كريتر نت – نيوزيمن
أعادت الحادثة الإرهابية التي تعرض لها الصحفي محمود العتمي وزوجته رشا الحرازي، عصر الثلاثاء، في العاصمة عدن، التذكير بفداحة الثمن الذي يدفعه الصحفيون في ظل ظروف الحرب في اليمن والتحريض ضدهم من قبل أطراف الصراع وعلى رأسها جماعة الحوثي.
فقد محمود زوجته الإعلامية رشا وجنينهما في انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته، أثناء توجه إلى أحد المشافي، حيث كان من المقرر إجراء عملية ولادة قيصرية للجنين في ذات اليوم، في قصة مأساوية هزت الرأي العام في اليمن.
لم يمض وقت طويل على الحادثة، حتى كشف عدد من النشطاء والصحفيين المقربين من محمود عن صور لمراسلات خاصة معه، أبلغهم فيها بأن جماعة الحوثي اعتقلت عدداً من أقاربه ومعارفه في مدينة الحديدة للحصول على معلومات حول مكان تواجده في عدن التي فر إليها من بطش الجماعة التي اعتقلته بداية الحرب في مدينة الحديدة.
الكشف عن هذه المحادثات أجج مشاعر الغضب لدى اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ضد جماعة الحوثي التي تمتلك سجلاً حافلاً من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين في اليمن الذين وصفهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب له مع بداية الحرب بأنهم أخطر من المقاتلين على الأرض.
تحريض زعيم الجماعة تحول إلى عمل ممنهج ومنظم لملاحقة ومطاردة الصحفيين في مناطق سيطرة الجماعة والتركيز على استهدافهم أثناء المعارك وصولا إلى تصفيتهم في المناطق المحررة، كما حصل مع محمود وزوجته.
وبلغ الأمر بأن تعلن منظمة دولية وهي “مرسلون بلا حدود” في منتصف عام 2019م، مليشيات الحوثي بأنها ثاني أكبر منتهك ومحتجز للصحفيين في العالم بين الجماعات غير الحكومية، بعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش).
هذا الإعلان الذي يعكس حجم الإرهاب الذي تمارسه جماعة الحوثي بحق الصحفيين تؤكده الإحصائيات التي تصدرها المنظمات الدولية والمحلية وأهمها نقابة الصحفيين اليمنيين التي أصدرت تقريراً لافتاً مطلع هذا الشهر بمناسبة اليوم العالمي لمواجهة إفلات منتهكي الصحافة.
تقرير النقابة كشف عن تعرض الحريات الإعلامية في اليمن منذ العام 2015 وحتى الربع الثالث من 2021م لـ 1359 حالة انتهاك، ارتكب الحوثيون منها 841 انتهاكا بنسبة 63.2%، أي نحو ثلثي الانتهاكات، في حين توزع الثلث الباقي على باقي الأطراف.
في حين قال عضو مجلس النقابة نبيل الاسيدى بأن جماعة الحوثي تسببت في مقتل 46 صحفياً ومصوراً، خلال الفترة من 2015 وحتى يونيو 2021.
ولا يزال عشرة صحفيين مختطفين لدى مليشيات الحوثي، من بينهم أربعة مختطفين لديها منذ 7 سنوات وأصدرت بحقهم أحكاماً بالإعدام، في سابقة خطيرة كما تقول نقابة الصحفيين اليمنيين التي دعت كل المنظمات المحلية والعربية والدولية توحيد الجهود لإيقاف هذه المجزرة، حسب وصفها.
وتقول النقابة بأن جماعة الحوثي تصر على المساومة بقضية الصحفيين الأربعة وإخضاعهم لعملية تبادل مع المختطفين والأسرى المقاتلين، مؤكدة رفضها الشديد لذلك، مطالبة بسرعة الإفراج عنهم ومعاقبة كل من تسبب بمعاناتهم التي تدخل عامها السابع.