كريتر نت – نيوزيمن
في مستشفى حيس الريفي جنوبي الحديدة كافح الأطباء لسنوات تحت القصف الحوثي المتواصل من أجل إنقاذ مئات الأرواح قبل أن يتنفسوا الصعداء بعودتها إلى الأمان بفضل القوات المشتركة.
ويعد المستشفى وهو مرفق صحي وحيد، أحد أكثر المرافق الحكومية في مدينة حيس تعرضا للتدمير في المدينة التاريخية التي كانت تقبع تحت حصار حوثي مطبق منذ أواخر 2018، فيما كانت قديما ممرا للقوافل التجارية.
كما يعد المشفى واحدا من أكثر من 5 مستشفيات جنوبي محافظة الحديدة عرضة لمقذوفات وصواريخ مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا والتي تخرجها بشكل متكرر عن الجاهزية في سلوك دأب المتمردون على ممارسته في معظم المدن المحررة.
يقول نائب مدير المشفى الدكتور عبدالجبار الشميري، لنيوزيمن، إن “أكثر الأوقات صعوبة هي تلك التي كنا نقوم خلالها بمعالجة أحد المصابين ممن يحتاج إلى سرعة إيقاف النزيف، في الوقت الذي يسمع فيه دوي انفجارات القذائف التي تطلقها مليشيا الحوثي”.
يضيف، واصفا الرعب الذي كان الفريق الطبي يعيشه باستمرار نتيجة القذائف الحوثية، “يجب أن أعترف أن العمل في ظل القلق من سقوط قذيفة يستحوذ على تفكيرك وأحيانا يجعلك تعتقد أنك على وشك من سيقضون نحبهم”.
كنا في رعب دائم
كانت اللحظات الأكثر رعبا بالنسبة للطبيب الشميري عندما اخترقت قذيفة هاون غرفة المعاينة، فيما اخترقت في حادثة منفصلة قذيفة أخرى القسم المخصص للكشافة.
“فقدنا اثنين من أصدقائنا، لقد سقطا وهما يؤديان مهمتهما الإنسانية”، يقول الشميري مواصلا حديثه، “توفي الصيدلي أحمد شوعي، كما توفي مساعد الطبيب خالد الزرنوقي، كان ذلك بسبب قذيفتي هاون حوثية”.
كما أن “الجرائم الحوثية تسببت في إصابة، مساعد الطبيب، مصعب واصل، بإعاقة دائمة وهو يؤدي واجبه المقدس”.
حوادث الموت الناجمة عن الهجمات الحوثية كانت تجعل الفريق الطبي يعيش في قلق دائم بحسب الدكتور الشميري الذي يقول، عندما ننسى تلك الحوادث الأليمة ونحن نعمل، تذكرنا عنها ندوب القذائف وطلقات الأسلحة الرشاشة التي ما تزال بادية على جدران المستشفى.
يقول، كنا نعيش في حالة خوف دائم عندما كنا نتوجه إلى المستشفى، نخشى رصاص القناصة، وحينما نعمل نخشى قذائف الهاون التي تطلقها المليشيات على المدينة.
مرفق وحيد في مرمى القصف
يستقبل مستشفى حيس حاليا المرضى من كافة المناطق الريفية المحيطة بالمدينة، بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأسهمت إعادة تأهيل قسم العمليات الجراحية، وكان ذلك أحد أوجه الدعم الذي قدمه الهلال الأحمر الإماراتي للمستشفى، في إتاحة المجال للفريق الطبي في إجراء العمليات الجراحية لضحايا القصف الحوثي.
وبالنظر إلى ظهور العديد من الحالات المصابة بسوء التغذية قام المستشفى الحكومي الوحيد بتوسيع خدماته الطبية، إذ عمل على تجهيز القسم الاستقراري للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وهو قسم يعد من أهم الأقسام نظرا لزيادة عدد الحالات المصابة.
وتشير أمل بجاش وهي مساعدة طبيب ،إلى أن القسم يستقبل ما يقارب من 15 حالة لأطفال مصابين بسوء التغذية شهريا، بعضهم يأتون من مناطق بعيدة ما تزال خاضعة لسيطرة المليشيات.
من بين الحالات التي استقبلها القسم، طفلة وزنها نحو 4 كيلوجرامات، ذلك عائد، بحسب أمل، إلى عدم وجود مراكز خاصة بمعالجة مثل هذه الحالات في المناطق الريفية البعيدة للحديدة، والتي ما تزال خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة إيرانيا.
المساهمة في التأهيل
قبل سنوات كانت حاجة المدينة لإعادة تأهيل هذا المرفق تتزايد مع سقوط ضحايا مدنيين بشكل شبه يومي نتيجة القصف الحوثي المتواصل وكانت إدارة المستشفى بحاجة ماسة لإعادة تأهيله، من أجل معالجة ضحايا القصف الحوثي.
يقول مدير مكتب الصحة في مديرية حيس، الدكتور محمد طالب حمنة لنيوزيمن كان القصف الحوثي يتسم بالوحشية، ما تسبب في تدمير أقسام عدة في مستشفى حيس الريفي، وكان ركام وآثار القذائف تغطي غالبية الأقسام.
لم نجد سوى الهلال الأحمر الإماراتي من يعيد ترميم ما دمرته قذائف الحوثي الإجرامية، كما قام بتزويده بالأجهزة والأدوية الطبية التي كان المستشفى في أمس الحاجة إليها.
عودة المدينة إلى حالة الأمان
بتحرير المناطق الريفية عادت مدينة حيس إلى حالة الأمان الذي كان يعيشها سكانها قبل سبع سنوات، إذ أسهم تأمين القوات المشتركة للمناطق التي كانت منطلقا لقذائف مليشيات الحوثي في جعل سكان المدينة ينامون لياليهم بأمان.
يقول على جعبور في منشور على الفيس بوك قبل أيام، سينام أهالي حيس ليلهم بأمان بعدما أبعد الشر الحوثي عنهم وتلك هي ميزة القوات المشتركة التي تؤمن للناس حياتهم من عصابة إيران الإجرامية.