سعيد البوري
منذ ان تم الانتهاء من توقيع اتفاقية السويد بشأن الاسرى والموافقة المبدئية على الاطار العام من قبل طرفي المشاورات والذي كان بمثابة الضوء الاخضر للامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومبعوثه الى اليمن مارتين غرافيت للبدء بملف الحديدة ، ونحن نسمع ونقرا وعبر وسائل الاعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة كل طرف يتحدث عن الانتصار الذي حققه على الاخر في المشاورات ويقدم مفهومه المختلف عن الاخر لبنود الاتفاق ويفسرها كما يحلو له ، وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على التخبط والعشوائية في ادارة ملف الحرب وغياب الرؤية الواضحة لكيفية انهاء الحرب والانتقال الى السلام .
وانا هنا لا اتحدث عن الحوثي فهو عبارة عن جماعة مليشياتية حتى وان تخبطت وافتقدت الى الرؤية ، ولكني اتحدث عن الشرعية التي ذهبت الى السويد وهي مسنودة بدعم التحالف دبلماسيا” وإعلاميا” ولوجستيا” وقبل هذا كله انتصارات عسكرية على الارض ، هذه الانتصارات التي لولاها لما اجبر وفد المليشيات على المشاركة في المشاورات ، ولما قبل بالتوقيع على ملف الاسرى ولا على مقترحات الامم المتحدة بشان مدينة الحديدة وموانيها والتي سبق وان رفضتها المليشيات قبل ان تتجرع مرارة الهزيمة على يد المقاومة المشتركة ودعم واسناد التحالف .
لقد مثلت مشاورات السويد طوق نجاة بالنسبة للمليشيات ، وفرملة الوية العمالقة ومقاومة تهامه والمقاومة الوطنية ( قوات طارق صالح ) من حسم المعركة في الحديدة والذي كان قاب قوسين او ادني .
فشل وفد الشرعية من تحقيق اي نجاح في مشاورات السويد يوازي الانتصارات على ارض المعركة كشف عورة الشرعية وحزب الاصلاح ( اخوان اليمن ) الذي كان له نصيب الاسد في وفد الشرعية الى مشاورات جنيف .
هل يدري الرئيس هادي الذي منح الاصلاح ( اخوان اليمن ) أكثر من حجمهم ان عدد غارات طائرات التحالف فاق عدد اعضاء حزب الاصلاح في جبهات القتال ، ومع هذا تجدهم يتحدثون بانهم مخضرمين في السياسة وبارعين في دهاليز الحوار بمثل ما هم ماهرين في فنون القتال وابطال في ميادين المعركة وهذا امره مخزن ومضحك ٠٠ مخزن لانهم يتولون مقاليد السلطة ويتحكمون بمصير شعب ، ومضحك لانهم صحوا بعد خمسة ايام من توقيعهم على اتفاقية السويد ووجهوا رسالة لامين عام الامم المتحدة والى مبعوثه بان الرئيس هادي لايمكن ان يقبل بتواجد اممي ولا بالاطار العام ، ولا بتجاوز القرار الاممي 2216 ، فاذا كنتم كوفد للشرعية ممثلة بالرئيس هادي لم تحملون موقف الرئيس ولم تنسقوا معه قبل ان تسافرون الى السويد واعطاكم تفويض مطلق بما تروه مناسبا” دون قيود وكنتم على تواصل مستمر معه ، وتطلعوه على مايدور اولا” باول فكان الاجدر به ان يقبل بما تم الاتفاق عليه ، واذا كان وجهكم وحدد لكم موجهات وسقف محدد للمشاورات ولم تلتزموا بما اعطي لكم من توجيهات فكان عليه ان يقيلكم .
عدم استثمار وفد الشرعية انتصارات المقاومة المشتركة وقوات التحالف لتحقيق مكاسب سياسية ذكرتني عبارة قرأتها للكاتب العربي الكبير الفقيد محمد حسنين هيكل في كتابه ( كلام في السياسة ) قال فيها ( في حرب العرب مع اسرائيل عام 48 و 67 السلاح خذل السياسة ، وفي 73 السياسة خذلت السلاح ) .
والاخيرة تنطبق تمام على الشرعية كون السياسة خذلت السلاح .
ان ما نسمعه من عويل وتبريرات واتهام المبعوث الاممي بتجاوز المرجعيات ، والتصريحات والمناشدات للامم المتحدة بالزام مليشيات الحوثي بما تم الاتفاق عليه ، وتاكيد قيادات الشرعية من الغفير الى الوزير بان المليشيات لا تلتزم بما تم الاتفاق عليه كل هذا لا يجدي نفعا” .
مصير الحديدة يا هؤلاء لا تقرره خيبتكم في المشاورات ولا ندمكم على ما فات ولا فنادق الرياض ومبارز القات ٠٠ مصير الحديدة تقرره قوة البندقية ٠٠ مصير الحديدة تقرره الوية العمالقة والمقاومة التهامية ، والمقاومة الوطنية ( قوات طارق صالح ) وبدعم ومساندت قوات التحالف .