كريتر نت – فرانس24
جُرح ما لا يقل عن عشرة جنود مصريين من قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) الاثنين في هجوم نفذه الحرس الجمهوري في بانغي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة. من جانبه ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ”الهجمات” التي تستهدف قوات حفظ السلام مشددا على أنها قد تصنف “جرائم حرب” بموجب القانون الدولي.
وأصيب عشرة جنود مصريين من قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) بجروح الاثنين برصاص الحرس الجمهوري في بانغي، كما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء منددة “بهجوم متعمد يفوق الوصف”.
وتضمن بيان للأمم المتحدة أن “عناصر وحدة الشرطة المصرية” كانوا في حافلة “وتعرضوا لإطلاق نار كثيف من الحرس الجمهوري بدون سابق إنذار ولا حصول أي رد، في حين كانوا غير مسلحين”. وإصابة اثنين منهم بالغة.
ويذكر أن جمهورية أفريقيا الوسطى التي تصنفها الأمم المتحدة ثاني أقل دول العالم تطورا، غرقت في حرب أهلية دامية بعد انقلاب في العام 2013. يتواصل هذا النزاع لكن حدته تراجعت بشكل كبير منذ ثلاث سنوات مع أن أجزاء كاملة من أراضي البلاد لا تزال خارجة عن سيطرة السلطة المركزية.
وقوة حفظ السلام في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) التي تنتهي ولايتها في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، تضم حوالي 12 ألف جندي وتُعد العملية الأممية الأكثر تكلفة بميزانية سنوية تتجاوز المليار دولار.
وتابعت البعثة الأممية، عند مغادرتها منطقة إطلاق النار على بعد حوالى 120 مترا من المقر الرئاسي صدمت الحافلة “امرأة ما أدى إلى مقتلها” وقدمت التعازي للعائلة خلال لقاء مطلع بعد الظهر.
حافلة معروفة
ويأتي الهجوم إذ كان عناصر وحدة الشرطة هؤلاء قد وصلوا قبل الظهر إلى مطار بانغي في إطار التبديل الدوري لانتشار القوات الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى. وكانوا متوجهين إلى قاعدتهم في حافلة تحمل شعار الأمم المتحدة بوضوح على ما قال الناطق باسم البعثة فلاديمير مونتيرو.
ولم ترد سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى ظهر الثلاثاء على طلب وكالة الأنباء الفرنسية بالتعليق.
وفي هذا السياق وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ”الهجمات” التي تستهدف قوات حفظ السلام والتي تنخرط فيها “قوات الدفاع والأمن المنتشرة من قبل الجانبين” والتي تستمر على “مستوى غير مقبول”.
وشددت المنظمة على أن هذه الهجمات على موظفيها قد تشكل “جرائم حرب” بموجب القانون الدولي. كما شجبت الأمم المتحدة “استمرار حملات التضليل” التي تستهدف مينوسكا.
وأكد غوتيريس “أن أفعالا كهذه تقوض تنفيذ المهمة، وتعرض حياة جنود قوة حفظ السلام للخطر وتتعارض مع تعهدات الرئيس فوستان-أرشانج تواديرا والحكومة”، داعيا سلطات فريقيا الوسطى إلى “اتخاذ تدابير ملموسة” لوضع حد لها.
“انتهاكات خطيرة”
كما لفت إلى “الانتهاكات الخطيرة” مثل “إعاقة حرية حركة دوريات مينوسكا، واعتقال أو توقيف أفرادها” و “التهديدات” و”محاولات تفتيش المركبات وأماكن إقامة موظفي الأمم المتحدة”.
أحصت الأمم المتحدة سبع هجمات عدائية استهدفت أعضاء في مينوسكا و18 عملية مضايقة على الطرق من قبل قوات الأمن الوطني بين الأول من حزيران/يونيو والأول من تشرين الأول/أكتوبر.
في 15 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى “وقفا لإطلاق النار من جانب واحد” استعدادا لتنظيم حوار وطني، و رحب غوتيريس بالقرار معتبرا أنه “خطوة حاسمة” نحو تحقيق السلام.
وشنت جماعات مسلحة مجتمعة ضمن “تحالف الوطنيين من أجل التغيير”، هجوما واسعا في كانون الأول/ديسمبر 2020 لمنع انتخاب الرئيس تواديرا لولاية جديدة.
وطلبت حينها أفريقيا الوسطى الدعم من موسكو وكيغالي اللتين استجابتا بإرسال مئات من القوات شبه العسكرية الروسية والجنود الروانديين.
واستعاد جيش أفريقيا الوسطى بفضل دعم الروس والروانديين كافة المدن الرئيسية التي احتلها المتمردون الذين تراجعوا إلى الغابات والأدغال. لكن هؤلاء صعدوا هجماتهم في الأسابيع الأخيرة على مدن بعيدة عن العاصمة بانغي.