كريتر نت – كتب / محمد غانم
قبل عقود من الزمن لم يكن أحد يعرف أن اليمن تحتضن ماضيها الجوراسي، لدرجة أن السكان المحليون في ريف (أرحب و همدان وجهران و الشعيب )اعتادوا طيلة عقود على رؤية آثار من الأقدام المتحجرة على صخور وفي كهوف جبال منطقتهم على عظام كبيرة متحجرة او كهوف الوديان على ديناصورات محنطة صغيرة الحجم كما في منطقة الشعيب في الضالع او في افق في جهران محافظة ذمار وكانوا يعتقدون أنها صنعت من الجمال العملاقة التي عاشت في الزمن القديم.
ودللت الاكتشافات الاثرية التي قام بها أكاديميين يمنيين من قسم الجيولوجيا بجامعة صنعاء، بمشاركة الدكتورة “أني شولب” من متحف التاريخ الطبيعي في هولندا، والدكتورة “نانسي ستفنس” من جامعة “أوهايو” الأميركية انه أقدم أكتشاف تاريخي يعود الى ماقبل 150 مليون لاثار قيل انها لأقدام طيور عملاقه وقيل لديناصورات وهذه الاثار في منطقة “مدر” بمديرية “أرحپ” 47 كم شمال العاصمة صنعاء.
و تعتبر اليمن هي اول دولة في شبة الجزيرة العربية تم اكتشاف اثار و حقول للديناصورات فيها.
وهناك انواع من الديناصورات التي تم رصدها في اليمن منها المعروف باسم “سوروبود” وهو أكبر الحيوانات البرية في تاريخ الارض وتمشي على اربع أرجل بدينة وتعيش على النباتات.
وقالت العالمة آن شولب المتخصصة في دراسة العصور القديمة بجامعة ماستراخت الهولندية في دراستها “أفضل ما في الامر اننا انتهينا اخيرا من ملء مساحة بيضاء صغيرة في خريطة الديناصورات.
ومضت قائلة “حتى عشرة أعوام لم يعثر حتى على عظام بالجزيرة العربية وفي النهاية لدينا اثار للديناصورات في اليمن .”وأوضحت الباحثة في مكالمة هاتفية “ان اثار الاقدام التي تعود لقرابة 150 مليون عام اظهرت الديناصورات تهرول بنفس السرعة على امتداد وادي بحثا عن الطعام على الارجح.”وجابت هذه المخلوقات الارض منذ قرابة 228 مليون عام وحتى 65 مليون عام مضت.
ولم يكتشف العلماء في الجزيرة العربية حتى الآن سوى حفريات قليلة لديناصورات وبقايا يحتمل ان تكون لديناصورات طويلة العنق كانت تعيش في اليمن.
واكتشف العلماء في باديء الامر أدلة على وجود ديناصورات من نوع “اورنيثوبود” -ديناصورات عشبية تمشي على قدمين- ثم اكتشفوا بعد ذلك اثار ديناصورات سوروبود على مقربة.
وقاست شولب وزميلها محمد الوثابي بجامعة صنعاء اليمنية شكل وزوايا الاصابع المختلفة بواحدة من اثار الاقدام لمعرفة هل كانت الديناصورات بالفعل من نوع اورنيثوبود.
واستعان العالمان بعد ذلك بالشكل والحجم والفارق مع الاثار الاخرى للاقدام لتحديد حجم الجسم وسرعة الخطى وغيرها من السمات المميزة لقطيع السوروبود.
#أرحب حقل بيئي للديناصورات في اليمن#
الى الشمال من العاصمه صنعاء-حوالي 40كم- تقع مديرية أرحب ، تمتد على مساحة جغرافيه تقدر 1274.6كم مربع أرحب ذات بيئة جغرافيه جبليه ، وتبدو متفاوته من حيث درجة وعورتها اذ لايمكن الاحساس بهذه الوعورة الا من خلال تضاريسها الصخريه المتشعبه التي تبدو كما لو كانت خالية من الحياةصخورها صلبة ومحترقه في بعض الاماكن وزاهيه ونادره في اماكن اخرى ملامح بارزة لما كان يعرف ببحيرات كبيره ومجاري مائيه عتيقه ، أحواض رسوبيه أسماك متحجره وبقايا اثار اقدام لديناصورات في مسارات منتظمه ومتعددة الاتجاهات انها حقائق لتاريخ إحيائي عظيم ومتوحش وجميل في نفس الوقت انه عالم من المستحاثات النادره والاحافير التي لم تكتشف بحجمها الكامل والتي ظلت مطمورة في غياهيب الزمن لملايين السنين .
