كريتر نت – متابعات
نجحت الحكومة التي يسيطر الإخوان المسلمون على قرارها في إيقاف وتجميد أكبر قوة حاضرة وقادرة على هزيمة المليشيات الحوثية وإنهاء الوصاية الإيرانية على اليمن.
وقعت الحكومة اليمنية الاتفاق مع المليشيات الحوثية في ديسمبر من العام 2018 وتسبب ذلك التوقيع بإيقاف أهم معركة كانت في طريقها لتخليص البلاد من المشروع الإيراني، بعد أن أصبحت القوات المشتركة وسط مدينة الحديدة وتفصلها ساعات على الوصول إلى مينائها الذي يعد أهم شريان يغذي الجماعة الحوثية بالسلاح والأموال والمساعدات.
وأعترف إعلاميون وسياسيون موالون للإخوان بأن الاتفاق جاء لمنع سقوط المحافظة بيد قوات لا تدين بالولاء لجماعة الإخوان وظلت القوات المشتركة والمواطنون طوال السنوات الماضية تطالب الحكومة بإلغاء الاتفاق خصوصا بعد الهجوم الحوثي الكبير على مدينة مارب وأكثر ما سيشكل ضغطا على المليشيات هو تحرير الحديدة لكن الحكومة لم تنصع لمطالبات الشعب وفضلت بقاء المدينة بيد الذراع الإيرانية على أن تحررها القوات المشتركة.
القوات المشتركة ذات التدريب العالي والجاهزية الكبيرة والتي حققت نجاحات كبيرة في الحرب على المليشيات وكسبت المعارك الساحلية الهامة ظلت مجمدة في مكانها جراء الاتفاق الخبيث وكان أبطالها وعامة الشعب يطالبون بتحريرها من هذا الاتفاق والدفع بها للجبهات الأخرى، وهي القادرة على تغيير مسار المعركة وتعرف مليشيات إيران بأنها القوة الوحيدة التي تهددها وتستطيع هزيمتها.
وعقب الرفض لإلغاء الاتفاق وتوسع المليشيات الحوثية في شبوة ومارب والجوف وتحولها من الدفاع إلى الهجوم في ظل تقهقر وانهيار لقوات الجيش الذي يسيطر عليه الإخوان كان لا بد للقوات المشتركة من التحرك وتصحيح مسار المعركة مع وكلاء إيران.
وقال السياسي الجنوبي عبدالله الجعيدي، في تغريدة له: طالما أعداء الجنوب والمنبطحون والفاسدون وتجار الحرب والدين منزعجون من إعادة انتشار قوات العمالقة التي كانت ترابط على تخوم مدينة الحديدة بعد أن قُيدت وشلت حركتها من قبلهم باتفاق ستوكهولم فاعلموا أن لذلك الانسحاب ما بعده وهو الشيء الذي أغضبهم.
وأضاف الجعيدي، “القشّة التي قصمت ظهر ميليشيات حزب الإصلاح وقوى في الشرعية هي تسليمها مديريات بيحان للحوثي التي دخلها عناصره بدراجاتهم الهوائية التي سرعان ما استبدلوها بمدرعات وأطقم سلمت لهم، وهو الشيء الذي أظهر تلك الميليشيات وتلك القوى على حقيقتها أمام آخر من كان يثق بها ويعوّل عليها في التحالف”.
وعن إعادة الانتشار قال الجعيدي: لو أن إعادة انتشار ألوية العمالقة أغضب المخلصين لدب القلق والرعب في قلوبنا
ولكنه لم يغضب سوى قنوات الجزيرة وبلقيس وسهيل وما تسمى بالمهرية والنمري والرحبي والشرعي وأنيس منصور وعادل الحسني وأمثالهم.
وهو مايشير إلى أن الأمور تسير وفق ما أراد لها الشرفاء والمخلصون لا السفهاء والفاسدون.
بدوره قال الباحث سعيد بكران، عن بيان الرئاسة حول تفاجئها بعملية إعادة الانتشار التي نفذتها القوات المشتركة، إن الرئاسة مشغولة بتجارة المشتقات النفطية وموارد النفط وطبيعي تكون مش عارفة ماذا يحدث، ومتى اصلاً كانت الرئاسة مهتمة بالجبهة في الساحل.
وتساءل بكران “ماذا قدمت الرئاسة لجبهة الساحل منذ انطلقت إلى اليوم؟ موضحاً: لاشيء، بل لم تعترف بها اصلاً الرئاسة هي من سمتهم (مرتزقة ابو الف سعودي)
وتابع بكران “ماذا قدمت الرئاسة للجبهة في الحديدة عدا شيء واحد وقاتل وغادر ودون مشاركة أو اعلام المقاتلين في الجبهة، مشيراً ان الرئاسة قدمت لجبهة الساحل اتفاق السويد، هذا هو فقط ما قدمته الرئاسة والف الف شتام ونباح ومحرض غبي مأجور.
وأوضح بكران “الحرب من أجل هذه الرئاسة هو العبث والخراب والدمار، خلاص معاد فيش حرب يا رئاسة. مرتزقة ابوالف غادروا”.
ووجه كلامه للرئاسة قائلاً: ورقة اتفاق السويد بلوها واشربوا ماءها.
أو شوفوا الحوثي يلتزم بها لكم حتى تستمروا متفرغين لتجارة المشتقات والنفط والتقاسم معه، اهتموا بميناء قنا وتجار المشتقات ونشطون الرئاسة هي للتجارة ايش دخلها بالحروب والجبهات.
ويقول الناشط السياسي وضاح بن عطية، إن الشرعية وقعت اتفاق سلام مع الحوثي في السويد، وهذه الاتفاقية أوقفت معركة تحرير الحديدة يوم التوقيع وليس اليوم، مشيرا ان الجميع يعلم المخاطر التي تحوم حول الجنوب وتآمر الإخوان في شبوة وانسحاب جزء من قوات العمالقة من حدود الحديدة أمر مهم للتأهب من أجل العودة للدفاع عن محافظات الجنوب.
وأوضح ابن عطية أن “إعادة انتشار القوات من محيط مدينة الحديدة جاء لإرسال رسالة للعالم أن لا شيء يقدر يقف عائقا في وجه حرية قوتنا في الدفاع عن الأراضي الجنوبية وحماية وتأمين شعبنا الصامد، ولا يعقل أن تبقى تلك القوات الضخمة على أسوار الحديدة بعد حاجز اتفاق ستوكهولم والمخاطر تحوم حول الجنوب والحوثي يغزو شبوة”.
وقال عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي واثق الحسني، في تغريدة له: “سيظل مركز قرار حكومة الشرعية متمسكا باتفاق السويد حتى يصل الحوثي إلى باب الملاحة الدولية “المندب” وإلى ما بعده”.
وأشار الحسني أن تمسك الحكومة الشرعية باتفاق السويد بعد كل ما حدث يدل على تخادم علني كبير بين حكومة الشرعية ومليشيات الحوثي.
وأكد الصحفي عبدالسلام القيسي، أن بقاء الإخوان مرهون ببقاء الحوثي، والعكس ذاته، موضحا أن خطوة المسرح العملياتي الجديد وتفعيل القوة بعد سنوات من الجمود ستعيد الدم إلى أوردة الجبهة الجمهورية، وهذه قاتلة للإخوان، وذعرهم من يتحدث، وخوفهم من يشيع.
وأوضح القيسي أن “هذه الخطوة ستعيد ميزان العملية العسكرية بدخول المشتركة بكل قوتها خط الهجوم”.