كتب – صالح محمود
ان في هذه الحياة لا يوجد أشياء صعبة أو مستحيلة ، عندما تتوفر العزيمة والإرادة الحقيقية فكل المواقف والأفكار والأعمال الكثيرة التي كتب لها الفشل وعدم النجاح كان أهم اسبابها هو أفتقارها إلى أهم عناصر النجاح فبالعزيمة والإرادة تتولد المكونات.. الصبر والجلد والثبات والاستمرارية والأستدامة .فالجميع يريد النجاح في هذه الحياة .لكن واقعياً قلة هم الذين يكتب لهم النجاح بتوفيق من الله ألا أنهم أصحاب الإرادة والعزيمة الثابتة .فالجميع يمتلك قدرات ذاتية كامنة في دواخلهم .لكن هذه القدرات في حالة الخمول والكمون . فالمواقف والقرارات والأعمال في الحياة اليومية تحتاج إلى عزيمة وإرادة حتى يكون حليفها النجاح وعدم الفشل .
لكن الأدهى من ذلك والمشكلة تكمن في أن كثير من الافراد يريدون التفوق والنجاح بدون أرادة وعزيمة وأصرار على النجاح وهذه الفئة التي تفتقر للعزيمة والإرادة تجدهم يتحدثون عن الفشل ومحبطين لدرجة القاع ، غير مدركين بأن الفشل الذي تسلل الى داخلهم يبدأ من ذات أنفسهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون فأحيانا” تراهم يلقون باللوم لفشلهم في بعض الأمور على الآخرين ويحاولون أن يجدون أي شماعة لتعليق ذلك الفشل عليها أو يندبون ذلك الفشل وينسبونه إلى مسألة الحظ المتعثر أو بأنهم لا يمتلكون الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح في الحياة. وعند التمحيص والتدقيق يكون السبب الحقيقي هو إنعدام الإرادة والعزيمة والصبر والإستمرارية في داخلهم.
وهناك فئة من الناس يعتقدون بأن أصحاب الأبتكارات والإنجازات العظيمة هم ليس من البشر بل هم طفرات تاريخية فإذا نظروا إلى أي شخص متميز بنوع من الذكاء أو نشيط أو مكافح بعمله او مبتكر أو عالم بتخصص معين فتراهم يقللون من شأن أنفسهم لدرجة الحضيض بل ويتهمون أنفسهم بعدم القدرة على مجاراة ومقارعة هؤلاء المتقدمين المتميزين ، وتراهم يتخذون من الإستسلام طريقا ونهجاً حياتياً مستمرا على البقاء في مكانهم دون أن يخطون إلى الأمام خطوة واحدة على أقل تقدير .فالضعف الذي يصيبهم وينتابهم يكمن في طريقة رؤيتهم ومعالجتهم للأمور وتركيزهم على أمور معينة دون الأخذ بعين الإعتبار ما يجيدونه من أمور لا تقل قيمة و أهمية في الحياة .لذلك تعتبر قوة الإرادة هي أفضل طريقة وسبيل لنيل النجاح للكثيرين والانتصار على ضعفهم.
فالإرادة تقف وجها لوجه متحديةً الظروف والواقع والضعف واليأس واقفة شامخة ثابتة كالسنديان وأن تبدو أكثر إصراراً في التحدي والتقدم البناء لان صاحب الإرادة يستطيع ان يصنع شيء من لا شيء ويصنع من أضعف المهارات والقدرات التي لدية قوة جبارة تمكنه من الوصول إلى الهدف والغاية المنشودة نحو تحقيق العمل المثمر الذي يفيد المجتمع .فهو لا يستصغر أي فكرة أو وسيلة قد تساعده في تحقيق هدفه فالإرادة والعزيمة هما الأمل في المستقبل ، والعمل في الحاضر، والتقدير لما كان في الماضي .وما مستكبر النار إلا من مستصغر الشرر .
ان في هذا العالم الكبير يوجد تخصصات ومهارات ومعارف وإبداعات تحتاج منا فقط إلى إرادة قوية لتحويلها الى واقع ملموس بدل أن تكون مجرد أماني وأحلام.. فالإرادة القوية الصادقة هي التي تصنع لنا المعجزات.
ونحن وبعد النضال الطويل ضد الاحتلال القبلي المتخلف نقف مع إجماع شعبنا بتمثيل المجلس الانتقالي ومصرين على تحقيق المعجزات بإرادة صلبة وبكل شكيمة وعزيمة لتحقيق الأهداف المنشودة والتي يطمح لها كل الجنوبيين الوطنيين في بناء دولة الجنوب الفيدرالية ..16اكتوبر 2012م .
*قائم باعمال وكيل قطاع الرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية
العاصمة عدن