كريتر نت – متابعات
يمثّل السطو الإخواني المتواصل على نفط الجنوب، إحدى أبشع الجرائم التي ترتكبها الشرعية الإخوانية وتؤدي إلى تأزيم الوضع المعيشي في الجنوب بشكل كامل.
نهب الشرعية للمشتقات النفطية لا ينفصل عن حرب الخدمات التي تشنها الشرعية، فهذا النهب يستتبعه نقص واضح في المعروض، ومن ثم يجد المواطنون صعوبة جمة في تلبية احتياجاتهم.
ومع الإنقاص المتعمد للمشتقات النفطية، فإنّ موجات من ارتفاع الأسعار تضرب كل السلع بلا استثناء بشكل متفاقم، كما يتعطل العمل في أغلب المستشفيات التي لا تجد إمكانية للتزود بالوقود.
الحديث عن نهب الشرعية لنفط الجنوب يجعل الأنظار تتجه سريعًا صوب شبوة، فالمحافظة الغنية بثروات نفطية كبيرة والتي تُسلَّم مديرياتها حاليًّا لمليشيا الشرعية تشهد حالة من السطو على المشتقات النفطية بها.
جرائم الشرعية المتزامنة، فيما يخص تسليم المواقع والمديريات للمليشيات الحوثية من جانب مع العمل المتواصل على نهب ثروات الجنوب يعكس أنّ الحرب باتت تأخذ أبعادًا كثيرة، فهي من جانب تستهدف إحلال النفوذ الحوثي الإرهابي على أرض الجنوب من جديد، كما أنها تسعى لإذلال الجنوبيين عبر سلسلة من الأزمات المعيشية.
ويرى مراقبون، أنّ الجرائم التي ترتكبها الشرعية في الجنوب، تؤشر إلى أنّ تشهد الفترة المقبلة انفجارًا شعبيًّا في وجه السلطة الإخوانية التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو ويشهر سلاح القمع في وجه المواطنين ويغذّي صنوف الإرهاب الحاد والخبيث بمختلف أشكاله، إن كان أمنيًّا أو معيشيًّا.
وتعكس مستجدات الأوضاع على الأرض، كيفية تعاطي الشرعية مع الحرب، فهي من منظورها مجرد تجارة تدر عليها الكثير من الأرباح، إنّ كان ذلك باستعطاف المجتمع الدولي لاستقطاب أكبر قدر ممكن من المساعدات ومن ثم نهبها، أو السطو على موارد الجنوب وتهريبها وتحويل عوائدها إلى خزائن القيادات الإخوانية المتحكمة في مفاصل صنع القرار في معسكر الشرعية.
وإلى جانب تهريب كميات ضخمة من النفط الجنوبي إلىم مناطق سيطرة الحوثيين، فإنّ الشرعية الإخوانية تعمل في الوقت نفسه على إخفاء عوائد عمليات البيع الأخرى، وقد حدث ذلك قبل ساعات عندما عملت على ضخ نحو 950 ألف برميل نفط إلى الناقلة النفطية العملاقة (SEASCOUT)، الراسية منذ قرابة أسبوع بميناء النشيمة في مديرية رضوم.
استقبل الميناء الناقلة النفطية التي تحمل علم مالطا – قادمة من كوريا الجنوبية لتحميل الشحنة النفطية، في وقت ارتفعت فيه أسعار النفط عالميًا إلى أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات، لتسجيل أكثر من 84 دولارًا لبرميل النفط الخام.
وبدلا من أن تورّد هذه العوائد الضخمة لتنعكس على تحسين المواطنين في محافظة شبوة، فإن الشرعية واصلت جريمتها المعتادة فيما يخص نهب عوائد بيع النفط وتحويلها إلى خزائن نافذين في مؤسسة الرئاسة على وجه التحديد.
تثير مثل هذه الجرائم الإخوانية البشعة، حالة من الغضب في أواسط المجتمع الجنوبي، وتحديدًا في شبوة، التي يعتصم الآلاف من أبنائها في عدة مناطق تنديدًا بالتآمر الإخواني المتمثل في تسليم مديريات بيحان والعين وعسيلان للحوثيين، إلى جانب التعبير عن الغضب من سوء الأوضاع المعيشية.