كتب : محمد علي محسن
” إبراهيم وزكريا ” نجمان مضيئان في فضاء حالك ضائق بالنور ، ودرب ضاعت ملامحه . كانا سفرين جريئين لم يكتملا في رحاب الكلمة الحُرّة ، كما وكانا إيقونتين بهيتين، في بقعة منسية ، لبست ثوب الحداد واعتادت البندقية ورائحة البارود .
أحببتهما من شغاف قلبي، ولطالما رأيت في وجهيهما وطنًا يعاني ، يكابد ، يقاوم وبضراوة مخاض الولادة .
كانا من أفضل وأنبل وأشجع الصحافيين الشباب ، فلم ينل منهما الخوف ، أو يستسلما لليأس ، أو يداهنا الضيم أسوة بالكثير ممن ينطبق عليهم القول الروسي : “إذا تحدث المال صمت الصدق “.
زكريا وإبراهيم وقفا في وجه العاصفة ، تحديا وبصلابة ضروب القهر والباطل والخنوع ، حملا على كاهليهما النحيلين شقاء وطن وهمّ أهله ، فكانا صوتًا للحق ولسانًا للبسطاء المتعبين الباحثين عن إنصاف وعدل .
أبى طاعون العصر ” كورونا ” إلَّا أن يغدر بروحيهما النقيتين الحالمتين بوطن ينعم بالسلام والخير والرفاهية ، لقد نال منهما الوباء وبلا شفقة – وهذا ديدنه – فلا يمكنه التعايش مع الطُهر والجمال والعافية .
دعواتنا لهما بالرحمة والمغفرة ، وأن يسكنهما الله الفردوس الأعلى ، ويلهم أهلهما وذويهما ورفاقهما ومحبيهما الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .