كتب – جهاد عوض
في بلادي تعيش أكثر الفيات والاسر اليمنية ضروف اقتصادية واجتماعية, نتيجة تدهور الاقتصاد والخدمات وحالة الحرب وعدم انتظام الرواتب, وفئه المعاقين هم الأكثر عرضة وتضررا لهذا الواقع المؤلم, الذي وجدوا فيه بعد أن تخلى وتنصل الكل عنهم, سوى كان مؤسسات الدولة وجمعيات خيرية ومنظمات دولية, عن تقديم الدعم والمساعدة لهم وانتشالهم واخراجهم من الوضع المزري الذي هم فيه .
وما يؤلم ويؤثر الكم الهائل والمئات من المؤسسات والمنظمات, التي تنشط وتدعي العمل الخيري والإنساني مع شريحة المعاقين بفئاتها المختلفة, من خلال ما تروج له في برامجها وأهدافها المعلنة بتقديم مشاريع خاصة في تنمية وزيادة دخل الفرد منهم وتوزيع مساعدات شتى لهم .
وعند التدقيق والنظر على أرض الواقع, والجلوس والحوار مع بعض المعاقين وفي أكثر من محافظة, وسؤالهم أنكم محظوظون بل ومحسودون, على العدد الكبير من الجمعيات والمنظمات العاملة والمهتمة بكم وما تقدمه من خدمات متنوعة لكم .
رد الأول فعلا عددها وانتشارها, يجعلها مثل موجه وغوبة من الغبار في الهواء العابر الذي يغطي المكان, تضن أن الخير والمطر آتِ لا محالة منه, ألا أنك تكتشف بعد حين لا جديد ولا مفيد منها إلا الكلام والتجميل لهم, ورد اخر ليس معنا إلا ما تروج له وتصم به أذاننا تلك الجهات, من أخبار وصور في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي, وهي في الحقيقة لا تساوي وتتجاوز سوى صور ومقاطع فيديو, يندى منها الجبين, وتهان معها كرامة الانسان, لتوزيع كم قرطاس تمر وكم علبه من فاصوليا في أكثر الاحوال, واردف ايضا لا يكذبوا عليك ولا يغشوك هذا هو مجهودهم ونشاطهم الحقيقي, ألا من حالات نادرة تعمل لصالح ويصل مفعولها للمعاق0
وواصل حديثه والألم والحسرة يعتصران قلبه, الصيت والقبقبة لنا والفائدة ل —, فهكذا مشاريع وعمل لا يفيد ويغني المعاق بشي, لا يا عزيزي من يريد يشتغل ويخدم المعاق ليأخذ التجربة والعبرة من دول العالم, الذي فيها يتم تأهيله وتدريبه على مهنه وعمل يكتسب منه لغمة العيش الكريمة, وتقدم له القروض الميسرة والمجانية التي ينتفع منها, ويبدا فيها مرحلة جديدة من حياته على طريقة الاكتفاء والاستغناء عن الأخرين .
يجب تعليمه الذي هو السلاح الحقيقي له في الحياة, واكسابه مهنة وصنعه تناسب قدراته وإمكانياته, واجعله يشق طريقه في معترك الحياة, ولا تعطيه صدقه او مكرمه فوائدها وقتيه وآنيه, يقول المثل الصيني {لا تعطيه السمكة بل علمه كيف يصطاد السمكة .
يسّر وسهّل له المرور وعوائق الطريق في الشارع العام, وفي مداخل المدارس ومرافق الدولة المختلفة, حتى يتسنى ويتاح له مزاولة حياته العملية والعادية كأي مواطن من دون حواجز ومنغصات .
وخلاف ذلك لا جدوى وفائدة منه, سوى تضخيما لقضيتهم واستغلالا لمعاناتهم الإنسانية والمجتمعية لمصالح وغايات أخرى في نفس يعقوب .