كريتر نت – وكالات
لا تزال قضية التشكيك بجنس حارسة مرمى المنتخب الإيراني لكرة القدم للسيدات تتفاعل، محدثة ضجة واسعة وحالة من التعاطف معها في الشبكات والمنصات الاجتماعية والأوساط الكروية والرياضية العربية والآسيوية.
فقد انصبت معظم التعليقات والمواقف على التنديد بما تعرضت له اللاعبة الإيرانية، من تنمر ومن إساءة لها، عبر التندر على شكلها “الرجولي” والقول بأنها ليست أنثى، وأنها مندسة ضمن الفريق الكروي لبلادها.
واستنكر المعلقون ومعهم محللون نفسيون ورياضيون، مثل هذه المواقف التي هي أبعد ما تكون عن الروح الرياضية وأخلاقها، وعما يجب أن تنم عنه الرياضة من تنافسية شريفة، وفق قيم تبغي الترفيه والامتاع وتحفيز الطاقة الايجابية، والتباري في مضامير تعود بالفائدة البدنية والنفسية على اللاعبين والرياضيين، كما على جمهور المتابعين والمشجعين.
وللتعليق من زاوية علمية على هذه الواقعة، وما تركته من آثار نفسية على اللاعبة المعنية، والتي باتت شغل الأوساط الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي الشاغل، يقول الخبير النفسي الدكتور قاسم حسين صالح، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية” “السبب يعود علميا، إلى أن الأنثى تحمل كروموسوم إكس وهو الوحيد الذي فيه أكثر من 1500 جينة، ولهذا ترى أن اللواتي يشبهن الذكور أكثر من اللذين يشبهون الإناث، لأن كروموسوم واي الذكري يحتوي على نحو 80 جينا فقط”.
ويضيف المحلل النفسي: “الاحتمال الأكبر أن هذه الحارسة الكروية، ستشعر بالفخر والتباهي أنهم شبهوها بالرجل، قدر تعلق الأمر بتحقيقها الفوز، بالنظر لسيطرة الوعي الذكوري على طريقة تفكير مجتمعاتنا وفهمها لعوامل القوة والتميز والابداع، لكنها ستشعر أيضا بطبيعة الحال بالألم ولا شك لأنهم جرحوا أنوثتها بتشبيهها بالرجل بل والتلميح لكونها ذكرًا متنكرا في هيئة أنثى”.
أما الإعلامي الرياضي، مصطفى العبطان، فيقول واقعة التنمر هذه على حارسة المرمى الإيرانية، أثارت ردود فعل غاضبة ومنددة واسعة داخل مختلف الأوساط الرياضية العربية وغيرها، وهي ظاهرة معيبة ولا تجوز خاصة في الحقل الرياضي”.
ويضيف العبطان: “والأخطر هو أن تتطور مثل هذه الحوادث المؤسفة، نحو تعزيز العنصرية والتنابذ في البيئات الرياضية، في حين أنها تعريفا بيئات تسامحية رحبة ونابذة للتمييز والتفرقة وفق أسس قومية أو دينية أو جنسية، فالرياضة هي وسيلة لانفتاح وتعارف المجتمعات والشعوب والأمم على بعضها وتباريها بشرف، وحتى داخل كل مجتمع وبلد”.
وكان الجدل قد احتد في المواقع الاجتماعية والصحف العالمية عن حارسة مرمى المنتخب الإيراني، بعيد المباراة التي جمعت منتخبي الأردن وإيران للسيدات، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم آسيا الذي سيقام في الهند عام 2022.
وفي آخر فصول هده القضية، ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أفاد بأن نتائج التحقق أثبتت جنس حارسة مرمى منتخب إيران للسيدات.
وكان الاتحاد الآسيوي بدأ تحقيقا في خطاب تقدم به الاتحاد الأردني لكرة القدم، يطالب فيه بالتحقق من جنس حارسة مرمى منتخب إيران، الذي فاز على منتخب الأردن للسيدات في المباراة الفاصلة بالتصفيات الآسيوية.
وشكك اتحاد الكرة الأردني في جنس حارسة المرمى زهرة كواديي، ما دفعه لطلب التحقق ليأتي رد الاتحاد الآسيوي ليؤكد أن الحارس هي أنثى، بحسب الوكالة الرسمية.