البداية كانت قبل حوالي 66مليون سنه في التقدير الجيولوجي حيث عاشت مخلوقات هائله تسمى الديناصورات واستوطنت هذه الحيوانات الارض لفترة زمنيه كبيره قبل ان يحدث مايسمى بالانقراض العظيم لهذه المخلوقات العظيمه وفي العصر الجوارسي –كما تشير الدراسه- عاشت الديناصورات في منطقة أرحب واستوطنتها قبل حوالي 145مليون سنه بالرجوع الى عمود الازمنه الجيولوجيه للارض (اللجنه العالميه للستراتوقرافي).
تذهب الدراسه الى ان انواع مختلفه من الديناصورات قد عاشت في هذا المكان بعضها منتميه لفصيله الـــ theropods ، ،وبعضها اكلات النبات وتنتمي لفصيله الــ sauropods ، وهناك ماينتمي لفصيلة الاورنيثوبوديات . بعضها ثنائي القدم diplopoda وبعضها ثلاثي الاصابع tridactyl ومنها ما هو رباعي الاطراف، وهناك انواع مثل الاورنيثوبوديات ornithopods والساوروبوديات وهي من فصائل ديناصورات ضخمه تزن عدة اطنان وقد تصل الى اثني عشر طنا.
تدل الشواهد الاثريه للمستحاثات والمتحجرات البيولوجيه ان المنطقه كانت عبارة عن محيط بيئي واسع متعدد البيئات فالمنخفضات فيها قد شكلت احواض مائيه كبيره على مدى حقبة جيولوجيه واغلب الظن-كما جاءت نdaynasoorSanaaتائج المسوحات – ان بحرا قد غطى المكان ردحا من الزمن الجيولوجي القديم ، المواقع على اختلاف تكوينها تتمتع بطبقات طينيه حمراء عازله تختفي تحت كتل هائله من الصخور وقد تركت لنا معالم بيولوجيه واضحه على صعيد هذا الاكتشاف العلمي النادر .
تتبع الباحث ومعه فريقه مسارات تلك الديناصو
رات على طول منطقة الدراسة وكانت الخلاصه بروز اقدام واضحه للديناصورات بعد ان تركت اثارها على مسطحات من صخورالحجر الجيري وتلك الاثار قد أظهرت– كما اخبرنا به الباحث – وجود مسارات لديناصورات نباتيه من فصيله الــــ ornithopods في اغلب المواقع .
تكشف الدراسه ان هذا المحيط البيئي لم يكن نقطة العبور لتلك الديناصورات ، بل كانت المنطقة بيئة ملائمة للديناصورات وعاشت لفترات من الزمن مستفيدة من ايقاع التنوع الحيوي والغذاء والمياه بالاضافه الى التنوع المناخي الذي حقق التوازن في هذه العناصر الحيويه .
لعل من اهم وابرز المواقع المكتشفه والتي ظهرت فيها علامات بارزه لهذه الكائنات العملاقه ، موقع صرواح ، الاضايق ، الزيول ، بيت شعفل ، بيت صيفان ، بيت الوشر ، حبار ، الجنادبه وهي مواقع متناثره .
1- يعد موقع صرواح من اهم المواقع الاثريه ويقع على احداثيات 15 46 030 شمالا و 44 13 557شرقا ، وفيه تكمن بقايا اثار لديناصورات بشكل كبير ناهيك عن كونه موقعا لحضارة قديمه لم تسجل تفاصيلها حتى الان رغم تلك البقايا التي تركها الانسان هناك . وقد أشار الباحث في كتابة أن هذا هو اول موقع يتم اعلان اكتشافة من قبل العالم آن شلوب وأخرون.
2- اما موقع الاضايق والزيول فكلاهما متقاربان من حيث نطاقهما الجغرافي ويقعان على احداثيات 15 43 981 شمالا و 44 13 375 شرقا ، وقد اظهرت الدراسه وجود فقرات ذيلية متحجرة وأسماك البيكنودونت الجوارسيه المتحجره .
3- وفي موقع بيت شعفل الذي يقع ضمن احداثيات 15 49 847شمالا و44 15 877شرقا يمكن ادراك حجم البحيره التي ارتادتها الديناصورات بكثافه نظرا لتعدد مسارات اقدامها وتداخلها ولطول المسارات هناك ، وقد عثر على أول مسار لديناصور يافع بعد الفقس, مما يوحي ان المكان كان بيئة ملائمة للتكاثر ووضع البيوض .
