كريتر نت – متابعات
أثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بمدينة غلاسكو، قبل أيام جدلا كبيرا في مصر.
فقد سمى المسؤول المرموق الإسكندرية بالاسم، خلال حديثه عن اختفاء مدن بأكملها حول العالم، إلى جانب البصرة العراقية، في حال عدم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
فيما أكد المتحدث باسم وزارة الري المصرية أن مصر بدأت في مشاريع عدة للحفاظ على الشواطئ، ومنها في الإسكندرية لحمايتها من المتغيرات المناخية، إلا أن الجدل لم يهدأ على مواقع التواصل.
وفي السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية لــ”العربية.نت” أن اختفاء الإسكندرية مستبعد، لافتا إلى وجود بعض المناطق الخطرة فيها إلا أنه أكد أن التغيرات المناخية تتطلب مئات وآلاف السنين.
وأوضح أن الكرة الأرضية في تغير مستمر جراء ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة، و زيادة غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، فضلا عن التغيرات البطيئة التي تحدث على مدار آلاف وملايين السنين، وأخرى سريعة مثل اصطدام نيازك بالكرة الأرضية”.
إلى ذلك، أكد أن مستوى سطح البحر في العالم ارتفع خلال القرن الماضي حوالي 16-20 سم، وازداد مؤخراً منذ 1993، ليصبح حوالي 3 مم/سنة طبقاً للقياسات بالأقمار الصناعية، كما ارتفعت درجة الحرارة حوالي درجة واحدة منذ بداية الثورة الصناعية (حوالي 200 عام) معظمها في الخمسين سنة الأخيرة بمعدل 0.1-0.2 درجة مئوية كل عشر سنوات “.
واعتبر أن كل تلك المتغيرات تدق ناقوس الخطر، من أجل اتخاذ تدابير إضافية تمنع زيادة الحرارة وتقلل ذوبان الجليد الذي يزيد من ارتفاع سطح البحر.
كما شدد على أن ارتفاع الحرارة يزيد أيضاً من تمدد مياه البحار وزيادة الحجم مما يرفع مستوى المياه ويهدد بالتالي بغرق بعض المناطق الساحلية المنخفضة.
إلا أن شراقي، أوضح أن ارتفاع منسوب سطح البحر متر أو مترين، يحتاج آلاف السنوات، على الرغم من نشاطات الإنسان المضرة.
وأضاف أن درجة الحرارة قد ترتفع إذا استمر الإنسان في نشاطه الملوث للبيئة، ولكن يصعب وصولها إلى 4 درجات مثلا، فهذه تحتاج إلى مئات من السنوات وربما الآلاف إذا احتاطت البشرية.
كذلك، أوضح أن العديد من الدراسات أجريت حول سيناريوهات ارتفاع منسوب سطح البحر وتأثر الدلتا، ووجدت أنه إذا ازداد منسوب سطح البحر نصف متر، فسيُغرق حوالي نصف مليون فدان شمال الدلتا ويضاعف حجم البحيرات الشمالية المنزلة والبرلس، وإدكو ومريوط، ومساحات كبيرة من بورسعيد ودمياط والإسكندرية، كما ستهجر حوالي 4 ملايين نسمة.
أما إذا ارتفع 1.5 متر فسوف يمتد البحر داخل الدلتا لمسافة حوالي 25 كم مغرقاً حوالي 1.5 مليون فدان ومهجرا أكثر من 8 ملايين نسمة.
كما أشار إلى أن بناء السد العالي، منع تدفق مياه النيل إلى البحر المتوسط ما أدى إلى تآكل شواطئ الدلتا.
ولفت إلى أن معظم مدينة الإسكندرية محمية لأنها تقع على حاجز بحري جيري تكون من الأمواج البحرية يتراوح ارتفاعه بين 5-30 متر، وعرضه 3-4 كم، ويمتد من أبو قير شرقاً نحو العلمين، وهو يحمي مساحة كبيرة منخفضة خلفه تصل إلى دمنهور جنوباً. وأضاف أن هذا الحاجز هو أحد 7 حواجز جيرية تنتشر غرب الإسكندرية.
فيما تعد المنطقة الخطرة، بحسب شراقي، منطقة أبو قير وهي مدخل لمياه البحر نحو شمال الدلتا وجنوب الإسكندرية حتى كفر الدوار وقد تصل إلى دمنهور والتي تبدأ من عندها إجراءات الحماية حتى بورسعيد شرقاً.