كتب – حاتـم عثمان الشَّعبي
أصبحنا نعيش بعالم ذو فضاء مفتوح لا يمكننا غلقه أو إيقافه فقد كنا نعيش على القناة التلفزيونية الواحدة ولكن كانت لدينا الإذاعات المختلفة والتي نستمع لها ونحاول نحرك المذياع باتجاه اليمين أو اليسار ونرفع الهوائي حتى يتضح الصوت لأن هذه الإذاعات فعلاً كانت تحتوي على برامج متميزة وهادفة وننتظر بشغف وقت برنامج معين يهمنا وكل منا له منها ما يناسبه من البرامج اليومية والأسبوعية لإذاعة بلد معين وأغلبنا كان يتابع إذاعة لندن وإذاعة الكويت حيث هاتين الإذاعتين لديهما من البرامج الشيقة والممتعه والتي تزيدنا من المعرفة والثقافة والأهم أن لديهما المصداقية بكل ما يتم بثه عبر أثيرهما بالإضافة لإذاعة وطني
وكذلك كنا نتابع الشاشة الفضية الوحيدة التي هي شاشة الحكومة والتي تغذيك بكل ما تريد أن توجهك به سواء بالبرامج الإخبارية أو الثقافية حتى الفنية وكذلك الرياضية والأهم المسلسلات والأفلام التي تعرض بحسب رؤية الحكومة وما تريد أن توصله للشعب من رسائل ولم نتحرر من تسلط الحكومات بالتلفزيون والإذاعة إلا ببداية العقد الأخير من القرن العشرون والذي فتح بابه بقنوات محدودة تحكمت بها حكومات المال والأعمال لتفرض ما تريده من رؤى ليس على شعوبها بل على شعوب العالم ولكنها كانت ذات طابع يبحث عن كسب المشاهدين وليس عن توصيل المعرفة والمعلومة الصحيحة
وفي نهاية العقد الأخير من القرن العشرين ظهرت قنوات متخصصة بتمويل من رجال مال وأعمال أو من حكومات دول ولكل دولة سياسة ونهج معين مع القنوات التي تنشأ على أرضها أما سياسة ونهج القمر المستضيف فهي فقط رسوم الإشتراك مع إلزام القنوات ببعض الشروط بحسب موقعه واتجاهه وبما أننا نعيش بالشرق الأوسط فإن العادات والتقاليد تجد قمر عربسات ونايل سات لا زالوا ملتزمون بها بعض الشيء ولهذا فإننا نتابع ونشاهد كل يوم ظهور قناة تتبع لهذه الدولة ولكن مقرها بدولة أخرى وهكذا لأسباب من أهمها أن توجهها السياسي مخالف لسياسة بلدها وهذا الأمر الذي زرع الإنشقاق بين عدة دول وعند إتفاق الدولتين تنتهي هذه القناة وهكذا…
وبسبب ما يدور بوطني من أحداث نشأت خلاله قوى متصارعة متنوعة الإتجاهات ولها نظريات مختلفة عن بعضها البعض فقد ظهرت أشكال وأنواع من القنوات والتي تحط إستديوهاتها ومقراتها بدول تدعمها وتساندها ومنها على الأرض بوطني ويؤسفني بأن محتوى جميع هذه القنوات لا يصل للمحتوى الذي نراه بقنوات الدول التي نزح وهاجر لها مواطنينا بسبب الظروف التي يمر بها وطني والأكثر ألماً أنك تشاهد هذه القنوات بجودة ودقة صورة ضعيفتين رغم المبالغ التي صرفت وتصرف عليها والمهم لدى إدارات القنوات المختلفة هو توصيل الرسالة كيفما يشاؤون دون الإهتمام بالتفاصيل طالما أن الداعمين قادرين على الصرف مالم فيتم إغلاقها
وفي بداية شهر أكتوبر ظهرت لنا قناة عجيبة غريبة لانعلم ما هي سياستها وأهدافها سوى أن إسمها الذي يوحي بالمواطنين خارج الوطن فتصريحها من أوروبا ومقرها بالشرق الأوسط وتستهدف أبناء وطني وأقيم لها حفل عجيب غريب بأفخم الفنادق ولكن هذا الإحتفال الذي حضره أعلى مستويات الدولة الحاضنة للقناة ما عدى سفير وطني والمصادفة العجيبة أن الإحتفال تواجد به المتخاصمين داخل الوطن وكافة الفرقاء السياسيين الذين لا يتقابلون بأي طاولة للحوار أو للصلح فيما بينهم لحل أزمة الوطن لكن “عندما تفرش الموائد يجتمع الخصوم” لأن هذه نعمة فينسون كل شيء ولكن لأجل الوطن والمواطن فذاكرتهم قوية لأنهم يعصبون عيونهم ويسدون أذونهم ويطلقون ألسنتهم متحدثين عن مبادئهم وقيمهم بأنهم يعملون لأجل الوطن الذي لا يريدونه أن يستقر لأن إستقراره سيفقدهم كراسيهم
وهنا نريد من إخوتنا وأبناء وطني بعمل بحث وتدقيق عن هذه القناة الجديدة… ولماذا أنشأت..؟! ومن ممولها وداعمها ولماذا تم بيع أسهم بإسمها وما السبب لتعيين شخصيات لادخل لها بالإعلام من أعضاء الحفل نفسه والذي بسببهم أثيرت مشكلة كبيرة في الحفل من قبل أحد الفرقاء المقربين من المقرب اللي هو مقرب منه… وأضحك علينا رجال الدولة المضيفة الحاضرين بالحفل…؟ وأحمد الله أن جرس الباب أيقظني من النوم وقطع عني حلمي لحفل قناة إسمها إبن وطني خارج الوطن.