د. انتصار البندق
قضى أكاديميا بمختلف كليات جامعة عدن سنوات طويلة، البعض تجاوز الخمس عشرة سنة من عمره، وهم يعملون بتفانٍ واخلاص لم تثنهم عن أداء واجبهم تجاه طلابهم الظروف المعيشية الصعبة التي تجتاح البلاد، ولا التسويف والمماطلة لقضيتهم، بل ظلوا صامدين صابرين على أمل الفرج القريب الذي لاحت أشعته في الأشهر القليلة الماضية؛ لتسطع في أفئدهم وتهديهم فرحة الفرج بانتهاء معاناتهم التي طالت.
بين العمل والأمل والإخلاص والتفاني بكل الواجبات الملقاة على عاتقنا في مختلف كليات جامعة، عدن وبكافة البرامج الدراسية فيها عمل المعينون أكاديميا.. فكان لنا بصمة وإسهام لا ينكره أحد في نجاح البرامج المختلفة؛ برنامج البكلاريوس، وكذا برامج الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، وليس هذا فحسب بل لنا إسهامات أيضا في لجان المناقشات للرسائل العلمية والإشراف عليها، وأضف أيضا دورنا الفاعل وبصمتنا الواضحة للعيان في تحديث وتطوير العديد من المناهج والخطط الدراسية، وإقامة الورش العلمية لتطوير مهارات أعضاء الهيئة التدريسية.
وكل ما ذكر من إسهامات كان دون أي مقابل مادي؛ لا من الكليات التي ننتسب إليها، ولا من رئاسة جامعة عدن ..
لقد أحببنا عملنا ووطننا فأعطيناه بسخاء من وقتنا وجهدنا وصحتنا وعمرنا الذي يكاد يفنى ويذبل ونحن في متاهة الانتظار.
في الأشهر القريبة الماضية لاح بصيص من الأمل في نفوسنا بعد رفع الكشوفات بأسماء المعينين أكاديميا من الجامعة إلى الخدمة المدنية، ولكن ما لبثنا إلا وعدنا إلى المربع الأول من قضيتنا بعد رفض الخدمة المدنية سير متابعة الإجراءت إلا بتنفيذ شروط وضعتها لجامعة عدن بتنفيذها.. فأصبحنا بين الاختلاف والائتلاف ما بين جامعة عدن والخدمة المدنية، بينما نحن وعائلاتنا نعاني الأمرين من طول أمد قضيتنا والظروف المعيشية الصعبة التي تجتاح البلاد، فرفقا بنا ورأفة بحالنا!! ارفعوا عنا الظلم، وانصفوا صفوة هذا المجتمع بدلا من تجريعه ويلات الذل والهوان.. فنحن لا نستحق هذا، فقد أعطينا بسخاء وأسهمنا وتعلمت على أيدينا أجيال متعاقبة، لم تغرينا الهجرة والعيش الرغيد فيها، بل ظلينا متمسكين بأرضنا محبين لوطننا رغم الجور والتهميش..
ورغم كل ذلك لازال الأمل يحتوينا بأن قضيتنا ستنصف بإذن الله والخيرين في هذا الوطن وأصحاب الضمائر الحية فيه، لازال لنا أمل في رئاسة جامعة عدن المتمثلة في الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور، والأستاذ الدكتور عبد الناصر الوالي وزير الخدمة المدنية في ألا يجعلو الاختلاف فيما بينهم يضر بفئة من المجتمع كم قاست وذاقت الأمرين وعملت بأمانة وإخلاص، ويكون مصيرها الانتظار الذي طال وطال، وكلما أحيانا الأمل أماتنا اليأس باختلاف أصحاب القرار فيما بينهم، فإلى متى…؟؟؟؟
إلى متى…؟؟؟