ثمة عظام متحجرة لحيوان يعتقد انه حمار وحشي ، فقد عثر على هيكل كامل في موقع الجنادبة ، وعظام متحجره لكائنات غير معروفه حتى الان ، مما يدلل حسب المؤشرات العلميه ان هذه البيئات كانت سائده في عصر الاوليقوسين ( 28-31مليون سنه ) .
هذه البيئات القديمه جديرة بان تكتشف بشكل حقيقي ، فهي تلخص ازمنة جيولوجيه قديمه لشبه الجزيرة العربيه ، وربما يقودنا ذلك الى اكتشاف ماهو اعظم من عوالم احيائيه قديمه في بيئات لطالما شكلت النواة الاولى للارdaynasoorinsanaaض . وذكر الباحث ان هذا الاكتشاف سوف يدلنا على حجم التغيرات البيئية والمناخية التي شهدتها منطقة جنوب شبة الجزيرة العربية في تلك العصور القديمة, والتي حولت منطقة الاكتشاف من بيئة نهرية وبحيرات وبراري الى بيئة جافة وقاحلة تصعب فيها الحياة.
اكتشافات لكائنات مائيه :-
لقد تغير شكل الارض منذ ملايين السنين ، اذ ان الظروف والتغيرات البيئية والجغرافيه والتقلبات المناخية قد جعلت الحياة على الارض تاخذ اشكالا مختلفه خلال الحقب والعصور الجيولوجيه ، وهو ما يذهب الى التفسير ان شبة الجزيرة كانت عبارة عن بحر متلاطم ، فالشواهد التي خرجت به هذه الدراسة تؤكد ان المكان قد شهد تغيرات بيئية كثيره كانت الامتدادات النهريه والبحريه بارزه وواضحه ، هناك هياكل لأسماك عظميه متحجره تعرف بأسماك النايتياknightia sp قد تم ملاحظتها في احد المواقع والتي عثر على عينات مثلها في الولايات المتحده، وتعرف باسم ( القرين ريفر بيزمنت green river basement ) وهي أسماك انقرضت قبل حوالي 55مليون سنه ولم يعد لها وجود في الارض .
وظهرت اثارا لحراشف وزعانف لأسماك عظميه كبيره احتفظت اجسامها كاملة بما فيها القشور في طبقة من رواسب الطفل، وعلاوة على ذلك عثر الفريق على قشور واشعه زعنفيه وبعض الاجزاء العظميه لسمكه ضخمه من طائفة oestichthys متحجره في صخور الحجر الجيري ، وتقول فرضيات الدراسة انها انقرضت بفعل قلة الاوكسجين الذائب في مياة المنطقة الذي نقص بفعل اختزالة من البيئة النهرية بسبب ارتفاع حرارة الغلاف الجوي وهذا يعتبر مؤشر بيئي لاحتباس حراري ومؤشرا لتغيرات مناخيه صحبه الكثير من موجات الاعاصير ثم الجفاف .
#ديناصور أفق في جهران محافظة ذمار#
اكتشف أهالي “أفق” بمحافظة ذمار اليمنية ديناصوراً بحجم القط عثر عليه في قطعة من الصخر عندما كانوا ينقبون عن العقيق ويعود عمر الديناصور إلى ما قبل 145 مليون سنة ويعود عمر الديناصور إلى ما قبل 145 مليون سنة، ويحتفظ الديناصور بجسده الذي يكسو جلده وبعض الشعر في رقبته.
أن طول الديناصور يبلغ 40 سم وارتفاعه لا يتجاوز 30 سم وتبعد منطقة “أفق” الواقعة ضمن مديرية جهران 15 كم شمال غرب مركز محافظة ذمار ويعتبر أول اكتشاف في شبه الجزيرة العربية والتي تبين جثة ديناصور من العصر الجيري والعصر الطباشيري ولم يتسنى بعد تحديد نوع الديناصور المكتشف هل ينتمي إلى آكلات اللحوم أو النباتات.
ويحكي الأهالي عن وجود عدد من الجماجم والهياكل لديناصورات بأحجام كبيرة ومختلفة في هذه المنطقة وبشكل متفرق وأبدى المواطنون تحفظا شديدا في تحديد أماكن تواجد هذه الديناصورات خوفا من نهبها أو العبث بها.
#ديناصور الشعيب في الضالع#
فقد عَثَرَ عليها من قبل مواطن من سُكّان أهالي مديرية الشُعَيْب بمحافظة الضالع، على ديناصور صغير محنط، وبحسب الصور التي ارسلها لي أحد الأخوة فإن الديناصور الذي تم العثور عليه كان يوجد داخل قبو في أحدى الكهوف الجبلية المغلقة على مرتفاعات سائلة وادي بَنَا في بلاد الشُعَيْب.
