كتب : محمد الثريا
وصل صباح أمس الأحد المبعوث الأممي الخاص لليمن الى القاهرة في زيارة خاصة له، وقبل ذلك كان المبعوث هانس جروندبيرج قد أنهى للتو زيارته للكويت، هدف الزيارتين تلك وكما وضح بيان مكتب المبعوث الاممي هو إطلاع المسؤولين هناك على آخر مستجدات الجهود الأممية المتصلة بالشأن اليمني !!
وفي بيان مكتب المبعوث اليوم حول زيارة مصر أشار أيضا الى لقاء المبعوث الأممي بـ(مجموعة متنوعة من اليمنيين) للتشاور حول طرق بدء حوار سياسي جامع الوصول لتسوية سياسية مستدامة !
الملاحظ هنا أن زيارات ولقاءات المبعوث الأممي بالأطراف ذات الصلة قد أخذت منحى تنازليا ” أي بحسب سلم العلاقة وطبيعة تأثير كل طرف على مجريات الداخل اليمني “، فما الذي قد يعنيه هذا الأمر؟
في رأيي ان استمرار منحى اللقاءات الاممية بهذا الشكل يدعم فرضية التوافق شبه التام بين الاطراف الرئيسية حول خارطة الطريق التي يتبناها السويدي جروندبيرج والمدعومة من مجلس الامن مؤخرا، فيما تمضي بقية لقاءاته اليوم بين مسعى توزيع الأدوار الثانوية وأهمية ضمان التأييد المحلي والاقليمي للمسار الجديد الذي يتوقع البدء فيه قريبا ويدعمه المجتمع الدولي، فضلا عن دلالات اللقاءات العسكرية المكثفة ذات الصلة بالملف اليمني على هامش مؤتمر المنامة والتي قد تدعم هي الأخرى مجرى الحديث اليوم عن قرب تدشين المسار السياسي الجديد وإكتمال التفاهمات بشأن موعد إنطلاقه .
لكن، بقي سؤال مهم هنا وهو، أين هم الحوثيون من رحى التحركات الدبلوماسية تلك، بصفتهم الشق الأخر من معادلة الصراع والتسوية المفترضة باليمن؟
في الواقع يبدو أن مهمة إقناع الجماعة الحوثية بالدخول في عملية سياسية للحل قد احيلت للإدارة الأميركية وعبر مبعوثها الخاص لليمن، إذ بالامكان مشاهدة ضغوط أميركية ملحوظة يتم ممارستها اليوم بعضها يتعلق بفرض عقوبات جديدة على قيادات حوثية فيما البعض الأخر يسير نحو إقرار مشروع أميركي جديد لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية .
غير أن تطور الموقف الأميركي الأخير تجاه الحوثيين وعقب أعتراف إدارة بايدن سابقا بهم كطرف شرعي وأساسي في الحل من شأنه التأكيد مجددا أن الأمر لايعدو كونه وسيلة ضغط وليس تعبيرا عن موقف واشنطن الحقيقي من الحوثيين ما يعني أن المهمة الأميركية الحالية تنحصر في محاولة إجبار الجماعة في التخلي عن الخيار العسكري والدفع بها نحو القبول بالحوار السياسي .
الجدير ذكره في هذا الجانب أن المسعى الأميركي هذا لازال يصطدم بالمطب الإيراني في اليمن وليس برغبة الحوثيين وحدهم ما يجعل المهمة الأميركية أصعب بكثير مما عليه مهمة ولقاءات المبعوث الأممي مع الطرف الأخر .