كريتر نت – متابعات
كثَف التحالف العربي من جهوده لتدمير الزوارق الحوثية المفخخة قبل استخدامها من جانب العناصر المدعومة من إيران لتهديد الملاحة البحرية، وهو ما نتج عنه تدمير خمسة زوارق خلال الـ 24 ساعة الماضية، في مؤشر على اتجاه المليشيات الحوثية نحو البحار لاستهداف السفن البحرية والتجارية.
دمرت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الأحد ، زورقًا مفخخًا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في جزيرة كمران مقابل الصليف، وأعلن أن المليشيا الإرهابية كانت تجهز الزورق استعدادًا لتنفيذ هجوم وشيك، لافتا إلى أنها تواصل انتهاك نصوص اتفاق ستوكهولم ووقف النار في الحديدة، وحذر من أن السلوك العدائي لمليشيا الحوثي الإرهابية، يهدد الملاحة بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
تأتي تلك العملية بعد يوم واحد من استهداف موقع تستخدمه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لتجميع وتفخيخ الزوارق بمعسكر الجبانة الساحلي في الحديدة، إذ أشار التحالف إلى تدمير أربعة زوارق مفخخة بالمعسكر، جهزتها المليشيا الإرهابية، تمهيدًا لإطلاق عمليات عدائية، وشدد على أن جهود التحالف العربي تساهم في حماية خطوط الملاحة والتجارة العالمية بباب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وكان التحالف العربي قد استهدف، في وقت سابق من الشهر الجاري، موقعا لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق في منطقة اللحية بمدينة الحديدة، ما يشي بأن العناصر المدعومة من إيران توظف المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر كمخزن لتصنيع تلك الزوارق واستخدامها في عمليات إرهابية بالبحر الأحمر.
وتستهدف العناصر المدعومة من إيران ضرب أي محاولات إقليمية تذهب باتجاه الضغط عليها للانصياع للسلام، وتدرك بأن تهديدات القوى الإقليمية التي تحدثت أكثر من مرة مؤخرا عن إمكانية توقيع عقوبات جديدة عليها لن تجد لها محلا من التنفيذ على أرض الواقع، في حين أنها توجه رسائل عديدة مفادها أنها لا تخشى بيانات الشجب والإدانة التي أضحت بلا تأثير يذكر.
يرى مراقبون أن تماهي الشرعية الإخوانية مع الانتهاكات المتتالية لاتفاق الحديدة من جانب المليشيات الحوثية جعلها تتمدد في جرائمها لإدراكها بأنها لن تتعرض لضغوط سياسية أو دبلوماسية تدفعها للالتزام بالاتفاق، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول أدوار الشرعية الخفية التي تلعبها لتوصيل الخبراء الأيرانيين إلى الحديدة وتنفيذهم عمليات إطلاق تلك الزوارق.
وحولت مليشيا الحوثي ميناء الحديدة والسواحل الخاضعة لسيطرتها إلى بؤرة انطلاق خطرة للزوارق، وتشير مصادر أمنية إلى أن الخبراء الأيرانيين يقومون بصناعة هذه الزوارق بذات أحجام زوارق الصيادين داخل ورش ومزارع تنتشر شمالي الحديدة، قبل أن تشحنها بالمتفجرات وتطلقها من مواقع تمركز مليشيا الحوثي.
وعمدت المليشيا الحوثية الإرهابية مؤخرًا على تحويل دوريات وزوارق بحرية قدمت ضمن مساعدات دولية لتأمين الموانئ الحيوية، خصوصًا ميناء الحديدة، إلى مراكب شراعية مدججة بالأسلحة المضادة للسفن لرفع وتيرة التهديدات البحرية.
وتمتلك مليشيا الحوثي سجلًا أسود في استهداف خطوط الملاحة الدولية، حيث استهدفت خلال العامين الماضيين، عددًا من السفن النفطية والإنسانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقبالة ميناء المخا، بهجمات نفذتها عبر زوارق بحرية وصواريخ حرارية إيرانية الصنع.
وخلال الأعوام الماضية نجح التحالف العربي في دك عدد من ورش تصنيع الزوارق المفخخة الإيرانية على السواحل اليمنية، كما أحبط بتدخلات محدودة في أوقات زمنية متقطعة مخططات عدائية للحوثيين بواسطة الزوارق، إذ تعد أبرز التعديلات التي أحدثتها مليشيات الحوثي في الأسلحة بدعم إيراني منذ العام 2017 على أسلوب حربها، حيث تخضع القوارب الصغيرة، لعمليات تعديل كبيرة، بهدف الحد من إمكانية رؤيته البصرية على سطح الماء.