كريتر نت – شينخوا
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الإثنين) أن الصين ستقدم مليار جرعة إضافية من لقاحات كوفيد-19 لإفريقيا، وتعهد بالتنفيذ المشترك لتسعة برامج للتعاون المستقبلي بين الصين وإفريقيا.
قال شي خلال كلمته في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) عبر رابط فيديو، “أنا على يقين بأن الجهود المنسقة بين الصين وإفريقيا ستكفل النجاح الكامل لهذه الدورة من مؤتمر فوكاك، وستجعلها دورة تحتشد فيها القوة الهائلة لـ2.7 مليار صيني وإفريقي، وسترشدنا تجاه مجتمع مصير مشترك صيني-إفريقي رفيع المستوى”.
ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر، المقرر عقده خلال يومي 29 و 30 نوفمبر في العاصمة السنغالية داكار، تقييما لتنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي لعام 2018، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون الصيني-الإفريقي.
التضامن ضد الجائحة
من أجل مساعدة الاتحاد الإفريقي على تحقيق هدفه المتمثل في تلقيح 60 بالمئة من سكان إفريقيا بحلول عام 2022 ، أعلن الرئيس شي أن الصين ستقدم مليار جرعة إضافية من لقاحات كوفيد-19 لإفريقيا، منها 600 مليون جرعة على هيئة تبرعات، و400 مليون جرعة سيتم توفيرها من خلال وسائل مثل الإنتاج المشترك لشركات صينية ودول إفريقية ذات صلة.
وأضاف شي “بالإضافة إلى ذلك، ستنفذ الصين 10 مشروعات طبية وصحية للدول الإفريقية، وسترسل 1500 فرد طبي وخبير صحة عامة إلى إفريقيا”.
بحلول 12 نوفمبر 2021 ، قدمت الصين أكثر من 1.7 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى أكثر من 110 دول ومنظمات، منها 50 دولة إفريقية فضلا عن مفوضية الاتحاد الإفريقي.
بالإضافة إلى ذلك، تشارك الشركات الصينية بنشاط في إنتاج لقاحات مشترك في إفريقيا مع الشركات المحلية، ما يساعد تلك البلدان على تحقيق الإنتاج المحلي للقاحات.
قال كافينس أديري، باحث في العلاقات الدولية مقيم في كينيا، إن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تسليط الضوء على الشراكة القوية بين الصين وإفريقيا في قطاع الصحة.
وقال شيوي بو، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، إن الصين وإفريقيا تضافرتا في مواجهة التحدي الخطير الذي يمثله كوفيد -19، ما يعزز صداقتهما، كما أن التضامن بين الشعب الصيني والشعوب الإفريقية، مكّن شعوب الجانبين من التغلب على الصعوبات والعقبات وبناء مستقبل مشرق.
آفاق جديدة
قال شي “نحتاج إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الصيني-الإفريقي، وتوسيع نطاق التجارة والاستثمار، وتبادل الخبرات بشأن الحد من الفقر، وتعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي، وتعزيز ريادة الأعمال بين الشُبان الأفارقة، وتنمية الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم”، كما دعا إلى تعميق التعاون العملي بين الجانبين.
وذكر أن الصين ستعمل بشكل وثيق مع الدول الإفريقية لتنفيذ البرامج التسعة، وهي: البرنامج الطبي والصحي، وبرنامج الحد من الفقر والتنمية الزراعية، وبرنامج تعزيز التجارة، وبرنامج تعزيز الاستثمار، وبرنامج الابتكار الرقمي، وبرنامج التنمية الخضراء، وبرنامج بناء القدرات، وبرنامج التبادل الثقافي والشعبي، وبرنامج السلام والأمن.
وأضاف أن الصين ستنفذ 10 مشاريع في مجال الحد من الفقر ومجال الزراعة لصالح إفريقيا، وستقدم 10 مليارات دولار أمريكي من التمويل التجاري لدعم الصادرات الإفريقية، وستبني في الصين منطقة رائدة من أجل التعاون التجاري والاقتصادي المتعمق بين الصين وإفريقيا، ومجمعا صناعيا صينيا إفريقيا للتعاون في إطار الحزام والطريق.
وذكر شي أن الصين ستشجع أيضًا شركاتها على استثمار ما لا يقل عن 10 مليارات دولار أمريكي في إفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة، وستنفذ 10 مشروعات للاقتصاد الرقمي لصالح إفريقيا، وستنفذ 10 مشروعات للتنمية الخضراء وحماية البيئة والعمل المناخي لإفريقيا، وستساعد في بناء أو تطوير 10 مدارس في إفريقيا، وستدعو 10 آلاف خبير إفريقي رفيع المستوى لحضور ندوات وورش عمل.
قال بويلي ماتيوان، نائب رئيس مؤتمر طلاب جنوب إفريقيا، إن الصين هي أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا، وكان هذا النوع من الاستثمار حاسمًا في إنشاء منصة لتعظيم إنشاء سلاسل القيمة والأسواق المحلية، مع تحسين ظروف التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر القارة الإفريقية في الوقت ذاته.
وأضاف أن “الطرق والمطارات والسكك الحديدية والموانئ والمستشفيات، وجميع أنواع البنية التحتية التي تقوم الصين ببنائها، ستضعنا في وضع جيد لتنمية الأسواق العابرة للقارات”.
وقال شيوي بو إن التعاون الصيني-الإفريقي، بعد سنوات من الجهود المخلصة، أظهر مرونة قوية، مع ظهور نقاط نمو جديدة باستمرار، مؤكدا أن “شجرة” التعاون الصيني الإفريقي لن تهزها أي قوة في المستقبل.
مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد
في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي، قدم شي أربعة مقترحات لبناء مجتمع مصير مشترك صيني- إفريقي في العصر الجديد، داعيا الجانبين إلى مكافحة كوفيد-19 عبر التضامن، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز التنمية الخضراء، والتمسك بالإنصاف والعدالة.
قال مساعد وزير الخارجية الصيني وو جيانغ هاو إن الصين، أكبر دولة نامية، وإفريقيا، القارة التي تضم أكبر عدد من البلدان النامية، مرتبطتان ارتباطا وثيقا من خلال الخبرات التاريخية المتشابهة والنضالات المشتركة ومهام التنمية المشتركة.
وأضاف وو أن الصين وإفريقيا حققتا المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة من خلال التعاون العملي، وشكلتا معا دائما مجتمعا ذا مصير مشترك.
وقال الرئيس السنغالي ماكي سال إنه منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني-الإفريقي قبل 21 عاما، تعاونت الصين وشعبها مع الدول والشعوب الإفريقية على أساس مبادئ الصداقة والوحدة، والثقة والاحترام المتبادلين.