كريتر نت – متابعات
حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق، ديفيد شينكر، من نجاح إيران عبر ذراعها الحوثي في اليمن بالسيطرة على محافظة مأرب معتبراً ذلك بالنسبة للرياض واليمنيين والعالم “أسوأ سيناريو”.
وقال شينكر، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مقال بمجلة فورين بوليسي، إنه حتى لو انتهت الحرب، سيظل الوضع الإنساني حرجًا، حيث لا يزال ثلثا سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونا يواجهون المجاعة ويعتمدون على برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للحصول على قوتهم اليومي.
وأضاف شينكر: “في الوقت نفسه، سيسيطر وكلاء إيران على دولة عربية أخرى، وستظل السعودية ودول الخليج عرضة لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار من جارتها الجنوبية.
وأشار شينكر في مقاله إلى أن اليمن سيصبح مشكلة أخرى للإدارة الأمريكية، حيث ستواجه واشنطن تحدي دولة فاشلة بقيادة منظمة إسلامية متشددة، على غرار أفغانستان.
وتابع شينكر: “أنه إذا خسر التحالف السعودي مدينة الحديدة اليمنية وبقية ساحل البحر الأحمر، يمكن للحوثيين أيضًا تعطيل أكثر من 6 ملايين من براميل النفط والمنتجات البترولية يوميا، التي تمر عبر أحد الممرات الرئيسية في العالم، وهو مضيق باب المندب. بالإضافة إلى ذلك، رفض الحوثيون السماح بإصلاح أو التخلص من ناقلة النفط اليمنية القديمة ذات الهيكل الواحد، والتي كانت راسية كمخزن نفط عائم على بعد خمسة أميال من الساحل، وهي كارثة تهدد البيئة.
وأوضح شينكر أنه إذا غرقت السفينة البالغة من العمر 45 عامًا، فقد يتسرب مليون برميل من النفط إلى البحر الأحمر، مما يقيد الوصول إلى الموانئ، ويؤثر على محطات تحلية المياه وإمدادات المياه العذبة لما يصل إلى 10 ملايين شخص، ويهدد الصيد في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال شينكر: “بعد النهاية المحتملة للحرب، سيكون من واجب الولايات المتحدة احتواء الأذى الإيراني في اليمن، والحفاظ على سلامة الشحن في البحر الأحمر، وتقويض طموحات الحوثيين الإقليمية في السعودية”.
وأضاف شينكر: “تحسبا لهذا السيناريو، طالب شينكر واشنطن بضرورة تعزيز المنظومة الدفاعية للسعودية، وتجديد ترسانتها بما في ذلك بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ والصواريخ المضادة للطائرات المستخدمة لاستهداف الطائرات بدون طيار القادمة، بالإضافة إلى إعادة تصنيف الحوثيين “كجماعة إرهابية”.
وطالب شينكر “واشطن بإنشاء آلية أمنية متعددة الأطراف في البحر الأحمر لاعتراض شحنات الأسلحة غير المشروعة، ووقف عمليات الاتجار بالبشر وغيرها، ومنع مضايقات الشحن، بما في ذلك زرع الألغام، في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر”.
وقال شينكر: “ربما الأهم من ذلك، لمنع إيران من استكمال مشروعها بالكامل لإعادة إنشاء كيان شبيه بحزب الله على الجبهة الجنوبية للمملكة العربية السعودية بمجرد سيطرة الحوثيين، ستحتاج إدارة بايدن إلى إعادة تنشيط حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2015 على اليمن، بالإضافة إلى إنفاذ الحظر المفروض على الحركة الجوية لمنع تهريب المعدات العسكرية الإيرانية المتقدمة”.