة شروط الحوثي وليتكتك مع مهندس الأفكار چيك سوليڤان، و “القفزة” التالية كانت مشتركة من مهندس الأفكار الأمريكي والمبعوث الأمريكي المكلف بحل مشكلة اليمن كانت إلى “نيوم” السعودية المكان الأثير لولي العهد السعودي.
ثانيا: شروط الحوثي
شروط الحوثي التي تقنفزت بين العواصم من المؤكد أنها قد تبلورت إلى طبخة تكتيكات رسمها خبراء فض النزاعات الأكاديميين الأمريكان بغرض تقديمها لولي العهد محمد بن سلمان في “نيوم” السعودية.
هذه هي شروط الحوثي- كما هي- التي تسلمها الأمريكان، والتي صرح علنا بأنه لن يجلس مجرد الجلوس على طاولة المفاوضات إلا بعد تحقيقها:
1- رفع الحصار البحري السعودي
رسميا، لا يوجد حصار بحري سعودي إلا على وصول السلاح الإيراني علنا والنفط الإيراني المجاني للحركة الحوثية.
فعليا، يتم وصول السلاح الإيراني تهريبا ويصل النفط الإيراني المجاني بضغوط من أمريكا وأوروبا.
إذن هذا الشرط الحوثي، ما هو إلا لتمرير حق دخول السلاح الإيراني علنا وليس تهريبا ولتمرير تدفق النفط الإيراني المجاني والمساعدات الإيرانية من أي نوع وبأي كمية وترسيخ الوجود والنفوذ الإيراني في البحر الأحمر.
وربما يصبح ميناء الحديدة قاعدة بحرية إيرانية بحكم الأمر الواقع بعدها، سواء صراحة أو تحت أي غلاف.
2- رفع الحصار السعودي الجوي على الحوثي في صنعاء
أصلا، مبادرة الرياض لإنهاء حرب اليمن تفتح مطار صنعاء ولكن لا تسمح برحلات إلى طهران.
شرط الحوثي هذا، يريد رحلات جوية منتظمة من إيران إلى صنعاء مع تدفق سلس للخبراء العسكريين والسياسيين والاقتصاديين والدينيين والمذهبيين الشييعيين، وذهاب الطلاب والدارسين الحوثيين للصنفرة وغسيل المخ في قُم وطهران.
3- أموال السعودية
يشترط الحوثي أن تدفع السعودية هذه الأموال:
أ- مرتبات الدولة الحوثية لسنوات عديدة.
ب- دعم كل الخدمات الحوثية لسنوات.
ج- دعم نقدي للحوثي لمواجهة انهيار العملة وكل أمور الاقتصاد.
د- تعويضات مالية لكل ما فقده الحوثي.
هـ- إعادة الإعمار لكل ما تخرب أثناء الحرب.
صحيح أن اليمنيين يحلمون أن تقوم السعودية بإعادة الإعمار على أي حال، ولكن تحت ظل الحوثي لن يحدث إلا فرض “الجزية” والغرامات والتعويضات ل “السيد” “ولي الله” عبدالملك الحوثي.
4- وقف الحرب
قال الحوثي للمبعوث الأمريكي تيم ليدركنج في مسقط عاصمة سلطنة عمان، بأنه لن يوافق على وقف إطلاق النار إلا بعد الموافقة على الشروط الثلاثة الأولى: فتح ميناء الحديدة لإيران- فتح مطار صنعاء لإيران- دفع السعودية ل “الجزية” بأموال سعودية طائلة.
5- انسحاب السعودية والإمارات
قال الحوثي للمبعوث الأمريكي أنه لن يجلس مجرد الجلوس على طاولة المفاوضات إلا بعد توقف دعم الطيران السعودي لجبهة مارب وبعد أن تنسحب القوات السعودية والإماراتية من كل مناطق اليمن الجنوبية.
6- بدء المفاوضات
بعد أن ترضخ السعودية وتوافق على الإذعان للشروط الحوثية الخمسة، سيوافق الحوثي على جلوس على طاولة المفاوضات للتوصل للحل الشامل.
نحن يمنيون، ونعرف بعضنا جيدا ونعرف أن هذه المفاوضات ستستمر لسنوات حتى يتم تدويخ الشرعية والسعودية وأمريكا وحتى ييأيسوا من التوصل لأي شيئ ويكون الحوثي قد حصل على كل شيئ.
نحن يمنيون، ونعرف أمور بلادنا جيدا ونقول ببرود وبدون انفعال بأنه إذا تحققت شروط الحوثي هذه فإن حكم الحوثي لليمن سيصبح وراثيا وستتغير هوية اليمن وستصبح بلاد اليمن قوة عسكرية ضاربة في ترسانة جمهورية إيران الإسلامية.
نحن يمنيون، وليست مهمتنا أن نبكي من الآن على ما سيحدث للمملكة العربية السعودية فهم أولى بالخوف والبكاء على أنفسهم.
وإن كان من الممكن أن نبدأ كلنا بالبكاء على العروبة، إذا تحققت شروط الحوثيين.
ثالثا: ولي العهد السعودي
لا مجال للشك في أن صاحب القرار الأول في المملكة هو الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي يستطيع أن يتخلص بشخطة قلم من رئاسة وحكومة وفكرة “الشرعية” اليمنية المقيمة عنده في الرياض.
أو هكذا يراه چيك سوليڤان وتيم ليدركنج.
منذ عام ١٩٦٧، كان المقرر الوحيد لشؤون اليمن ومصيرها هو تبادل أدوار بين السعودية وأمريكا.
كل القلاقل الصغيرة والعواصف الكبيرة التي مرت بها اليمن في الخمسين سنة الأخيرة، كانت أيدي السعودية وأمريكا منغمسة فيها بوضوح لا مجال فيه للمجادلة والمناقشة.
أعتقد أن ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان، سيبحث اليوم في “نيوم” مع مستشار الأمن القومي چيك سوليڤان، أهم قرار في سيرته الذاتية وأهم قرار في حياته وأهم قرار في مستقبل بلاده التي سيتولى مُلكها وحكمها.
سيتعرض ولي العهد السعودي لضغوط من مستشار الأمن القومي.
وستكون النتائج الحتمية لهذه الضغوط إذا نجح چيك سوليڤان بتمريرها بغض النظر عن البروباجندا والطنطنة الإعلامية التي تمرر القرارات الرذيلة وتُزينها وتُحليها بالبودرة والحامورة والسكر، هي الآتي:
1- ينتهي انغماس السعودية في شؤون اليمن.
2- تقبل السعودية بأن يتوطد وينتشر انغماس إيران في شؤون اليمن، ليحل محل انغماسها.
3- تقبل السعودية على مضض وجود الحركة الحوثية المعادية على حدودها الجنوبية.
4- تقبل السعودية تواجد فيلق القدس، والمد الشيعي الكاسح، وأفكار تصدير الثورة لجمهورية إيران الإسلامية في كل أنحاء اليمن، مقابل ضمانات أمريكية بحمايتها.
5 – تقبل السعودية بأن يقتصر دورها على أن تكون مجرد دولة متبرعة مثلها مثل غيرها تتبرع بعشرات المليارات للصناديق والمنظمات الدولية التي تسيرها أمريكا.
ونحن نتمنى أن تفشل ضغوط المستشار چيك سوليڤان على الأمير محمد بن سلمان.
من صفحة الكاتب في “فيسبوك”
٢٨ سبتمبر ٢٠٢١