كريتر نت – متابعات
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن “هجمات الحوثيين العشوائية المتكررة على المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية أصبحت نمطا مخزيا يُضاف إلى السجل الحقوقي المزري للجماعة”.
وأضافت المنظمة الحقوقية، في بيان، الخميس، أن جماعة الحوثي المسلحة أطلقت صواريخ مدفعية وبالستية عشوائيا على مناطق مأهولة في محافظة مأرب، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإلى موجة نزوح جديدة منذ سبتمبر/أيلول.
وأردفت أن “المدنيون والنازحون في مأرب عالقون في مرمى النيران منذ نحو سنتين، ويعاني بعضهم من الحرمان القاسي، إذ أن تصاعد الأعمال القتالية في مناطق مختلفة بالمحافظة ساهم في تردي الظروف الإنسانية لملايين المدنيين والنازحين في هذه المنطقة”.
وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي تحاصر محافَظة مأرب على ثلاث جبهات: الجوف شمالا، والبيضاء جنوبا، وصرواح ونهم غربا.
ونقلت المنظمة عن شهود قولهم إن قوات الحوثي حاصرت 35 ألف مدنياً في مديرية العبدية لثلاثة أسابيع على الأقل في أكتوبر/تشرين الأول، ومنعتهم من مغادرتها أو الدخول إليها كما منعت دخول الطعام، والنفط، وسلع أخرى إليهم. وأن الحوثيين يحتجزون 47 شخصا، بينهم أطفال. ولا يعرف أقاربهم عنهم شيئا منذ اعتقالهم.
ووثقت هيومن رايتس، إصابة طفل (14 عاما) في يده إثر سقوط صاروخ حوثي على منطقة سكنية في مدينة مأرب، كما وثقت هجمات غير قانونية سابقة للحوثيين على مدينة مأرب وضواحيها.
وقال أربعة صحفيين لـ هيومن رايتس ووتش إن “قوات الحوثيين أطلقت في 13 أكتوبر/تشرين الأول صاروخا أصاب المستشفى الوحيد في العبدية، التي تبعد 10 كيلومتر عن جبهة القتال. حيث كان فيها مرضى وجرحى بينهم مصابين من مقاتلي الحوثي”.
والتقت هيومن رايتس ووتش، مع رجل هرب مع أسرته من قرية يعرة في الجوبة في 27 أكتوبر/تشرين الأول بسبب اقتراب القصف المدفعي الحوثي من منزلهم. الذي أفاد أن قريته كانت تبعد 10 كيلومتر عن الجبهة عندما هرب إلى قرية العمود، و20 كيلومتر عن القتال. وقال: “الليلة التي قررنا فيها الهروب من يعرة إلى العمود في الجوبة، أصابت شظية ابني وجرحته. نزلنا في العمود لدى أقارب”.
وأضاف: “في 28 أكتوبر/تشرين الأول، سقط صاروخ على قرية العمود في المساء، وأدى إلى مقتل 12 من أقاربي وأصدقائهم. وبأعجوبة، لم أكن هناك ذلك المساء”.
وأوضحت المنظمة أنها راجعت 12 صورة أُرسلت مباشرة إلى الباحثين، تُظهر آثار الغارة، وأنقاض مبنى واحد على الأقل، وعمال الإغاثة يبحثون بين الركام. وبحسب المعلومات الوصفية (ميتاداتا) المرتبطة بالصور، تعود هذه الصور إلى 29 أكتوبر/تشرين الأول.
كما تُظهر ثلاثة فيديوهات نشرها صحفيون على تويتر في 29 و30 أكتوبر/تشرين الأول، مشاهد مشابهة. وأكدت هيومن رايتس ووتش، عبر مقارنة الجبال والمنازل والأشجار في الصور والفيديوهات، أن الفيديوهات والصور هي لقرية العمود، على بعد 20 كيلومتر جنوب مدينة مأرب. ولا تظهر أي أهداف عسكرية في المنطقة في هذه الصور والفيديوهات.
ورصدت المنظمة تعطل اتصالات الهاتف والإنترنت في محافظة مأرب خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، جراء استهداف الحوثيين لأبراج وأسلاك الاتصالات بواسطة الطائرات المسيرة.
ونقلت عن عامل إغاثة في “الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين”، قوله إن “آلاف الأُسر لا تزال محاصرة في القرى جنوب مأرب، إذ تغلق قوات الحوثيين الطرقات، وتقيّد النقل، وتهاجم المدنيين الذي يهربون نحو الشمال”.
وأضاف: أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا، 93% منهم لم يتلقوا خدمات إيواء، و70% لم يتلقوا الغذاء. قال إن 96% لا يحصلون على مياه الشرب أو الاستخدام، و98% ليس في متناولهم خزانات مياه أو حمامات أو قاعات دراسة.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن لدى هيومن رايتس أفراح ناصر: “مع اقتراب فصل الشتاء، يحتاج النازحون الجدد بشدة إلى استجابة فورية وشاملة من قبل وكالات الإغاثة”. مضيفة: “على قوات الحوثيين أن تنهي فورا هجماتها العشوائية، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في جميع أنحاء مأرب”.