كريتر نت – الرصيف برس
تطورات بارزة شهدتها الساحة العسكرية والسياسية في اليمن خلال الأيام الماضية تشير إلى ملامح تغيير في تعاطي السعودية والتحالف مع المشهد العسكري في اليمن بعد 7 سنوات من الحرب.
البداية كانت في مشهد إعادة الإنتشار الذي نفذته القوات المشتركة في الساحل الغربي والإنسحاب من جبهاتها شرق وجنوب مدينة الحديدة إلى حيس والخوخة.
القوات المشتركة أوضحت في بيان لها أسباب ودوافع هذه الخطوة حيث قالت بأنها “رأت خطأ بقائها محاصرة في متارس دفاعية ممنوع عليها الحرب، بقرار دولي، فيما الجبهات المختلفة تتطلب دعمًا بكلِ الأشكال؛ ومنها: فتح جبهات أخرى توقف الحوثيين عند حدهم”.
خطوة إعادة الإنتشار أكدت قيادة التحالف العربي عبر ناطقها تركي المالكي، بإنها جاءت ضمن خطط عسكرية من قيادة القوات المشتركة للتحالف ، وبأنها “ستجعل من تلك القوات أكثر فاعلية ومرونة عملياتية للمشاركة بالمعركة الوطنية للجيش اليمني بما يضمن سلامتها وتحركها بمنطقة العمليات”.
وأشار ناطق التحالف بشكل واضح عن رغبة التحالف في تحرير القوات المشتركة من قيود اتفاق السويد ، في حين أشار بيان القوات إلى الحديث الدائر مؤخراً عن نقل جزء من قوات الساحل وتحديداً ألوية العمالقة إلى جبهات أخرى لمواجهة الحوثي ومنها شبوة.
وتؤكد تقارير إعلامية وجود توجه سعودي لتغيير تعاملها مع الملف العسكري في اليمن، بعيداً عن جماعة الإخوان والجنرال علي محسن الأحمر ، في ضوء التقدمات الكبيرة التي حققتها مليشيات الحوثي مؤخراً عقب تساقط جبهات الشرعية في كل من البيضاء وشبوة وجنوب مأرب.
تساقط جبهات الشرعية وتسليم مديريات بدون قتال كما حصل في مديريات بيحان بشبوة جعل الموقف العسكري يميل لمصلحة مليشيات الحوثي التي باتت اليوم على تخوم مدينة مأرب ، حيث تدور المعارك حالياً حول جبال البلق أخر خطوط الدفاع عن المدينة وعن حقول صافر.
هذا المشهد دفع على ما يبدوا القيادة السعودية إلى البحث عن أدوات ووسائل أخرى لمنع هزيمة محققة ستحلق بعاصفة الحزم في حال سقوط مدينة مأرب بيد الحوثي وهو ما سيغير موازين القوى في اليمن بحسب تقارير دولية، كان أخرها تقرير لمجموعة الازمات الدولية.
وفي مؤشر لذلك ، كشفت مصادر عسكرية اليوم الثلاثاء عن وصول كتيبة عسكرية معززة بآليات ومعدات من محور آزال، المرابط في مديرية باقم، التابعة لصعدة، لتعزيز جبهات القتال في مأرب ضد ميليشيات الحوثي.
ويعد محور آزال أحد التشكيلات العسكرية التي ترابط في جبهات صعدة وتخضع لإشراف مباشر من قبل السعودية التي قامت بإنشائها أواخر 2017م ، ويشير استقدامها لمأرب إلى يأس سعودي واضح من مقدرة قوات الجيش الخاضعة لسيطرة الإخوان والأحمر في منع سقوط مدينة مأرب بيد مليشيات الحوثي.
وفي هذا السياق كان لافتاً اللقاء الذي جرى يوم أمس بين رئيس هيئة الأركان صغير بن حمود أحمد عزيز مع قائد القوات المشتركة مطلق بن سالم الأزيمع، في مقر قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بالعاصمة السعودية الرياض.
لقاء قائد القوات المشتركة بصغير عزيز يعد رسالة لإعتماد السعودية على الرجل لإنقاذ مأرب بعيداً عن وزير الدفاع المقدشي أو الجنرال علي محسن المسؤول عن الملف العسكري بالشرعية ، المسؤولان بشكل مباشر عن كل الهزائم التي لحقت بجبهات الشرعية منذ 4 سنوات.
وضمن سياق التطورات السياسية البارزة خلال الأيام الماضية ، كان وصول رئيس المجلس الإنتقالي عيدروس الزبيدي إلى الرياض بناء على طلب رسمي من قبل القيادة السعودية.
تطورات سياسية وعسكرية يقرأها المراقبون بأنها مؤشرات على إعادة “تموضع” للسعودية في اليمن والبحث عن أدوات جديدة بعد أن وصل الوضع في اليمن إلى “طريق مسدود عسكرياً وديبلوماسياً” ، بحسب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.