كريتر نت / فرنس برس :
قررت السلطات في اسبانيا السبت السماح لسفينة منظمة غير حكومية تحمل أكثر من 310 مهاجرين بالتوجه نحو مياهها الاقليمية بعد رفض مالطا وايطاليا استقبالها.
وذكرت السلطات في مدريد في بيان انه “بسبب رفض أو عدم استجابة أقرب الموانئ، يسمح خفر السواحل للسفينة بالتحرك نحو المياه الإقليمية الإسبانية”.
وسيقضي المهاجرون الـ 311 الذين تم إنقاذهم الجمعة في البحر الأبيض المتوسط من قبل المنظمة غير الحكومية الإسبانية “بروأكتيفا أوبن آرمز”، فترة عيد الميلاد في البحر، فالرحلة تستغرق ما لا يقل عن خمسة إلى ستة أيام، وفقا لمتحدث باسم المنظمة.
وأكدت مدريد أن ليبيا وفرنسا وتونس لم ترد على طلب المنظمة غير الحكومية انزال المهاجرين بعد رفض إيطاليا استقبالهم.
وأعلن وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني السبت أن بلاده ستغلق مرافئها أمام هؤلاء المهاجرين.
وكتب على موقع تويتر: “جوابي واضح: المرافئ الإيطالية مغلقة! الحفلة انتهت للمتاجرين بالبشر ولمن يساعدونهم”.
وأوضح سالفيني أن المنظمّة الإسبانية طلبت السماح بفتح مياه إيطاليا الإقليمية أمام السفينة المحملة بأطفال ورجال ونساء ورضّع أنقذوا الجمعة، بعدما رفضتهم مالطا.
وقالت المنظمّة إن بين المهاجرين امرأة ورضيعها الذي ولد على الشاطئ الليبي، تمّ إحضارهما لاحقاً إلى مالطا عبر مروحية لخفر السواحل، بعد موافقة سلطاتها التي أوضحت ان المرأة عمرها 23 عاما.
وغرّدت الجمعية بدورها “نحن باقون مع 311 شخصاً في البحر، لا مكان لهم للرسو، وهم بحاجة لمؤن”.
وأعلنت “بروأكتيفا أوبن آرمز” الجمعة عن إنقاذ هؤلاء المهاجرين في المياه الإقليمية الليبية، وكانوا موزعين على متن 3 قوارب.
ونشرت الجمعية الإسبانية بدورها شريطاً يظهر بعض المهاجرين الذين أنقذتهم “من موت محتّم في البحر”. وكتبت المنظمة: “سيكون من الأسهل فهم طبيعة الأمر الطارئة إذا استطعتم الشعور بالبرد. لا مرفأ للرسو ومالطا رفضت أن تعطينا الطعام. ليس هذا ما يمليه الميلاد
وبعد تغريدته التي أعلن فيها إغلاق المرافئ الإيطالية، نشر ماتيو سالفيني تغريدةً أخرى تضمّنت صورةً لغدائه، أرفقها بعبارة “أتمنّى ألّا تهين (هذه الصورة) صحافياً أو بروفيسوراً يسارياً”.
وردّ مؤسس “أوبن آرمز” أوسكار كامبس على سالفيني عبر تويتر قائلاً إن “أسلوبك ورسالتك لهما نهاية كما كلّ شيء في الحياة، لكن اعلم أنه بعد عقود سيخجل أحفادك مما فعلت وقلت”.
وقد استأنفت سفينة “بروأكتيفا أوبن آرمز” نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، إلى جانب سفينتين تابعتين لمنظمتين مهماتها في وسط البحر المتوسط قبالة ليبيا.
ودرب الهجرة هذا هو الأكثر فتكاً بالأرواح، فقد قتل أكثر من 1300 شخص وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا أو مالطا عبره منذ بداية 2018، وفق ما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة.
وتنشط السفن الإنسانية وسفن الإنقاذ في تلك المنطقة، على الرغم من معارضة سالفيني الذي يغلق المرافئ ويتهم الجمعيات بأنها تسهّل عمل المهربين، فضلاً عن تحفظات مالطا على عملها
ومن جهتها، أعلنت جمعية “سي واتش” الألمانية عبر تويتر عن إنقاذها 33 مهاجراً بصعوبة، وأطلقت نداءً للرسو بشكل طارئ في مرفأ.
وقالت الجمعية كذلك أنها سترسل سفينةً جديدةً إلى المياه الإقليمية الليبية، هي “بروفسور ألبريخت – بنك”، من منطقة ألجزيراس في جنوب إسبانيا. ويتألف طاقم السفينة من 18 متطوعاً سابقاً في سفينة “أكواريوس” التي سببت أزمة دبلوماسية بين الدول الأوروبية