ويبدأ أن هذا الحيوان محنطًا وما زال على هيئته دون أن يتحلل أو تتناثر أجزاؤه.
والغريب في الأمر أن هذا الديناصور الصغير ما يزال أجزاء كبيرة من جلده باقية وتظهر بوضوح.
كما أن انسجة هذا الديناصور الصغير ما زالت بحالة جيدة ويتضمن ذلك أجزاء كبيرة من الجلد مع بقايا واضحة من قشور جلده التي لا زالت متماسكة وبحالة جيدة ويعود هذا الاكتشاف الي 2018م.
# كهف المعمر في همدان#
المعمر هي إحدى قرى عزلة وادعة بمديرية همدان التابعة لمحافظة صنعاء، بلغ تعداد سكانها 2535 نسمة حسب تعداد اليمن لعام 2004.
يمثل كهف (الحظيرة) المكتشف في الثاني من أغسطس عام 2004م بمنطقة المعمر همدان حوالي (30 كم جنوب غرب العاصمة صنعاء) واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية التي تكشف أسرار وخفايا كثيرة شهدتها اليمن في حقبة ما قبل العصر الرباعي والحجري الوسيط ..
ف ” يمتد عشرات الامتار وارتفاعه في حدود المترين ولكنه يضيق في الاطراف، وفيه ترسبات للطوالع والهوابط بفعل قطرات المياه المتساقطة و تم العثور على بقايا عظمية لحيوانات غير مفترسة كانت تعيش على النباتات وأكبرها حجما يرجح انه كان وحيد القرن ويقال الي ديناصور كبير من الملاحظات الاولى للهيكل العظمي الباقي الذي أتلف خلال الدخول الاولي الى الكهف من قبل بعض المواطنين .
وقد عثرت البعثة العلمية داخل الكهف على قرن الخرتيت متحجر كما وجدت في بيت أحد المواطنين مجموعة من العظام التي أخذت من الكهف، وفيها بقايا الجمجمة والفك ‡لاسفل والاسنان والفقرات ما يدل – غالبا- أن حيوان الكركدان ( الخرتيت أو وحيد القرن) عاش في اليمن في العصور الحجرية الوسيطة .
أن وحيد القرن ظل حيا في خيال أهل اليمن الى اليوم، حيث يتباهى اليمنيون بمقابض أو رؤوس ( الجنابي) المصنوعة من قرن هذا الحيوان، والتي تعد الاغلى ثمنا والاكثر وجاهة و التي لا زالت تستخدم حتى اليوم .. ويتم استيراد قرون الخرتيت حاليا من افريقيا، لانقراض هذا الحيوان منذ الاف السنين في اليمن.
ارسال كلب لاكتشاف الكهف#
ورغم ما يبذله أهالي المنطقة من جهد لحماية الموقع ، إلا أن دخولهم العشوائي الاول للكهف بحسب المهتمين قد ترك أثره السلبي الذي يمكن أن يعرقل سير الدراسات والابحاث العلمية وسرعة التوصل للنتائج حولها ..
وبحسب عدد من اهالي المنطقة فقد تم الدخول الى الكهف بالصدفة عندما كانوا يقومون باستصلاح الارض بالقرب من الكهف، فقاموا بازالة الصخور فوجدوا انها ليست كتلة صخرية ولكنها احجار تسد فتحة كبيرة – كانت هي مدخل الكهف – فازالوها ودخلوا الى الكهف، ليجدوا عظاما بعضها متناثرة والبعض الاخر مترابطة ومتكلسه، وعلى مسافات متباعدة.
ويضيف الاهالي ان مدخل الكهف كان مليا بالعظام، بينما الكهف اشبه بالمغارة يتسع ويضيق لدرجة لايستطيع الانسان عبوره والتعرف على نهايته .ويتفرع عبر اتجاهات مختلفة .. فقاموا بادخال كلب الى الكهف ليتفاجئوا بخروجه ولكن من مكان اخر بعيد جدا – ربما يمر من تحت القرية – باتجاه شمال غرب القرية .
وتضمنت الهياكل التى تم التعرف عليها على جمجمة ، وسيقان، وفك، وقرون طويلة اشبه بالانياب يصل عددها ما بين (8-10) وضروس يصل طولها مابين (8-10 سم) يكسوها لون مائل للاخضرار وتوليفة من فقرات عظمية طويله.
