كريتر نت – متابعات
لا تزال الأمم المتحدة ومنظماتها تثير الجدل حول عملها في اليمن، فمن بين الاتهامات الموجهة لها باستغلال الحرب لمزيد من التربح، توجه الاتهامات لها بمساعدة الحوثيين من خلال نقل أسلحة إلى صنعاء عبر طائراتها، إضافة إلى تحولها إلى “تكسي” لنقل قيادات جماعة الحوثي.
ولعل حديث التحالف العربي الذي تقوده السعودية مؤخراً حول تهريب منظومة دفاع جوية على طائرة أممية بمطار صنعاء، يشير إلى مدى التنسيق المستمر بين جماعة الحوثي والأمم المتحدة، في استمرار لفضائح سابقة تتجاهل المنظمة الأممية حتى الرد عليها.
ومع توالي المواقف التى تضع علامات الاستفهام حول ما تقوم به الأمم المتحدة في اليمن، تبقى الأسئلة حول نسبة التعاون الخفي بين الحوثي ومنظمات الأمم المتحدة، وسبب صمت التحالف إزاء ذلك.
فضيحة جديدة
في أحدث تصريح للتحالف العربي بقيادة السعودية، قال العميد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف: إن “إيران حولت مطار صنعاء لقاعدة عسكرية، وجعلته موقعاً رئيساً لإطلاق الهجمات العدائية”.
وفي اتهام مباشر للأمم المتحدة ومنظماتها، قال العميد المالكي: إن “طهران استخدمت المطار أيضاً لنقل كافة أنواع الأسلحة للحوثيين. وصمت المنظمات العاملة بمطار صنعاء عن انتهاكات الحوثي حياد سلبي”.
ونشرت قنوات سعودية، من بينها قناة “العربية” و”الأخبار”، مقاطع فيديو من داخل مطار صنعاء تكشف استخدام الحوثي لطائرة أممية بمطار صنعاء لمحاكاة سيناريو اعتراض وتدمير، مبينة أن الحوثي استخدم طائرة أممية للتأكد من عمل وفاعلية منظومة دفاع جوي.
ووجه نشطاء وسياسيون اتهامات للأمم المتحدة بالتواطؤ مع إيران والحوثي، وقال الأكاديمي السعودي حمدان الشهري، إن ظهور مقاطع الفيديو تؤكد “تواطؤ هذه المنظمات مع مليشيا الحوثي الإرهابية وحرس إيران التي توفر لهم الغطاء”.
فيما قال الناشط اليمني عبد المحسن المراني، إن طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أصبحت “غطاء للحوثي في تحويل مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة”.
“تكسي الجماعة”
إلى جانب ذلك، فإن عمليات تهريب القيادات الحوثية والإيرانية من دول مختلفة إلى صنعاء متواصلة، إذ كشفت وسائل إعلامية يمنية في أوقات مختلفة، تورط طائرات الأمم المتحدة في عمليات التهريب.
ولعل أبرز تلك العمليات ما نشره موقع “المصدر أونلاين” اليمني، في 23 سبتمبر الماضي، من أن وزير الأشغال في حكومة الانقلاب، غالب مطلق، وصل على متن طائرة تابعة للمنظمة الدولية إلى العاصمة اليمنية قادماً من دولة عربية.
ونقل عن مصادر مطلعة قولها: إن “مطلق كان في رحلة علاجية إلى بريطانيا استمرت لنحو عام، وعاد بعدها لصنعاء على متن طائرة أممية”، ووصفت المصادر الطائرات الأممية بأنها تحولت إلى “سيارات أجرة حوثية”.
وفي أكتوبر من العام الماضي، كشفت وسائل إعلام يمنية عن مغادرة قيادات حوثية صنعاء نحو لبنان عبر طائرات الأمم المتحدة المخصصة لنقل المرضى.
وأشارت إلى أن المليشيا الحوثية ألزمت الطائرات التابعة لمنظمة الصحة العالمية بنقل قيادات حوثية خارج اليمن، من بينهم عبد الله الصبري، الذي أعلنت الجماعة بعدها بشهر، وتحديداً في نوفمبر، تعيينه سفيراً لها في سوريا.
تواطؤ واضح
يعتقد الصحفي محمد المجيدي أن عدم تفتيش التحالف العربي للطائرات الأممية “خطأ كبير لأن الأجواء اليمنية تحت سيطرته، وهو من يتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً عما يحدث”.
ويقول: “التواطؤ الأممي عرفناه وشاهدناه أكثر من مرة، وكان المفترض من التحالف أن يفرض شرط تفتيش الطائرات، ليمنع تهريب قيادات الحوثي أو مسؤولين إيرانيين ولبنانيين إلى صنعاء، وكذا تهريب الأسلحة للحوثيين”.
ويضيف لموقع”الخليج أونلاين”: “الضغط المتكرر لجماعة الحوثي لإعادة عمل مطار صنعاء، وفشلها في ذلك جعلها تتواطأ مع منظمات الأمم المتحدة في تحقيق جزء من مخططاتها بتهريب القيادات والحصول على الأسلحة”.
ويؤكد أن الأحداث تشير إلى “حجم التعاطي الأممي مع الحوثي ومحاولة إبقائهم، واستمرار الأزمة اليمنية بعد أن وصل الفساد المالي والتربح الذي تحصل عليه تلك المنظمات إلى مرحلة متقدمة للغاية”.
ويتابع: “الأمر متشابك بكل نواحيه، فالتواطؤ باستخدام تلك الطائرات لمصلحة الحوثي يأتي بالتزامن مع فساد مالي وإداري في المساعدات على حساب معاناة الشعب اليمني وتأثير على الصراع الدائر”.
فيما يرى المحلل السياسي اليمني عبد الله السامعي أن هذه الاتهامات “لم تأت من فراغ”، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة “لديها مواقف واضحة تبين انحيازها لمليشيا الحوثي”.
ويوضح بأن “المنظمات الأممية العاملة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي تتحكم المليشيا فيها وتوزع المساعدات لمقاتليها بدلاً عن المتضررين، وهذا الأمر قاله مسؤولون في المنظمات الأممية، لكنها لم تضع حداً لهذه التجاوزات”.
وتابع”: “الخبراء العسكريون الإيرانيون، ومنهم حسن إيرلو، وصلوا إلى صنعاء عبر هذه الطائرات الأممية، ومن ينقل الخبراء العسكريين لن يرفض نقل الأسلحة النوعية عبر الرحلات الجوية اليومية للطائرات الأممية إلى مطار صنعاء”.
ومن أبرز المواقف المساندة للحوثي أيضاً، وفق السامعي، “الانحياز لمليشيا الحوثي في المواقف والبيانات حول القتال، فعندما تقصف المليشيا المدنيين في مأرب، وتواصل تصعيدها العسكري، تكتفي الأمم المتحدة ببيانات فضفاضة، وعندما يتعلق الأمر بدحر مليشيا الحوثي من بعض المناطق تمارس ضغوط على الشرعية والتحالف لوقف العمليات العسكرية”.
ويعتبر تلك المواقف، حسب وصفه، “تدخلاً واضحاً لإنقاذ المليشيا”.
أكبر فضيحة
ولعل أكبر ما أثار الاستغراب هو الوصول الخفي للسفير الإيراني المعين لدى جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن إلى صنعاء، وتساؤلات عديدة عن كيفية وصوله، في وقتٍ يراقب التحالف الذي تقوده السعودية كل الممرات من اليمن وإليه.
وفاجأت إيران، في الـ17 من أكتوبر 2020، بإعلان خارجيتها وصول سفيرها الجديد إلى العاصمة اليمينة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.