كتب – حاتـم عثمان الشَّعبي
من مناّ ليس له قريب أو صديق يغادر أو يصل إلى أرض الوطن فمنهم من لديه أعماله الخاصة أو للدراسة أو للعلاج ومنهم مغتربين وهناك من يعيشون في أوطانهم الثانية والذين لم ينسوا وطنهم الأم فهم لابد بين سنة وأخرى أو بمناسبة أسرية معينة يأتون من أجل زيارة أهلهم وأحبائهم وأصدقائهم ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة.
ورغم أن الأغلبية من الذين يسافرون هم من الطبقة المتعلمة ومنهم من الذين تعايشوا وتأقلموا بدول تطبق النظام والقانون دون تمييز فأصبح إبن وطني يضرب به المثل بكافة البلدان التي يعيش بها أو تطأ أقدامه أراضيها فهو الأفضل بالنظام واحترام القوانين والإلتزام بالنظافة وحسن المظهر وأسلوب حديثه الراقي وتجده أفضل من أبناء تلك البلدان .
وهذا الذي نلاحظه من خلال سفرنا أو باطلاعنا على بعض المجلات والصحف المختلفة أو بمشاهدتنا للعديد من البرامج عبر الشاشة الفضية والتي تعرض عن المغتربين من أبناء الوطن أو المهاجرين منهم منذ عشرات السنين أو الطلاب الدارسين بالخارج والتي تظهر كيف هي حياتهم ومعيشتهم .
وبما أن مطار عدن الدولي هو قبلة المسافرين من كافة ربوع وطني والتي يغادر ويصل عبره آلاف المسافرين شهرياً فإن هذا المطار برغم ما تعرض له من خراب بسبب الأحداث التي شهدتها مدينة عدن خلال العقد الماضي وبداية هذا العقد إلا أنه وبصمود مسئوليه وموظفيه سواء المنتسبين للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد أو منتسبي الخطوط الجوية اليمنية والذين يعملون في أصعب الظروف التي لاتوجد سوى بهذه المدينة العصية والصامدة والمحبة للجميع وذات القلب الكبير الذي يتسع لكافة أبناء الوطن فرغم درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة بالإضافة لتعطل جهاز التكييف بصالات المطار وعدم إصلاحه لكننا نجد جميع العاملين به يتفانون بخدمة المواطنين ويسهلون إجراءات سفرهم ويعملون بابتسامة مشرقة رغم ما يكتوون به بسبب حالة الطقس إلا أن كل ذلك يهون عليهم من أجل خدمة المواطنين والذي يجرحهم ويؤلم صدورهم هو كلمة سيئة من هذا وكلمة جارحة من ذاك وهم وبكل أدب واحترام للأمانة التي أؤتمنوا بها لايردون على أي أحد رغم القوانين والأنظمة إذا تم تطبيقها سيتم حجز من أخرج هذه الكلمات لكن الوفاء والولاء لخدمة أبناء الوطن يتم تجاهل كل ذلك.
والذي يلفت نظرنا دوماً هو المدراء المناوبين من إدارة المطار فتجدهم يتابعون كل صغيرة وكبيرة ويعالجون المشاكل التي قد يتعرض لها أي راكب ولا ننسى طاقم موظفي الناقل الوطني “طيران اليمنية” الذين يتميزون بسعة صدورهم ووجود قلبين بداخلهم وليس قلب واحد كبقية البشر والذين رغم ما يواجهوه من صعوبات من بعض الركاب الذين لا يسمع صوتهم بمطارات العالم وبمطار عدن لا يتركون كلمه جارحة إلا ونطقوها وبأقوى عبارات التهديد يؤكدونها وأصواتهم يسمعها من هو خارج المطار ويصل صدى صوتهم لساحل أبين ولكن أبناء “الناقل الوطني” يلتزمون بتعليمات إدارتهم المتميزة والتي هي دوماً تنصحهم بعدم الرد على من يسيء لهم سوى بابتسامة راقية والبحث عن معالجة سريعة للمشكلة فالإدارة فن وذوق وهذه أهم النقاط التي تعتمدها إدارة اليمنية عند تعيين موظفيها وخاصة الذين يتعاملون مع بالجمهور .
ورغم كل ما ذكرناه هنا فهناك الجنود المجهولين الذين يرفع لهم القبعة دوماً وأبداً وتجدهم بالأربعة وعشرون ساعة طوال أيام الأسبوع وبأيام الشهر كاملة متواجدون بأنفسهم لتكون هيبة الدولة متواجدة بهم وكم هم متعصبين لصالح المواطن حتى يغادر وهو سعيد بابتسامة تؤكد رضاه عما قدم له بمطار عدن الدولي وكذلك الركاب الواصلين لتستكمل إجراءات وصولهم بكل سلاسة ويُسر كل ذلك يؤكد بأن مطار عدن الدولي لديه إدارة متميزة تعطي المواطنون الأمن والسلامة باستخدام المطار فنحيي هنا مدير الأمن السياسي الدوبحي ومدير أمن المطار كرعون ومدير الأمن القومي الزامكي ومدير الجوازات همشري ولاننسى العمود الفقري والدينمو المحرك للمطار الرجل الأول الأستاذ عبدالرقيب العمري مدير عام مطار عدن الدولي.