براكين خامدة شكلت الكهف#
تنتاجات التى توصلت اليها البعثه العلمية الثانية أن الكهف عبارة عن تكهفات (فجوات) ضمن صخور البازلت الفقاعي من العصر الرباعي تقريبا .. واجمع الخبراء الاستراتيجيون اليمنيون والالمان من أعضاء الفريق العلمي الثاني بأن هذه التكهفات حدثت بفعل انسياب الصهير البركان الصاعد من الماجما وتصلبت حول كتل مفككه من الرواسب السابق تجمعها نتيجة التهوية والتعرية لاسطح وكتل الصخور المتواجدة قبل انسياب صهير الماجما، وحدث لها انجراف بفعل تدفق مياه السيول الداخلة عبر الفتحات النافذه الى السطح وجريانها عبر القنوات او المجاري التحت سطحية وخروجها من الفوهات التي تمثل فتحات الكهوف . اضافة الى التجاويف التى تخلفها قنوات جريان الصهير البركاني نفسه، اما محتويات الكهف فقد أكد الخبراء انها بحاجة الى تحديد اعمارها بتحليل النظائر ISO-TOPS)).
ورغم تضارب الاحتمالات التى أوردها تقرير الخبراء الاولى مع الاستنتاجات السابقة لفريق الهيئة العامة للآثار حول ماهية الحيوانات التى تشير اليها الهياكل العظمية وترجيحها بان تكون لحيوانات ثديية مفترسة كانت تتخذ من تلك الكهوف مأو للاختباء واكل الفرائس من الحيوانات أو أن تكون العظام لنفس الحيوانات التى كانت تتخذ تلك الكهوف سكنا لها فحدث لها انحباس جراء انسداد فتحات تلك الحيوانات.
الدكتور/ جرهارد لودكا الخبير الالماني في مشروع التخريط الاستراتيجي و أحد اعضاء البعثة العلمية الثانية رجح الاحتمال بأن الهياكل لحيوان الكركدان .. وقال “لا استطيع الافتاء فيما يتصل بعمر هذه العظام التى – أعتبر رؤيتي لها في منزل احد المواطنين جيدا- لانه يمكن التوصل الى ذلك عبر التحليل بكربون (14) المعروف لدى خبراء الاثار القديمة.
واستنادا الى الخريطة التي التقطت عبر الاقمار الصناعية للمنطقة، اوضح / لودكا / أن البركانيات الموجودة في اليمن من اواخر المراحل البركانية، والبيئة المحيطة بالكهف بركانية عمرها حوالي عشرة ملايين سنة عندما بدأت نشاطها ، وقد تكون استمرت بضع ملايين من السنين لكنها في النهاية توقفت .
ويرى الخبير الألماني أن بيئة كهذه موجودة بكثرة في اليمن واحتمال أن يتم العثور على عظام لمثل هذه الحيوانات في اماكن اخرى لو تم البحث عنها كبير.
ويكتسب الاكتشاف اهمية كبيرة في من حيث كونه يشير الى جغرافية المنطقة القديمة .. ويقول أن العظام المكتشفة للحيوانات تشير الى ان المنطقة كانت مليئة بالغابات والبحيرات، و بزوال شروط المعيشة في فترات الجفاف وانعدام العشب الكثيف والبحيرات انقرض وحيد القرن.
وأن اليمن والجزيرة العربية بشكل عام انها كانت في فترة من الفترات مليئة بالانهار والجداول حتى ان بعض الرسوبيات الموجودة من قبل حوالي اربعين مليون سنه هي عبارة عن رسوبيات تسمى ” مجموعة الطويلة “، وهي ترسبات كبيرة جدا شكلت انهار يصل سمكها الى 600 متر في بعض مناطق اليمن ساهمت في وجود المساحات الحضراء الواسعة وبالتالي وجدت هذه الحيوانات.
وفي نهاية المطاف يترك الخبراء للتحاليل مسألة الفصل في تحديد اعمار الهياكل العظمية المكتشفة ..لكنهم يجمعون على أن أخذ العظام وازاحتها من مواقعها قد افقدها دقة المعلومة العلمية ، وزاد مسار الاستنتاج الحقيقي تعقيدا لما حدث وتم معاينته.
الخلاصة#
إن اكتشافاً كهذا يعد مهماً في السجل العلمي اليمني والعربي ويمكن أن يؤسس لمتحف بيولوجي طبيعي مفتوح، ويوفر فرصة للباحثين والأكاديميين من كل البلدان العربية تتيح قراءة مفتوحة لعالم المتحجرات والأحافير لكن الاكتشاف ما زال في طوره الأول، كمن أزاح الستار عن عالم مجهول. لقد أماط اللثام عن «حضارة الديناصورات» في تلك الحقبة الصاخبة والمظلمة من الزمن الجيولوجي السحيق في اليمن.